تعدُّ هذه المقالة استكمالا للمقالات السابقة التي بعنوان -كيف تكون مسوّق محتوى مبدع-content marketers-، وأيضا المقالة بعنوان -مواصفات المحتوى الإبداعي في الإعلام الاجتماعي Creative Content- والتي تركّز على المحتوى الجيّد والإبداعي وكيفيّة إنشائه وتسويقه عبر الشبكات الاجتماعيّة خصوصا وعلى الإنترنت بشكل عام.
ما المقصود بالمحتوى (Content) وما هي أنواعه (Content Type)؟
لو فكّرنا على مستوى أعلى فإنّ أنواع المحتوى هي (نصّ-صورة-صوت-فيديو) وكما دمجنا (الصوت والصورة) للخروج بنوع محتوى جديد وأسميناه (الفيديو) فإنّ هناك أنواعا أخرى مثلا الرّسالة الإلكترونية (email) التي يمكن أن تحوي الأنواع الأربعة من المحتوى مجتمعة وربّما تعدّ نوع محتوى جديد باسم (message) ولكنّي لا أحبّ أن أدخل في هذه التفاصيل ولأركّز أكثر على أنواع المحتوى الإلكترونيّ الموجودة حاليا.
أنواع المحتوى الرقميّ (Digital Content Type):
النصّ (Text)
النصّ وهو أكثر أنواع المحتوى انتشارا وهو جزء أساسي من أنواع المحتوى الأخرى أو يمكن أن تدمج معه مثلا نصًّا على صورة أو نصّا على فيديو ويمكن أن يحوي هذا المحتوى نصًّا فقط أو نصّا ووصلة موقع إنترنت أو بريد إلكترونيّ ويمكن أن يكون هذا النصّ منسقا بحيث يكون ملوّنا أو داخل جداول وغيرها، ويعدّ من أهمّ أنواع المحتوى لأنّه قابل للبحث وللتعامل معه وإعادة إخراجه بأكثر من شكل محتوى، مثلا السكربت الحواريّ يمكن أن يتحوّل إلى فيلم فيديو والصورة تساوي ألف كلمة.
ومن أنواع المحتوى الأشهر حاليا هي المقالة الطويلة (Post) والمقالة المصغّرة والتي أصبحت تسمى (Micro Post) والتي تمّ تغيير وجه الإنترنت بها عبر ما يسمى التدوين المصغّر (Micro blog) والذي يتمّ عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل (تويتر) و(فيس بوك).
الصورة (Image)
الصورة هي أشهر ثاني أنواع المحتوى منذ أن اكتشف الإنسان الرسم والنقش وعبّر عنها في رسوماته على الكهوف ومن ثمّ على الحجر وبعدها على القماش حتّى استخدمت وقت الطباعة ومن الطبيعيّ أن كانت ثاني مكوّن ضمن الإنترنت مع النصّ. ما يميّز الصورة أنّها تختزل الكثير من الكلام كما أنّها تتعدّى حاجز اللّغات، الآن الصورة بحدّ ذاتها تعدّدت أشكالها فأصبح منها الصورة المتحرّكة والتي انتشرت مع بدايات الإنترنت وقبلها مع التلفاز غير الناطق ومنها ما هو نوع فلسفة جديدة في التصميم مثل القصّة الحواريّة التي انتشرت عبر مجلّات الكوميكس وكذلك الحال البروشورات التعريفيّة والصور الرمزيّة والإنفوجرافيك.
الصوت (Audio)
الصوت ربّما هو ثالث أشهر أنواع المحتوى فهو أوّل ما انتشر بعد الطباعة عبر المذياع ومازال الصوت مؤثّرا حتّى في يومنا هذا، فجهاز الأيبود الذي أحدث ثورة في عالم الأجهزة المحمولة وقبله الوكمان مازال أساسه الصوت وحتّى يومنا هذا تحوّلت الكتب إلى كتب صوتيّة والمحاضرات كذلك وأصبحت تستخدم شبكات اجتماعية مبدأ (podcast) وانتشرت عبر (iTunes) وحاليًّا أكثرها شهرة على السّاحة (sound cloud).
الفيديو (Video)
يقال بأنّه في العام (2020) سيكون ما نسبته (83%) من نقل البيانات على الإنترنت للفيديو وأنا أعتقد بأنّه سيكون أبكر من ذلك فقطاع الترفيه الذي يعتمد بشكل كبير على الفيديو أصبح يتحوّل بشكل سريع ناحية البث عبر الإنترنت إمّا بشكل بثّ مباشر أو مسجّل ولعلّ أشهر الشبكات الاجتماعية حاليًّا هو (يوتيوب) ولكن هناك خدمات كثيرة تعتمد تلفزيون الإنترنت التفاعليّ والتي بدأت تعتمد عليها الموجة الجديدة من التلفزيونات الذكيّة، وما يميّز الفيديو بأنّه أصبح هناك أنواع قصيرة جدا مثل (فين) التي تعدّ هي الأقصر حاليًّا بمدّة (6) ثوانٍ والتي اشترتها شركة تويتر ومن ثمّ تليها خدمة (انستقرام) التي توفّر فيديو لمدة (15) ثانية وبعدها كييك التي توفّر الخدمة لمدّة (36) ثانية، وأنواع الفيديو بحدّ ذاته كمحتوى داخلي خياراتها كثيرة سواء كانت من الصورة الثابتة بخلفيّة صوتيّة ونصوص متحرّكة أو حتّى شرائح عرض التي قد يعتبرها البعض كنوع من أنواع الفيديو التفاعليّ المتحكّم به.
التطبيقات (Apps)
تطبيقات الهواتف الذكيّة حاليًّا تعدّ محتوى بحدّ ذاته وقد يعتبرها البعض مجرّد قناة لنقل المحتوى ولكنّها أيضا تعدّ محتوى للهواتف الذكيّة والتي أصبحت هي الخيار الأذكى لانتشار المحتوى بحكم طبيعة الأجهزة وديمومة وجودها مع المستخدمين.
في النهايّة حاولت أن أكون مختصرا وأن لا أدخل في التفاصيل تحت كلّ نوع من أنواع المحتوى، إلّا أنّ هدف هذه المقالة هي فتح أفق التفكير بأنّ هناك أنواع محتوى غير محدودة من أجل النشر بصيغها والتنوّع بأشكال المحتوى يساعد في نشر المحتوى ووصوله لعدّة شرائح بطرق متعدّدة.