قمت بسماع كتاب (The One-Minute Manager - Unabridged) صوتيا وهو من تأليف (Ken Blanchard and Spencer Johnson) و قد استمتعت بسماعه لأنه كان قصيرا (ساعة و نصف تقريبا – بالعادة الكتب تكون بمتوسط 5 ساعات و قد تصل إلى 9 ساعات) و لا أعرف هل الكتاب المطبوع قصيرا كذلك أم أن هناك بعض الحشو الموجود بالكتاب و التي تغاضى عنه المؤلف عند تحويل الكتاب إلى مسموع
سوف أحاول سرد التلخيص كقصة مقتضبة للكاتب مع التركيز على أهم النقاط و المفاتيح الأساسية للكتاب من أجل الاستفادة و المتعة معا
البحث عن فن إدارة الأشخاص
كان هناك شاب في مقتبل العمر يبحث عن أسرار الإدارة الناجحة و كيفية الوصول لأفضل وصفة لإدارة الأشخاص , و مما سمعه و بحث عنه قام بتقسيم المدراء لعدة أقسام منها (المدير الديمقراطي – المدير السياسي – المدير الصعب المراس) و غيرها , و بينما هو يبحث قام أحد الأشخاص بالإشارة عليه لمقابلة مدير في مدينة قريبة من مدينته و سبب اقتراح هذا المدير أنه من المشهور حب الناس للعمل لديه.
فقام هذا الشاب بالاتصال بالشركة لعله يستطيع تحديد موعد مع هذا المدير الناجح , و بحسب ما أختبره فأن المدير الناجح دائما مشغول و يصعب الحصول على موعد لسؤاله بضعة الأسئلة و خصوصا إن لم يكن متعلقا بالعمل ذاته
عند الاتصال ردت على هذا الشاب السكرتيرة الخاصة بالمدير العام و قام بسؤالها عن رغبته بتحديد موعد مع المدير العام لسؤاله بضع الأسئلة عن كيفية إدارته للموظفين , و تفاجئ الشاب بموافقة المدير اللحظية , حيث كان رده مباشرة "حدد أي يوم يناسبك في الأسبوع القادم ما عدا يوم الأربعاء" !!
قام الشاب بتحديد أول أيام الأسبوع و ذهب للاجتماع و هو متشكك في قدرة هذا المدير أو مدى نجاحه و خصوصا بأنه يملك الكثير من الوقت الذي يمكن أن يقضيه مع هذا الشاب.
ما أن دخل هذا الشاب لملاقاة المدير إلا و بدأ سريعا في شرح ما خلص له من نتائج في بحثه و تقسيماته للمدراء , منهيا هذه المقدمة بسؤال المدير ," أي من هؤلاء الأصناف من المدراء أنت ؟" فرد المدير "أنا لا أنتمي لأي من هذه الأصناف و لكني أتبع أسلوب (مدير الدقيقة الواحدة) و الذي علمني إياه أحد المدراء سابقا و سوف أقوم بتمريره لك إن أحببت ذلك"
تفاجئ الشاب من هذا الصنف الجديد (مدير الدقيقة الواحدة) فلم يسبق له أن سمع به من قبل , بل و حتى أنه لم يفهم ما يعنيه , و لكن فضوله و حبه للاستكشاف جعله يسأل المدير أن يعلمه إياه , فما كان من المدير إلا و قام بكتابة أسماء المدراء المساعدين له و أعطاها للشاب مخبرا إياه أن يقوم بسؤال المدراء المساعدين لكي يشرحوا له هذا المفهوم الجديد في الإدارة.
عندها قام المدير من مكانه متوجها للباب بشكل يوحي بأن المقابلة انتهت و لكن الشاب باغت المدير بسؤاله , "أي من هؤلاء المدراء تفضل أن أبدأ به ؟ " فأجاب المدير "ابدأ بأي شخص شئت", فأصر الشاب على المدير أن يحدد شخصا ليبدأ به , وعندها أجاب المدير بشكل معاتب ," أنا لا أحب أن أكرر كلامي, فهذا قرارك الشخصي فابدأ بأي مدير شئت أو قم بأخذ بحثك بعيدا عن هذا المكان" , تفاجئ الشاب من طريقة تعامل المدير له و مرت لحظة صمت , كسرها المدير بمصافحة يد الشاب و مشى معه إلى الباب و قام بالطب من السكرتيرة بأن تقوم بتحديد مواعيد له مع المدراء المساعدين و قام بتحية الشاب و خاتما اللقاء بأنه بانتظار زيارته مرة أخرى بعد الانتهاء من زيارة المساعدين كما ذكر له
بعد أن دخل المدير قامت السكرتيرة بسؤال الشاب باختيار الوقت المناسب له لتحديد الموعد التالي مع المساعد على أن لا يكون يوم الأربعاء , فتفاجئ الشاب كذلك – أظنه يقول بنفسه ما هذه الشركة الفاضيه : ) – عندها طلب تحديد الموعد ليكون الآن مع السيد (جون) – لا أذكر الاسم و لكن لنسميه (جون) – و ليكن بعدها مع السيد (مارك) ثم و ليكن بعدها مع السيدة (سارة) – جميع الأسماء غير متأكد منها : )
بمجرد دخول الشاب على السيد جون و بعد تبادل التحية فيما بينهما بادر السيد جون الشاب بسؤاله ," أنت هنا لتتعلم عن مدير الدقيقة الواحدة؟" فرد الشاب بشكل استنكاري "لا تقل لي بأن هذا صحيح أليس كذلك ؟" فرد السيد جون "لا هذا صحيح و سوف أخبرك عن المفتاح الأول لتصبح مدير الدقيقة الواحدة"
المفتاح الأول
أتبع السيد جون كلامه قائلا "في كل أسبوع نقوم نحن المدراء المساعدين بالاجتماع مع المدير العام (مدير الدقيقة الواحدة) يوم الأربعاء لنقوم بعرض ومناقشة أهداف الأسبوع القادم , و هذا هو السبب في كوننا لا نستطيع تحديد أي موعد معك في هذا اليوم بالتحديد"
"فقد علمنا مدير الدقيقة الواحدة أهمية وضع الأهداف على أن تكون مكتوبة و واضحة " – يمكن مراجعة مقالة كيف تصنع هدفك بالضغط هنا – "وعلى أن لا تتعدى ورقة موسطة لكل هدف ليكون واضحا و يمكن قراءته في دقيقة واحدة و بعد مناقشة هذه الأهداف و التي يكون عادة قد وضعت من قبل كل مدير مساعد على حدا نمضي باقي الأسبوع في تحقيق هذه الأهداف "
عندها قام الشاب بتسجيل كل ما ذكره السيد جون على ورقة ملاحظته الصغيرة و ما أن انتهى حتى و قال له السيد جون "أعلم أنك قد حددت موعدا اليوم مع السيد (مارك) ؟" فأومئ الشاب برأسه موافقا , فأتبع السيد جون كلامه "إذا أذهب للسيد (مارك) ليقوم بتعليمك المفتاح الثاني من مفاتيح (مدير الدقيقة الواحدة)" فقام الشاب مودعا السيد جون و متجها للسيد مارك
المفتاح الثاني
بمجرد دخول الشاب وانتهائه من مبادلة التحية مع السيد (مارك) قام السيد (مارك) بسؤاله , "هل أخبرك الرجل العجوز (المدير العام) عن مفهوم (مدير الدقيقة الواحدة) ؟" فقال الشاب "نعم" , و أتبع ذلك بسؤاله الاستنكاري , "و لكن لا يوجد شيء اسمه مدير الدقيقة الواحدة أليس كذلك؟" فأجاب السيد (مارك) "نعم , هو موجود بالفعل و قد علمنا الرجل العجوز بأن نكون جميعا مدراء الدقيقة الواحدة بدورنا " متبعا كلامه " كما علمت بأنك قد زرت السيد (جون) قبل مرورك علي , فببماذا أخبرك؟"
فرد الشاب , مخبرا السيد مارك بأن ما تعلمه من السيد (جون ) هو وجود مفاتيح ثلاثة لتكون مدير الدقيقة الواحدة و كان المفتاح الأول هو (إعداد هدف الدقيقة الواحدة) , عندها قام السيد مارك بأخذ زمام الحديث محدثا الشاب , "و الآن سوف أخبرك عن المفتاح الثاني من مفاتيح (مدير الدقيقة الواحدة)"
المفتاح الثاني هو أن تقوم بالبحث عن أي صواب ومتابعة أي انجاز يقوم به موظفك مهما كان صغيرا و تقوم بتهنئته و شكره عليه لمدة دقيقة واحدة , و يذكر السيد (مارك) بأنه عندما كان حديث العمل لدى مدير الدقيقة الواحدة كان يأتي (الرجل العجوز) إلى مكتبته مسارعا تهنئته و الشد على كتفيه معبرا عن مدى سعادته و فرحه بانجازه
عندها قام الشاب بتسجيل هذه الملاحظات و بحال انتهائه قام السيد مارك بمبادرة الشاب بالحديث , " أعلم بأنك سوف تقابل السيدة (سارة) اليوم, و هي سوف تخبرك عن المفتاح الثالث لكيفية أن تكون مدير الدقيقة الواحدة"
المفتاح الثالث
عندما انتهى الشاب من مقابلة السيد (مارك) قام بسؤال السكرتيرة بتحديد موعد أخر في يوم تالي لملاقاة السيدة (سارة) , فعلى ما يبدوا أن المعلومات الكثيرة و المفاهيم الجديدة , قد أتعبت دماغه فلم يعد قادرا على تعلم المزيد
حضر الشاب في اليوم المحدد للموعد الجديد مع السيدة (سارة) لملاقاتها و بمجرد دخوله و تبادل التحية بدء بسؤاله المتكرر "هل فعلا هناك ما يسمى بمدير الدقيقة الواحدة " فردت السيدة سارة "نعم , و جميعا هنا نعمل بمفهوم مدير الدقيقة الواحدة" , لم يتفا جيء الشاب في هذه المرة كما السابق فعلى ما يبدوا أنه بدء يقتنع بوجود هذا المفهوم الجديد و خصوصا بأن كل من بهذه الشركة يؤمن به
عندها قام الشاب بسؤال السيدة (سارة) بأن تدله على المفتاح الثالث و الأخير من مفاتيح شخصية مدير الدقيقة الواحدة , فقالت له السيدة (سارة) , "المفتاح الثالث هو أن تكون حاد الطباع و تقوم باصطياد الأخطاء على موظفيك و أن تعاتب موظفيك لمدة دقيقة واحدة على الأخطاء التي قاموا بها"
تفاجئ الشاب من المفتاح الأخير لأنه قد يناقض مفهوم المفتاح الثاني وهو أن تكون ودودوا و تحاول دائما أن تجد الأعمال الجيدة التي قام بها موظفيك لتهنئتهم عليها , و بعد أن أتعب رأسه بالتفكير بهذه المناقضة , قام الشاب بسؤال السيدة (سارة) "كيف ذلك , و المفتاح الثاني قد ينافي بمفهومه هذا المفتاح" , فردت عليه السيدة سارة , " كلا , هذا لا ينافيه بل هو يكمله , فعندما تكون حديث العهد بالعمل نحاول أن نجد أي شيء تقوم بعمله لتهنئتك عليه و لكن في حال أصبحت خبيرا و قديما بالعمل فأن الأخطاء , تعتبر مشكلة و من المفروض أن يكون النجاح ديدنك الدائم , و عليه فأن مدير الدقيقة الواحدة يقوم بالحضور في أقرب وقت إليك من وقوع الخطاء ليقوم بمعاتبة تصرفك الذي جعلك تخطيء و ليس شخصك و بعدها يقوم بدلك على الطريق الصحيح و يقوم باختتام العتاب بطريقة لا تجعلك مستاء من نفسك" فرد الشاب نعم فلقد اختبرت العتاب بالمرة السابقة" فضحكت السيدة (سارة) قائلة " لا تكن قد طلبت منه أن يعيد كلامه؟" فرد الشاب "نعم هو كذلك" فردت عليه "هذا الشعور الغير مريح هو ما يجعلنا الإقلاع عن الاخطاء"
العودة للمدير العام
قام الشاب بتسجيل كل الملاحظات اللازمة لما قالته السيدة (سارة) و عاد متجها إلى مكتب المدير العام (الرجل العجوز) مدير الدقيقة الواحدة , و عند مقابلته سأله المدير عن ما إذا تعلم شيئا خلال هذه الفترة , فقام الشاب بذكر الملخص النهائي الذي وصل إليه من مقابلة مساعدين المدير العام ,
"لتكون مدير الدقيقة الواحدة عليك أن تقوم بوضع خطط و أهداف سهلة يمكن قرأتها في دقيقة , و من ثم عليك أن تقوم بالبحث عن الأشياء الجيدة التي قام بها الموظفين لتهنئهم عليه لمدة دقيقة , ثم عليك أن تصطاد أخطاء الموظفين لتقوم بمعاتبتهم على تصرفهم لمدة دقيقة " فرد الرجل العجوز " نعم هذه هي المفاتيح الثلاثة , و أنا بانتظار أي أسئلة منك" , فقام الشاب بسؤاله " هل كل ما تقوم به يستغرق فقط دقيقة واحدة؟" فأجاب المدير " بالطبع لا فقد تستغرق دقيقتين أو ثلاث أو أكثر و لكن المهم أن ما يتم انجازه يتم انجازه بسرعة على مبدأ الدقيقة الواحدة"
فأتبع الشاب الحديث قائلا " مما أراه أن هذه المفاتيح ذات فعالية و لكني أود أن تخبرني عن سر نجاحها"
فرد المدير " الكثير من المدراء في الشركات الأخرى يعتقدوا بأن الموظفين يعلموا كل شيء لينجحوا في عملهم , و أن هناك بديهيات لا بد للموظف أن يعلمها و هنا يكمن الخطاء , فكثير من الموظفين يمشون كالعميان وسط الظلام و لا يعرفوا الطريق الصحيح , فلذا لا بد من وضع أهداف و واضحة ليمشي عليها الموظف و ليعرف طريقه , و بعد أن يقوم بانجاز هذا الهدف عليه لا بد من قياس الأداء و معرفة كيفية الانجاز, فإن كان الموظف حديث العهد فأننا نقوم بمحاولة البحث عن أي شيء جيد قام به لنهنئه عليه , فعلى سبيل المثال لا يمكنك أن تجبر طفلك الصغير على قول (أعطني كوبا من الماء) مرة واحدة لكي يشرب ,ففي البداية قد يقول كلمة (ما) و قد لا يقولها بشكل صحيح ,و مع ذلك فأنت تهنئه عليها و لعلك تتراقص فرحا بما أنجزه , و تقوم بإعطائه الماء و بعد فترة تبدأ في تعليمه كلمة (أعطني) و هكذا حتى يتقن الكلام, و لكن ماذا لو أصبح هذا الطفل كبيرا و طلب الماء بقول (ما) فأنت سوف تعاتبه و تخبره بأنها (ماء) "
و ما أن أنهى المدير حديثه مع الشاب إلا و أشار عليه بأنه قد أصبح شخصا مناسب للعمل في الشركة فرد الشاب " هل تريديني أن أعمل لديك؟" فرد المدير لا "في الشركة لا نعمل لدى أحد فنحن جميعا نعمل لأنفسنا في سبيل إنجاح عمل الشركة" و هنا أنهى الشاب هذه المقابلة بموافقته للعمل مع هذه الشركة لاكتساب المزيد من الخبرات
النهاية
أعجبتني القصة و الحكم التي فيها و لعلي أحاول تجربتها في حياتي العملية و اليومية , فماذا عنكم؟
تاريخ المقال | طول المقال | تتطلب قرائته |
1797 كلمة | 12 دقيقة |