تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
2425 كلمة 16 دقيقة

وصلتني بضعة أسئلة من بعض الأصدقاء بخصوص خبرتي في الشراء من الإنترنت وعمليات الدفع والشحن والأمور المتعلّقة بها والغريب أنّها تزامنت كلّها خلال الأسبوع الماضي تقريبا، فعلى ما يبدو أنّهم يَنْوُونَ تمضية جزءٍ من الإجازة في التسوّق عبر الإنترنت : ) وبما أنّ السؤال يبدو بسيطا ولكن الإجابة عليه تحتاج إلى تفصيلٍ بعض الشيء فإنني أودّ أن تكون مختصرة ومفيدة وعبارة عن مرجع للجميع.

الدفع الإلكتروني
بداياتي في الشراء الإلكتروني كانت منذ أن دخلتُ في عالم الإنترنت وتحديدا عندما رغبت في حجز أوّل موقع إنترنت لي، حيث إنّ أوّل موقع شخصي كان من شركة سعودية وتمّ التحويل عن طريق البنك كحوالة عادية، ولكن بما أنّ السعر أضعاف الأسعار بالخارج قمت بالبحث عن طرق دفع إلكتروني أخرى فكان لا بدّ من بطاقات الائتمان. خلال البحث تحصّلت لأوّل مرّة على بطاقة دفع ائتمانية مدفوعة مسبقا (Pre Paid Master Card) والتي كانت توزّع لدى شركة الشحن (أرامكس) وطريقتها أن تحصل على بطاقة ائتمانية تقوم بشحنها بمبلغ مادي، ويمكن تعبئته من خلال زيارة الفرع وكانت هذه البطاقة حلًّا رائعاً إلّا أنّها لم تكن تعمل مع بعض المواقع على الإنترنت وذلك بسبب عدم توفّر رقم (CCV) ممّا قَيَّد العمل وحَصَرَه مع بعض المواقع فقط. وبعدها بفترة وجيزة قامت شركة سعودية أخرى مقرّها المنطقة الشرقية (لم أعد أذكر الاسم) بإصدار بطاقة مشابهة مع توفّر رقم (CCV) وبدأت بالعمل معها، ولكن المشكلة التي صادفتنا أنّها كانت محدّدة بفئة معينة ممّا كان يصعّب عملية الشحن وكذا طول المدة.
بعدها بفترة قصيرة أصدر البنك الأهلي بطاقة مسبقة الدفع، حيث تقوم بالحصول على بطاقة عادية مع بطاقة خاصّة بالدفع على الإنترنت ولها حساب بالبنك يمكنك أن تقوم بشحنه وذلك بزيارة الفرع. وكانت بطاقة الإنترنت تختلف عن الأخرى بقلّة الحدّ الائتماني الخاص بها وذلك تفاديا لعمليات الاحتيال الإلكتروني.
بعد فترة، قام البنك بتوفير إمكانية ربط حساب البطاقة مع الحساب البنكي العادي ممّا يوفّر إمكانية تغذيتها عن طريق التحويل من الحساب الشخصي أو عن طريق أجهزة الصرّاف أو الهاتف المصرفي وهذا وفّر الوقت عليّ، ومنذ ذلك الحين وأنا أستخدم تلك البطاقة حتّى يومنا هذا.

لماذا لم أستخدم بطاقة ائتمانية عادية؟
البطاقة الائتمانية العادية في البداية كانت تحتاج إلى شروط محدّدة من تحويل راتب إلى البنك وحدّ أدنى وشروط كثيرة. ومع الوقت عندما كان بإمكاني تحقيق هذه الشروط اكتشفت أنّها (خدعة) كبيرة؛ حيث إنّها تعمل على مبدأ الدَّين وفي حال نسيت دفع الدفعات فإنّك ستقع في الفوائد الربوية وفي تبعات أخرى أنت في غنى عنها. وبما أنّ البطاقة العادية تعمل بالطريقة نفسها مع توفّر ميزة أنّك لا تستطيع أن تصرف أكثر ممّا فيها، فأنت في حريّة كاملة بالتحكّم بما تودّ شراءه، لذا فأنا أنصح بها وبشدّة.

البطاقات المسبقة الدفع الأخرى
هناك بعض البطاقات الأخرى مثل بطاقة (كاش يو) وبطاقة (ون كارد) ولكنّها تعتبر إعادة تعبئة، حيث إنّها تعمل بمنطق النقاط والعمليات تتمّ فقط للشركات المشتركة مع الشركة وهي قليلة ومحلية في الغالب.

ماذا عن (فيزا كارد) أو (أمريكان إكسبريس)؟
تلك البطاقات تعمل نفس عمل (الماستر كارد) ولكن من شركات عالمية أخرى ولكلّ منها ميزات وخصائص، وهي عموما تؤدي الخدمة نفسها بعمليات الشراء الإلكتروني ولم أسمع عن (فيزا) أو (أمريكان) مسبقة الدفع. ولعلّ الفرق الأهم والذي لا يهمّنا هنا هو الحدّ الائتماني المرتفع وبعض الخدمات مثل التأمين على البضائع وبعض الهدايا الإضافية والتي تعدّ خدعة ترويجيّة إضافيّة لتقع في فخ الديون مع بطاقات الائتمان.

حسابات الباي بال (Pay Pal)
هو موقع إنترنت يوفّر خدمة إرسال واستقبال الأموال بشكل إلكتروني، ولا يدعم عملية الاستقبال في العالم العربي إلّا في (الإمارات) (منذ منتصف العام 2011 أصبح يدعم المزيد من الدول العربية ومنها السعودية على أن يتمّ الربط ببطاقة فيزا وليس ماستر كارد). وحتى كتابة هذا الموضوع فإنّ عملية الدفع عن طريقه كذلك غير متوفّرة في كلّ العالم العربي ولكن كما في حالتنا فهي متوفّرة في السعودية.

طريقة الاشتراك في الموقع تكون عبر فتح حساب فيه ومن ثمّ تسجيل بيانات بطاقتك الائتمانية، حيث يتمّ الخصم بمعرفة (شركة باي بال) من بطاقتك الائتمانية وتقوم هي بالدفع للشركات الوسيطة. العمليّة شبيهة بشركة (كاش يو) ولكن الفكرة هنا أنّ الموقع عالمي ومدعوم من كثير من المواقع.

عند التسجيل في موقع (باي بال) فإنهم يقومون بخصم مبلغ صغير بشكل عشوائي ويطلبون منك أن تزوّدهم برقم العمليّة التسلسلي الذي يظهر في كشف الحساب وذلك للتأكّد من امتلاكك لبطاقة الائتمان، وقد تواجهك بعض المشاكل البسيطة لاحقا والتي بمجملها من أجل التأكّد من حسابك؛ حيث يتمّ إيقاف حسابك حتّى تقوم ببعض الإثباتات الأخرى مثل إرسال صورة من الهويّة أو صورة من فاتورة الهاتف لإثبات العنوان البريدي.

بشكل عام أنا أقوم باستخدام (PayPal) في كلّ المواقع التي توفّر هذه الخدمة، حيث إنّ هذه الخدمة توفّر عليّ عدم إفشاء بيانات بطاقة الائتمان لأطراف كثيرة ممّا تزيد من الأمان، وكذلك في حال كانت هناك عمليّة احتيال فإنّ (باي بال) توفّر خدمة استرجاع الأموال بطريقة جميلة عبر فتح تحقيق إلكتروني بينك وبين البائع وتكون مجرّد مشاهد، وفيه يثبت أحدكم على الآخر بالحجّة أو تعيد المبلغ لك وتضعه في حسابك.

جوجل شيك آوت (Google Checkout)
هذه الخدمة شبيهة بخدمة (PayPal) إلّا أنّها أقل انتشارا في المواقع العالميّة وأنا مشترك فيها هي الأخرى، حيث إنّ هناك بعض المواقع التي لا توفّر الدفع إلّا عن طريقها مثل الدفع على سوق أجهزة الأندرويد. وهي رائعة كخدمة ولكن صاحب السبق دائما يأكل النصيب الأكبر من الكعكة كما الحال مع PayPal.

بطاقات الهدايا كوسيلة دفع آمنة
هناك بعض الطرق الإضافية التي قد تساعدك في ضبط مشترياتك عبر الإنترنت، فمثلا موقع حجز أسماء النطاقات (Godaddy) أو موقع (أمازون) أو (بطاقات أيتونز لمتجر أبل) توفّر ما يسمى ببطاقات الهدايا والتي يمكنك شراؤها لإهدائها بقيمتها لأيّ شخص، بمعنى في حال أردتُ أن أرسل لك هديّة عبارة عن كتاب فلم لا أرسل لك قيمة الكتاب وأخيّرك باختيار أفضلها بدلا من إجبارك على الكتاب وهنا يمكنك استغلالها بطريقة أخرى لزيادة الأمان. مثلا قم بشراء بطاقة هديّة بمبلغ (200) دولار واهدِها لنفسك : ) حيث تقوم بدفع تكلفة البطاقة مرّة واحدة ومن ثمّ تستطيع أن تشتري بهذا المبلغ المحجوز فيها هدية لك ومن الموقع نفسه فقط. طبعا العملية لا تكلّفك أيّ تكاليف إضافيّة فأنت تحصل على 200 دولار وتكلّفك 200 دولار والميزة هنا أنّ العمليّة التي قُيِّدَت على بطاقتك هي مرّة واحدة ولكن يمكنك صرف هذا المبلغ على دفعات عديدة، وذلك لكي لا يسبّب لك إرباكا في مراجعة كشف حسابك ويساعدك في كشف أيّ عمليّات مشبوهة قد تحصل بسرعة.

الشحن الدولي
لا توفّر معظم المواقع العالميّة الشحن لكلّ الدول العربيّة وإن قامت بعضها مثل موقع (أمازون) بتوفير شحن الكتب والأقراص فقط ولا توفّر شحن باقي المنتجات إلى السعوديّة، وأغلب هذه المواقع تقوم بالشحن عن طريق شركات الشحن السريع مثل (فيدكس) أو (دي إتش إل) أو (UPS) والتي توفّر سرعة في الشحن ووثوقيّة عالية ولكن سعرها مرتفع نوعا ما مقارنة مع خدمات الشحن العاديّة، كما أنّ هناك عروض الشحن المجاني على بعض المنتجات والذي لا يمكنك التمتّع بها كونك في العالم العربي!

يقدّم أمازون خدمة دفع مبلغ قرابة (70) دولار سنويا وتحصل على خدمة شحن أغلب البضائع مجانا وبسرعة داخل أمريكا ممّا يساعدنا في النقطة التالية.

صندوق البريد الافتراضي
هناك بعض المواقع التي تقدّم صندوق بريد افتراضي في أمريكا وذلك لحلّ مشكلة الشحن بالنسبة للمواقع التي لا تقدّم خدمة الشحن إلى خارج أمريكا أو في حال لا توفِّر تلك الشركات الشحن إلى بلدك، حيث تقوم باستئجار صندوق بريد افتراضي وتحصل على عنوان في أمريكا تقوم بالشحن إليه وعند وصول أيّ طرد يتم إعلامك بالبريد الإلكتروني؛ والذي يسمح لك إما بإعادة التحويل تلقائيا إلى عنوانك في بلدك أو تنتظر بضعة أسابيع أو أشهر مثلا حتى تصل كلّ بضائعك وتشحنها مرّة واحدة للحصول على ميزة فئات الوزن الكبيرة ويتمّ الشحن من أمريكا إلى بلدك عبر الشحن السريع.

كذلك الحال قد تستفيد من هذه الخاصيّة في حالة الشحن المجاني، حيث يتمّ الشحن المجاني داخل أمريكا إلى صندوق بريدك ومنها تقوم أنت بالشحن إلى بلدك وقد تكون في بعض الأحيان أوفر من الشحن عن طريق الموقع نفسه المزوّد للخدمة بسبب فئات الشحن.
أغلب شركات الشحن السريع توفّر لك رقم الشحنة والذي يمكّنك من متابعة شحنتك أوّلا بأوّل حتّى استلامها عبر موقعهم ممّا يشعرك بالأمان ومعرفة وتوقّع وقت الوصول، بل ويمكنك أن تتصل بالشركة وتحدّد كيفيّة الاستلام أو التسليم في أيّ وقت أو مكان تريده.

شحن تحويلي (Redirect)
تقدّم بعض شركات الشحن السريع في السعودية خدمة تحويل الشحنات، حيث تقوم بتوفير صندوق بريد افتراضي ولكنّها لا توفّر لك إمكانيّة تحديد متى تشحن؛ إذ تقوم هذه الشركات بالشحن بدورة زمنية محدّدة مسبقا أو تحدّدها أنت مثلا كلّ أسبوعين أو شهر وبالتالي يقومون بجلب ما يصلك في ذلك الوقت وربّما قد تصلك شحنة في اليوم التالي فتضطرّ إلى أن تنتظر المدّة الجديدة وقد لا تستفيد من التخفيضات على الأوزان في حال تجميعها. كما أنّها قد تقوم بجلب بضاعة تودّ إرجاعها أو وصلتك عن طريق الخطأ أو مثلا الكتالوجات والبريد الورقي الدعائي والذي يتمّ تغريمك به وأنت لست بحاجته.

الشراء الآمن
تأكّد دائما من دخولك منطقة التشفير أو كما تسمى طبقة الحماية (SSL) عند إتمام عمليّة الشراء وذلك بمشاهدة صورة القفل التي تظهر في المتصفّح لديك، ومع ذلك يجب أن تتأكّد من الموقع الذي تشتري عن طريقه بأن يكون مشهورا وموثوقا؛ حيث إنّ هناك عمليات احتيال كثيرة تتمّ عبر استخدام البطاقات الائتمانية سواء عن طريق الموقع نفسه أو عن طريق قيام شخص آخر بسرقة معلوماتك وإتمام عمليات شراء بها.

أفضل الأسعار والتسوّق الذكي
لا تعتمد على موقع واحد عند الشراء فالمنتج نفسه قد تجده متوفّرا في عدّة مواقع وبأسعار متفاوتة وبعضها يقدّم عروضا ترويجيّة على المنتج نفسه؛ لذا قم بأخذ جولة وتأكّد من أفضل سعر وتأكّد من عدم وجود تكاليف مخفيّة والأهمّ هو أن تتأكّد من أنّ المنتج هو نفسه فقد تكون الصورة نفسها والموديل يختلف برقم أو حرف. وكذلك الحال قد تكون الصورة خادعة، حيث يكون الشكل كبيرا أو مغريا وفي الحقيقة شيء آخر.

هناك بعض المنتجات التي يحظر دخولها إلى بلدك ولا أقصد فقط المشروبات الكحولية مثلا، ولكن هناك الأدوية والمجوهرات وبعض المنتجات مثل الأسلحة البيضاء وبعض الأشياء التي لا تعبر الجمارك وعندها تحتاج إلى إعادتها إلى المشتري على حسابك، وتنتظر حتّى تعود إليك أموالك وقد تكلّفك عملية الشحن ذهابا وإيابا أكثر من سعر المنتج.

مع العلم أنّ هناك بعض شركات الشحن التي تتعامل بمعاملات خاصّة في الجمارك ولا يتمّ فحص كلّ شيء يدخل ويمكن دخول أيّ شيء تقريبا ما لم يكن ممنوعا بشدّة، ولا أستطيع أن أخبرك عن هذه المعلومة وأفضّل أن أحتفظ بها لنفسي.

هناك بعض شركات الشحن التي أسمّيها بشركات الشحن النكبة والتي تمرّر كلّ شيء على الجمارك، وأذكر أنّه في إحدى المرّات قمت بشراء برنامج كمبيوتر بسعر كبير نسبيا ووصلتني معه هديّة عبارة عن قارئ ضوئي على شكل قلم، وعندها قامت شركة الشحن بإجباري على دفع مبلغ جمارك على هذه القطعة التي أنا لا أريدها أصلا وسعرها لا يتعدّى بضع دولارات، ولكن اضطررت إلى الدفع من أجل الحصول على التطبيق الذي هو هدف عملية الشراء، والمصيبة هي أنّ السعر الجمركي كان على الأقل عشرة أضعاف سعر الجهاز وربّما تمّ احتساب سعر جمركي على البرنامج لأنّهم لم ولن يصدّقوا أنّ هناك برنامجا أغلى من الجهاز!

الشراء من الأفراد عبر المواقع الوسيطة
قام أخي بالشراء من موقع المزادات (أي باي) جهاز سيسكو لاب (مختبر) للشبكات من أجل التدريب عبر الموقع وذلك لتوفّر المستعمل الرخيص من أفراد يقومون بالبيع عبر الموقع، وتحدّد المصداقية عن طريق المستخدمين السابقين المتعاملين معه عبر مراجعاتهم لهذا المستخدم، والدفع يتمّ عبر حوالة نقديّة دوليّة باسم البائع وليس الموقع وقد تكون عملية احتيال والموقع هنا لا يوفّر لك أيّ ضمانات سوى إمكانية كتابة تعليق على البائع والذي قد تضرّ بسمعته فقط ممّا لا يمكنه البيع مرّة أخرى، لذا قد تحتاج إلى تقصّي التعامل مع الثقات الذين كان لهم تعامل كبير في الموقع وقد تضرّهم أيّ عملية خاطئة.

موقع (أمازون) كذلك قد يوفّر لك إمكانية استرجاع أيّ بضاعة لم تعجبك على حسابك في أغلب الأحيان دون خصم مبلغ الشحن الأوّلي، وتستطيع عندها كتابة مراجعة وتعليق على ما حدث ممّا قد يضرّ باسم البائع والذي سبق أن حدث معي مرّة عندما قمت بشراء رداء (زي) لأحد أبطال الرسوم المتحركة لابني الصغير، وقد وصلني بنوعية رديئة جدا ويختلف عن الصورة ممّا جعلني أكتب تعليقا ضدّ الشركة البائعة عبر أمازون لأنّ عملية الشحن أصلا أغلى من الزيّ، وعندها قامت الشركة برجائي لكي أغيّر تعليقي ولكنّي رفضت وعندها قامت بإرسال هديّة كنوع من التعويض لي ولكنّها لم تخبرني عن ذلك ممّا كلّفني عملية شحن من صندوق بريدي بأمريكا إلى هنا لأكتشف بأنّها هديّة سخيفة لا تعادل حتى سعر الشحن والذي جعلني أحسب بأنّها إرساليّة أخرى غير أنّها لم تصل إلّا متأخرة، وبهذا تكون الشركة قد أضرّتني مرتين.

كن مشتريا إيجابيا
عندما تشتري أيّ سلعة أتمنى أن تقوم بكتابة تعليقك وتغذيتك الراجعة حول المنتج أو حول البائع ممّا يفيد غيرك من أخذ قرار الشراء في المستقبل من عدمه، ولكن في حال لم تقم بكتابة تعليقك سواء كان إيجابيا أو سلبيا فإنّك قد تغرّر بغيرك. إنّ قرار الشراء قد يُساعدك آخرون به؛ حيث إنّ لهم تجربة سابقة مع المنتج نفسه أو البائع ويفضّل أن تكون مشتريا إيجابيا.

الاحتيال الإلكتروني
حاول أن لا تستخدم بطاقاتك الائتمانية إلّا في مواقع الإنترنت الموثوقة والعالمية أو استخدم موقع (PayPal) أو (Google Checkout) والتي تقلّل من فرص انتشار بيانات بطاقتك حتّى تعرف ما الذي يحصل من عمليات شرائية، وهذا لا يمنع من مراجعة كشف حسابك مرّة كلّ 15 يوم على الأقل حتّى تعرف العمليات التي قيّدت على بطاقتك والتي يمكنك أن تسجّل اعتراضك عليها عن طريق البنك والتي عادةً تعاد إلى حسابك خلال 30 يوم عمل من عملية البلاغ، إلّا في حالات نادرة يكون الموقع البائع لا يوفّر ضمانات أو هناك شكّ في بلاغك.

هناك بعض الرسائل التي تصلك على البريد الإلكتروني والتي تطلب منك إدخال بياناتك الخاصة في بعض المواقع أو من تأكيد البطاقة الائتمانية و التي تكون شبيهة بالمواقع الإلكترونية، وعندها قد تحسب أنّ العملية صحيحة وتقوم بإدخال بياناتك وهي في الحقيقة تكون لمواقع أخرى شبيهة أو مقاربة للاسم أو الشكل للموقع الذي تتعامل معه وعندها يقومون بسرقة بياناتك والشراء بها أو إتمام عمليات شراء من نفس المواقع الهدف.

لذا تأكّد دائما من أيّ بريد يطلب منك بياناتك وتأكّد من العنوان الصحيح أو حتى قم بكتابة اسم الموقع بنفسك من جديد والدخول، وفي حال كان هناك أيّ طلب مثل هذا فستجد رسالة في لوحة التحكم تطلب منك ذلك وتتبع المطلوب منك.

طبقة أمان إضافية
بعض البنوك مثل البنك الأهلي توفّر طبقة أمان إضافيّة للشراء، حيث يظهر لك عند عملية الشراء موقع إضافيّ يطلب منك كلمة سرّ إضافيّة ولكنّها لا تعني أنّه لا يمكنك إتمام عملية الشراء؛ لذا تأكّد دائما من الحفاظ على بياناتك.

غيّر بطاقاتك الائتمانية كل دورة
في العادة يقوم البنك بإعادة إصدار البطاقة كلّ سنتين أو سنة حسب البنك وذلك لتجديدها وبالرقم نفسه، وبذلك يمكن لمن سرق بياناتك تجربة تغيير تاريخ إنتهاء الصلاحية فقط؛ لذا قم كلّ سنة أو سنتين بإلغاء البطاقة القديمة وقم بإصدار بطاقة جديدة وقد يكلّفك هذا مبلغا إضافيا حوالي (100) ريال ولكنّه لا يذكر مقارنة بعمليات الاحتيال التي قد تطال بطاقاتك.

عندما تشكّ في أيّ عملية شرائية لا تتردّد بالتواصل مع البنك أوّلا ومن ثمّ الشركة التي صدرت منها عملية الشراء فالخطأ وارد دائما، وفي حال لم تعترض فإنّ العملية سوف تتمّ وتقيّد ضدّك؛ لذا حاول أن تقوم بربط حساباتك مع خدمات الإشعار الآني والتي توفّرها بعض البنوك عبر رسائل الجوال أو البريد الإلكتروني والتي تخبرك بالعمليات التي تمّت بوقتها والتي تمكّنك من إلغاء العمليّة في حال لم تقم بها وذلك قبل تمامها مثلا، أو في حال لم يتمّ شحن البضاعة للسّارق ممّا يوفّر عليك هذه المبالغ.

أكبر ثغرة أمنية
تأكّد دائما أن أكبر ثغرة أمنية هي أنت! نعم أنت؛ فبجهلك أو تساهلك يمكن خداعك ويمكن الوصول إلى بياناتك أو استغلالك، فحاول دائما أن تحافظ على بياناتك وتراقبها وتتأكّد من تغيير كلمات السر وبطاقات الائتمان وتقلّل من الاعتمادية عليها عبر استخدام المواقع الوسيطة التي تقلّل من النتائج.

وتأكّد أنّ هناك دائما أخطاء قد تقع ولا شيء آمن 100% ولكنّك تستطيع تقليل النسبة بشكل كبير عبر تنبّهك لكلّ ما كتبت.

بالتوفيق للجميع وتجربة شراء ممتعة عبر الإنترنت