حصلتُ مؤخراً على كتاب (Millionaire Upgrade) للكاتب (Richard Parkes) وهو مدرّب يقوم بتدريب برنامج (Millionaire MBA) الذي يمتدّ لمدّة (ثمانية أسابيع)؛ حيث إنّ كلّ أسبوع يُعنى بإحدى القواعد الثمانية لقاعدة (I BELIEVE).
كتاب (Millionaire Upgrade) هو أحد الكتب الرائعة التي استمتعت بها؛ إذ إنّه يقوم بعرض معادلة (I BELIEVE) بشكل قصّة قصيرة بين (توم) مدير تقنية المعلومات والذي جلس مصادفةً بجانب المليونير (مايكل) في رحلة سفر بالطائرة وقام فيها (مايكل) بتعليم (توم) معادلة (I BELIEVE) التي تحتوي على (8) قواعد ذهبيّة لنجاح أيّ رائد أعمال حيث ستؤهّله بإذن الله ليصبح من أصحاب المليونيرات.
بداية القصّة
تدور أحداث هذه القصّة في الطائرة، حيث إنّ (توم) مدير تقنية المعلومات والذي كان ينوي الذهاب في رحلة عمل قد وصل متأخرا إلى المطار ممّا جعله لا يجد مكانا شاغرا له، وبينما هو يحاول إيجاد مكان شاغر في الطائرة وجد (مايكل) وهو رجل أعمال كان قد حجز مقعدين في الدرجة الأولى لأنّه يسافر دائما مع مساعده الشخصيّ، وصدفةً لم يستطع مساعده اللّحاق به في هذه الرحلة فتنازل (مايكل) عن المقعد ليحصل عليه (توم) الذي كان يائسا بسبب أنّ ضياع هذه الرحلة عليه قد يتسبّب في خسارته للوظيفة خصوصا وأنّ شركته تعاني من تقلّبات في سوق العمل ممّا وضع (توم) تحت ضغط كبير.
وبينما كان (توم) و(مايكل) في الطائرة أخرج (توم) كتاب (Think and Grow Rich) الذي كان قد ابتاعه مؤخّرا بسبب خوفه من المستقبل ومن استغناء شركته عنه، وقد قام بشراء الكتاب لأنّه أُعجِب بالعنوان دون أن يعرف أيّ شيء سابق عنه. وبينما هو يتصفّح الكتاب وبعد إقلاع الطائرة تذكّر (توم) أنّ عليه شكر (مايكل) على تنازله عن المقعد، وحينها بدأ الإثنان بالتعرّف على بعضهما أكثر.
خلال حديثهما، سأله (مايكل) عن رأيه في كتاب (Think and Grow Rich) فأخبره (توم) بأنّه لا يعرف أيّ شيء عنه ولكنّه ينوي قراءته لعلّه يستطيع اللّحاق بركب أصحاب الملايين، عندها تفاجأ (توم) بأنّ (مايكل) يشيد بالكتاب وبأنّه كان أحد الأسباب لِما أصبح عليه الآن وبأنّه قد قرأه منذ أكثر من عشر سنوات؛ حيث إنّ (توم) كان يعتقد بأنّ الكتاب جديد ولكن تبيّن له بأنّ الكتاب منشور منذ عام (1937) ميلاديّة أيّ أكثر من (70) سنة. وكما يقول (مايكل) بأنّ تعاليمه يمكن استخدامها والعمل بها حتى في يومنا هذا -عن نفسي لم أقرأ الكتاب بعد ولكنّه في قائمة الأماني– وهنا بدأ (مايكل) يشارك (توم) سرّ النجاح وإخباره بمعادلة (I BELIEVE) والتي تعني بمجملها (أنا أؤمن)، وفي الوقت نفسه كلّ حرف من هذه الكلمة عبارة عن قاعدة ذهبيّة نحو تحقيق الثراء.
ولنبدأ سويّة في شرح هذه القواعد:
(1)- حرف (I) للقاعدة الأولى (I Believe in Myself) وتعني (أنا أؤمن بنفسي).
لا بدّ أن تؤمن بنفسك وبإمكانيّتك لأن تصبح رائد أعمال ناجح، وذلك يبدأ بالخروج من منطقة الرّاحة.
(2)- حرف (B) للقاعدة الثانية (Be Passionate and Want it) وتعني (كن ذا عزيمة).
العزيمة والشغف الكبيران في تحقيق النجاح هما السبيل الوحيد للوصول إلى النجاح، ولتكن الرغبة في النجاح هي المحفّز الرئيسي لك ولا تدع الأموال تكون هي المحفّز الأساسي لك.
(3)- حرف (E) للقاعدة الثالثة (Extend Your Comfort Zone) وتعني (وسّع منطقة الرّاحة).
واجه مخاوفك من الخروج من منطقة الرّاحة وحاول في البداية توسيع هذه المنطقة تمهيدًا للخروج منها. انظر هنا مقالي عن (كيف تستغني عن وظيفتك).
(4)- حرف (L) للقاعدة الرابعة (Luck and Lies Don’t Work) وتعني (الحظ والأكاذيب لا تعمل).
لا يوجد ما يسمّى بالحظ أو الصدفة بل العمل الشاقّ والاستعداد للفرص هو ما يصنع لنا حظوظنا، وهناك مثال جميل عندما نوّه (مايكل) عن أنّ سبب دخوله في النقاش مع (توم) كان بسبب أنّ (توم) أخذ الخطوة الأولى وحصل على كتاب (Think and Grow Rich) والذي كان هو الخطوة الأولى نحو النجاح وفتح هذا النقاش. يمكنك قراءة موضوعي (كن مستعدا للفرص).
(5)- حرف (I) للقاعدة الخامسة (Install Goals) وتعني (ضع أهدافك).
اكتب أهدافك واجعلها ذكيّة لتتمكّن من تحقيقها (S.M.A.R.T). انظر هنا موضوع (كيف تحقّق هدفك).
(6)- حرف (E) للقاعدة السادسة (Enjoy Hard Work) وتعني (استمتع بالعمل الشاق).
اعمل ما تحب لتحب ما تعمل ولتستطيع إنهاءه.
(7)- حرف (V) للقاعدة السابعة (Very, Very Persistent) وتعني (المثابرة ثمّ المثابرة).
المثابرة والإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام هم المفتاح الأساسي للنجاح، فالكثير من النّاس يستسلمون وهم على بعد خطوات قليلة من النجاح.
(8)- حرف (E) للقاعدة الثامنة (Expect Failure) وتعني (توقّع الفشل).
خلال رحلة النجاح توقّع الفشل دائمًا واستعد له قبل أن يفاجئك، ولا تعتبر العقبات إخفاقات بل اعتبرها دروسا مستفادة لصنع النجاحات في المستقبل.
وأخيرًا وبما أنّ أيّ جلسة صفاء تحتاج إلى كوب من الشاي (Tea) فلدينا الحرف الأخير (T) للقاعدة الإضافية (Teamwork) وتعني (العمل الجماعي)؛ حيث إنّه لا يمكن للشخص الواحد أن يعمل بمفرده فأنت دائما بحاجة لمن تعمل معه وتفوّض أعمالك إليه. اقرأ هنا مقالتي عن (مهارة التفويض).