تعريب مصطلح (viral) قد لا يبدو صحيحا في البداية إلا من ناحية واحدة وهي التشبيه بالفيروسات أو البكتيريا التي تتكاثر بالانقسام، فالخلية الواحدة تنقسم إلى اثنتين وكلّ واحدة إلى اثنتين وهكذا وبشكلٍ متوالٍ غير منتهٍ.
وهو فعلا المقصود هنا بالانتشار الفيروسي أو التسويق الفيروسي (viral marketing) والذي يعتمد أساسا على مفهوم (WOM) اختصارا لكلمة (Word of Mouth) أو كما عُرّبت إلى التسويق بالمديح، إذ إنّ ما يحدث الآن مثلا عبر إرسال موضوع / تغريدة معينة عبر شبكة اجتماعية ولنقل (تويتر) وفي حال أعجب الناس بهذه التغريدة فسيقومون بعمل إعادة نشر / ريتويت لها وبهذا من المحتمل أنّ واحدا مِن جمهور مَن قام بإعادة تغريدها قد أعجبته أيضا وقام هو بإعادة تغريدها مرة أخرى وبهذا تصل إلى جمهوري وجمهوره وجمهور جمهوره. تخيل نقلها أحدهم وقام بنشرها عن طريق شبكة اجتماعية أخرى مثلا (فيس بوك) أو ربما كان قد ربط حسابه بشكل آلي وبذلك بمجرد ما إنْ قام بإعادة تغريدها في حسابه في تويتر ستنتقل إلى حسابه في شبكة اجتماعية أخرى وهناك أيضا احتمال من يقوم بإعادة نشرها وارد جدا بنفس الطريقة ولكن بشبكة اجتماعية أخرى وهكذا.
الموضوع لا يتوقف هنا بل ربما انتقلت من الشبكات الاجتماعية إلى مجموعات الدردشة مثلا واتساب (WhatsApp) - أنا أصنّفها شبكة اجتماعية - وهناك أيضا ستنتقل من مجموعة إلى أخرى وبشكل فيروسي غير منتهٍ.
أعتقد أن الشرح هنا يكفي حول المفهوم ولننتقل إلى الفائدة من ذلك!
الفائدة هي الانتشار بالتأكيد وهي إحدى طرق الحشد الجماهيري (Crowed Sourcing) من أجل طلب تأييد أو نشر موضوع معين أو غيره ولكن السؤال ما الذي يجعل الموضوع ينتشر بشكل فيروسي؟
جودة المحتوى أو مناسبة وقته؟ نعم جودة المحتوى هي العنصر الأول ومناسبة وقته هي العنصر الثاني؛ فإن كان المحتوى ولنقل صورة طريفة فإن الجميع سيحاول إخبار أصدقائه عنها أما في حال لم تكن كذلك ولكن كان هناك سبب محدد لنشرها حاليا بمناسبة حدث ما فستنتشر أيضا بشكل فيروسي.
باختصار جودة المحتوى تصنع الفرق.