هذي القصة هي إحدى القصص الموجودة في كتابي (مبادرون) والذي يمكن تحميله بشكل مجاني كملف (PDF) من هذه الوصلة (اضغط هنا) أو على شكل تطبيق موجه لأجهزة (iPhone/iPad) من هذه الوصلة (اضغط هنا).
إذا أردت أن تصبح مبرمجا فأنت بحاجة لأن تملك عقلا منطقيا وأن تكون عضوا في الفريق العربي للبرمجة
If you want to be programmer you must have logic mind and Arab Team website
لمن لا يعرف موقع الفريق العربي للبرمجة؛ فهو أكبر موقع عربي موجّه للمبرمجين، وثاني موقع عربي تقني على شبكة الإنترنت والوحيد الذي استمر حتى يومنا هذا دون انقطاع. وخلال عمره الذي امتدّ لعشر سنوات حتى الآن حيث تمّ تأسيسه في بدايات العام 2000م على يد مجموعة من الشباب العربي المهتم بالبرمجة، جمع فيما بينهم حب نشر العلم وتبادل المعرفة.
لنعد قليلا إلى ما قبل العام 2000م، لأروي كيف كانت فكرة تأسيس الموقع. ففي نهايات العام 1998م، التحقت بأحد المشاريع التقنية والتابعة لشركة الاتصالات السعودية، والذي كان يدار من قبل شركة استشارات أمريكية سعودية مشتركة، وكان المشروع يدور حول مدى جهوزية البنية التحتية لما كان يسمى مشكلة (الصفر) أو مشكلة العام (2000) (Y2k)، وكانت مهامي الرئيسية غير معلومة لي في البداية حيث كان كل ما كنت أفكر فيه تلك الأيام هو الراتب العالي والذي كان معروضا مقابل هذا العمل، وإن كان ذلك لمدة مؤقتة ففترة المشروع كانت ثلاثة أشهر.
كنا عبارة عن فريق مكوّن من عشرة خبراء أمريكيين وأربعة من العرب المسلمين وهم مجموعة من أصدقائي الذين أحضرتهم معي لإنهاء هذا المشروع بناء على طلب الشركة الاستشارية. خلال الفترة الأولى من المشروع لم نكن نعلم نحن العرب ما هي المهام المطلوبة منا وكنا بمثابة مرافقين ومترجمين لهذا الفريق الأجنبي، فكل واحد منا نحن الأربعة يصحب مجموعة منهم، وبدأنا بزيارة جميع فروع ومراكز شركة الاتصالات السعودية في مدينة الرياض والمناطق التابعة لها ثمّ المدن الرئيسية، وكلّ ما كان يقوم به هذا الفريق هو تجميع بيانات الأجهزة كعملية جرد وتجربة أحد التطبيقات على أجهزة الحاسب للتأكد من عملها بشكل سليم.
ومن الأمور الطريفة التي أذكرها خلال تلك الفترة أننا في بداية الأيام كنا إذا تأخرنا خمس دقائق عن السابعة صباحا كان الفريق يغادر مبنى الشركة ويخصم مبلغ اليوم بأكمله وعلينا أن نلحق بالفريق أينما كان، وبعد أسبوعين أصبح الفريق كله ينتظرنا خارج المبنى في حال تأخرنا لكي لا يخوض تجربة القيادة والتحرك داخل مدينة الرياض دوننا وبهذا نكون قد نقلنا عدوى التأخر لهم.
الهدف الحقيقي من وجودنا مع هذا الفريق اتضح في آخر أسبوعين، حيث كان علينا تكرار نفس التجربة في كل من (مكة المكرمة) و(المدينة المنورة) بمفردنا بما أنه غير مسموح لغير المسلمين دخولها، ومن خلال عملي مع هذا الفريق تعرفت على ما يسمى بــ (أوراكل) وكل ما علمته في ذلك الوقت بأنّ الموظفين الذين يتقنون العمل بأوراكل يحصلون على رواتب عالية لم أكن أحلم حتى بوجودها وبدأت رحلة البحث عن ذلك الشيء الغامض (أوراكل).
بدأت بسؤال أصدقائي مِن المهتمين بالتقنية عن ماهية (أوراكل)، وكعادتنا الكل يفتي، فالبعض يقول بأنّه جهاز سيرفر والآخر يقول أنّه برنامج كمبيوتر، فتوصلت لنتيجة: بأن أذهب إلى المكتبة وأبحث عن كتاب يعلمني ماهيتها. وبعد بحث طويل لم أجد أيّ شيء عنها، ولكن أحد العاملين في مكتبة جرير - جزاه الله كل خير- أخبرني بأنّ هذا الاسم قد مرّ عليه وبأني أستطيع أن أطلبه، فتقدمت بالطلب وبعد شهر تقريبا وصل الكتاب وكانت صفحاته أكثر من (800) صفحة وسعره تقريبا (900) ريال سعودي وكان كالصدمة عليّ ولكني قررت أن أشتريه وأدرسه بما أنّ العائد سيعوضني، وكلّي أحلام بأني خلال أسبوع واحد سأبحث عن وظيفة بأوراكل.
بدأت في قراءة الكتاب وكنت كلما أبحرت أكثر في صفحاته كلما وجدته أصعب وغير مفهوم، وكنت قد أنهيت أكثر من ربعه ولم أعرف بعد ما هي أوراكل!! فأخذت أسأل أكثر، فأخبرني أحدهم أنّه رأى مركزا في (حي السفارات) يحمل نفس الاسم، فقمت بزيارة لهذا المكان وإذ به مكتب إقليمي أو معهد تدريبي، وسألت موظف الاستقبال فزوّدني بمجموعة أوراق تحتوي على مجموعة دورات كلها تحوي كلمة أوراكل وبتكلفة (50) ألف ريال سعودي تقريباً!
في ذلك الوقت طلبت من أخي الأصغر والذي كان يدرس في سوريا بأن يستفسر هو بدوره عن هذا الكائن الغريب (أوراكل) مع تأكيدي عليه بأنّ رواتبه عالية وعندها أخبرني بأنّ هناك معهدا تدريبيا يعطي الدورة مقابل (50) ألف ليرة سورية وبتحويل العملة يصبح المبلغ عُشر المبلغ السعودي. عندها تهيأت للسفر والتحقت بهذا المعهد الذي يدرّس سرّ النجاح بأحلامي وخيالي في ذلك الوقت.
فترة الدورة كانت (3) أشهر ولكنها امتدت لتصبح (6) أشهر بسبب انقطاعات وظروف المعهد بالإضافة إلى أخذ دورات متقدمة في هذا المجال، وفي ذلك الوقت أيضا بدأت في دراسة (فيجوال بيسك) وبدأت أعشق هذه الأخيرة وأقوم بتطويعها لخدمة (قواعد بيانات أوراكل)؛ فقمت بعمل أنظمة (عميل) رسومية لأتحكم أكثر بقاعدة بيانات أوراكل. وكانت فترة الانقطاع هذه التي امتدّت لستة أشهر -والتي لم أعرف فيها سوى الكمبيوتر والمعهد- كلّ أيامي وكانت بين قواعد البيانات وبين تطبيقات فيجوال بيسك.
بعد انتهائي من الدورة عدت حاملا معي شهادتي التي سأحصل بها على وظيفة الأحلام، وتقدّمت للعمل بها في الشركة الاستشارية في بداية الأمر، ولكنهم أخبروني بأنّ المشروع قد انتهى ولم يعودوا بحاجة لمثل هذه التقنية، فكان ردّهم كالصدمة لي، فلم أكن أعرف أحداً غيرهم يحتاج لمثل هذه المهارة. وبدأت في البحث عن وظيفة في كل مكان وخلال هذه الفترة كانت بدايات طفرة الإنترنت الفعلية في السعودية، فقمت بالعمل في شركة مزودة لخدمات الإنترنت بوظيفة الدعم الفني؛ حيث إنّ مديرها أخبرني بأنّه لا يوجد أحد يعمل بــ (أوراكل) في السعودية وعندها اكتفيت بما قاله واعتمدته ورميت ما تعلمته وبدأت في العمل بالرد على الاتصالات الهاتفية .
بعد أسبوعين من العمل وجدت إمكانية لتطوير العمل، وبدأت في بناء قاعدة معرفية (Knowledge Base) أجمع فيها المشاكل المتكررة عبر برنامج لتسجيل أنواع المشاكل وعرضته على المدير فأعجب به وعينني على إثر ذلك مشرفا على مركز الدعم الفني؛ وعندها بدأت أجد وقتا أطول في تصفح الإنترنت خلال العمل واكتشفت بالصدفة وجود موقع عربي يعنى بلغة الفيجوال بيسك (vb4arab) وقمت بالالتحاق به وبدأت في كتابة الأكواد ومساعدة الأعضاء وفكرت في أن أقوم بنسخ الفكرة وتخصيص موقع لأوراكل ونشر ما قمت بالتوصل إليه من معرفة وملخصات للناس وكان اسم الموقع (oracle4arab).
بعد فترة بسيطة كانت حادثة العدوان الصهيوني بقتل (محمد الدرة) فقمت بتحويل الموقع إلى دروس عن كيفية الهجوم الإلكتروني ودروس في الاختراق ولم يمضِ أسبوع على نشر هذه الدروس، حتى اختفى موقعي من الوجود، ووصلني طرد بريدي - بالبريد المستعجل- من مكتب محاماة تابع لشركة أوراكل من أمريكا مفاده بأنّ شركة أوراكل قد قامت برفع دعوى قضائية عليّ في أمريكا لأني قمت بزج اسمها بما أسمته (الحرب الإلكترونية على اليهود). وبعد محاولات يائسة مع المستضيف أعاد لي اسم النطاق على أن أقوم بنقله لمزود آخر وبهذا يكون أول انتقال لي.
في هذه الضربة الأولى تعلمت درسا بأني لا أستطيع أن أحارب بأسلحة عدوي في أرضه، بل أستطيع أن أجاهد بطريقة أخرى ألا وهي نشر المعرفة والعلم وبهذا قد أكون سببا في نصرتنا عليهم يوما ما. خلال هذه الفترة كنت أعاني من قلة المهتمين بأوراكل من الزوار فقمت بتقسيم الموقع إلى جزأين؛ جزء مختص بأوراكل والآخر بفيجوال بيسك الموجه لأوراكل والذي يوفر كيفية الاستفادة من تكامل قاعدة البيانات مع واجهة برمجية مرونتها أكثر من بيئة التطوير (Developer) الملحقة من شركة أوراكل لتطوير التطبيقات وبدأت عندها بالتعرف على المهتمين بالتقنية على الإنترنت العربي. خطرت لي فكرة بأن أقوم بتوحيدهم تحت موقع واحد لزيادة مجهودنا وتركيزه، وقد نجحت بضمّ بعض المواقع العربية التي كانت على استضافات مجانية، والتحق أصحابها معي بكتابة المقالات والدروس، ولم يكن لدينا منتدى وكانت المشاركات ما زالت في منتديات فيجوال بيسك العرب.
في تلك الفترة كنت ألاحظ بعض الأشياء الغريبة في منتديات فيجوال بيسك العرب، حيث إنني عندما كنت أقوم بوضع موضوع احترافي يختفي وبعد فترة يكون هناك موضوع مشابه مع اختلاف بسيط ولكن باسم أحد المشرفين ولحسن نيتي لم أكن أفكر في أنّ هذا يحدث عن قصد خصوصاً أنّ مواضيع هذا المشرف كلّها احترافية.
بعد مدة قصيرة وصلتني رسالة إلكترونية من السيد (محمد جلال قاوجي) وهو مؤلف لأحد الكتب التي تعلمت منها الفيجوال بيسك وهو عضو أيضا في موقع (vb4arab)، وكانت الرسالة لسؤالي إن لاحظت شيئا غريبا بالمنتدى؟ وبأنّه لاحظ بعض مواضيعي قبل أن تختفي وبعد فترة نزلت باسم ذلك المشرف وكيف أنّ الأمر تكرر معه هو أيضا ومع بعض الأعضاء الآخرين خصوصا السيد (محمد عبد الودود مرعشلي) والذي ألّف هو بدوره كتابا عن دوال (API)، وقمنا بمراسلة ذلك المشرف دون جدوى، عندها اقترح الأخ (محمد جلال) بأن نقوم باستضافة منتدى في موقعي ونبدأ في نشر مواضيعنا فيه بدلا من هناك وهنا بدأت رحلة تأسيس الفريق العربي للبرمجة.
في ذلك الوقت لم تكن لي خبرة في تنصيب المنتديات وكيفية الحصول عليها، فبحثت عن شركات عربية والتي كانت سمعتها سيئة، وبعدها اقترح أحد الإخوان منتدى مجاني في أحد المواقع - لم أعد أذكر اسمه- وبعد أن بدأنا قمت بطرح موضوع بأنّ ما نقوم به هو عمل جديد بعيد عن تخصص موقعي وأفضّل أن نسميه (بالفريق العربي للبرمجة)، وبعد التصويت بالإجماع قمت بالبحث عن اسم النطاق فوجدت بأنّ الاسم (arabteam.com) محجوز وقد طلب صاحبه مبلغ خيالي مقابله، فقمت بحجز (arabteam2000.com) كناية عن السنة التي قمنا فيها بتأسيس الموقع، ثمّ بدأنا بطرح المواضيع وكنا على ما اعتقد (7) أعضاء في البداية وربما لم يمضِ شهر حتى أصبحنا (200).
وبعد فترة بسيطة تفاجأنا بعدم وجود أيّ أثر للمنتدى، ولا للموقع ولا للمستضيف، فبدأنا في رحلة البحث من جديد، وعندها عرض عليّ الصديق (أحمد التويجري) جزاه الله كل خير بأن يقدّم لنا استضافة مجانية لثلاثة أشهر على أن نقوم بعدها بدفع مبلغ (1000) ريال شهريا مقابل الاستضافة، فوافقت مباشرة لاعتقادي بأنّ الاستضافة محلية، وبهذا لن تضيع بياناتنا كما حدث سابقا، ولكن بعد انتهاء الثلاثة الأشهر المجانية وشهرين من المدفوعة اختفى الموقع مرة أخرى، وعندها اكتشفت بأن القائم على الموضوع قد انتقل للعمل في شركة أخرى وبأنّه لم يعد مهتما في تقديم الخدمة، فبحثت عن شركة جديدة واخترنا بعدها شركة أجنبية تقبل الدفع بواسطة التحويلات البنكية وحصلنا على أول استضافة احترافية لمدة ستة أشهر.
بعد فترة بسيطة وصلتني رسالة من المستضيف بأنّ موقعنا يسبّب الكثير من الحمل على أجهزتهم ويتوجب عليّ الانتقال أو الدفع مقابل جهاز سيرفر خاص بنا والذي كانت تكلفته قرابة (40) ألف ريال سنويا، وبعد بحث استمر أسبوعا وجدنا شركة أجنبية أخرى لكي تكون محطة انتقالية حتى أجد حلا آخر؛ إذ إنّ دفع هذا المبلغ هو ضرب من الخيال. وبعد شهرين أو قرابة ذلك وصلتني نفس الرسالة السابقة من الشركة الأولى ولكن هذه المرة من الشركة الجديدة والتي تفيد بوجوب انتقالنا لخطة أكبر أو جهاز سيرفر خاص، وبعدها اقترح أحدهم بأن نجد شركة أخرى ولكن معضلة عدم وجود بطاقة ائتمانية كانت تقف دائما عائقا في طريقنا خصوصا أنّي كنت أرفض أن يتحمّل أيّ شخص آخر مبالغ الاستضافة معي لكي لا تكون هناك أيّ مشاكل لاحقا، وعندها قام الأخ (هاني الأتاسي) مشكورا والذي كان يدرس في أمريكا بدفع مبلغ الاستضافة لمدة سنة على شركة بميزات أفضل وبسعر معقول بقرابة (2000) ريال سنويا، وقمت بتحويل المبلغ إليه عبر الحوالات المصرفية بعد نزاع طويل، بأنّ ما قام به ما هو إلا هدية للموقع كنوع من ردّ الدّين لما استفاده منه، ولكن رفضي بتقبّل أيّ مبالغ مادية جعله يقبل أن أحوّل له المبلغ كحوالة مصرفية.
في تلك الفترة كانت بعض بطاقات الائتمان المسبقة الدفع قد بدأت بالظهور في السوق وبدأت بالاستعانة بها ولكن مشكلتها كانت في محدوديتها فأحيانا تعمل وأحيانا لا، مما سبّب لنا توقفات في السيرفر حتى ظهرت أول خدمة للبطاقات الائتمانية مسبقة الدفع والمقدّمة من أحد البنوك المحلية والتي كانت بمثابة طوق النجاة للموقع.
بعد مضي بضع سنوات مع المستضيف الأخير واجهتنا فيه مشاكل تعطل السيرفر وضياع بعض البيانات ومشاكل حلول النسخ الاحتياطي عن بعد والتي كانت تمتد لبضعة أيام حتى نستطيع أخذ نسخة على أجهزتنا، مرة أخرى وصلتنا الرسالة المشؤومة من المستضيف الجديد والتي مفادها بأنّ علينا المغادرة أو إيجاد حل لتقليل الضغط على السيرفر، فكان الحل هو ببناء منتدى من الصفر وقمت بالعمل عليه. خلال أسبوعين كانت أول نسخة من منتدى عربي بالكامل قمت ببرمجته بواسطة لغة (ASP)، وقمنا بعملية تحويل البيانات من قواعد بيانات (My SQL) إلى (MS SQL)، وعندها قلّ الضغط على المستضيف بشكل ملحوظ وخصوصا أنّ المنتدى كان بمميزات قليلة وكان يعمل بأهمّ الخصائص فقط كعرض وطرح المواضيع والردّ عليها، وبهذا أكون قد قلّلت التعاملات مع قواعد البيانات قدر الإمكان وذلك بعمل (tuning) للكود البرمجي حيث يعمل بشكل جيد. ولكن للأسف لم يمضِ أسبوعان على المنتدى الجديد إلا وقام أحد الأعضاء باختراق المنتدى عبر ثغرة في الكود الذي قمت بكتابته وذلك بحجة أنّ المنتدى الجديد لم يعجبه !. عندها عدت لمراجعة الكود وإغلاق الثغرات وفي الوقت نفسه كانت هناك طلبات من الأعضاء مثل (أودّ معرفة عدد مشاركاتي وترتيبي) وما إلى ذلك من أمور كنت قد تغاضيت عنها لقلة أهميتها لديّ فالمهم الآن هو عمل المنتدى بوظائفه الأساسية، ولكن كثرة الشكاوى جعلت فريق الإدارة يُجمع على فشل المنتدى الجديد والذي قمت ببرمجته خلال أسبوعين والذي لم نكن قد جربناه لأكثر من شهر ونصف! مما اضطرّنا لعملية تحويل أخرى والعودة إلى (MY SQL) ومنتديات (VB) والبحث عن مستضيف جديد يتقبّل حملنا الثقيل.
خلال هذه الفترة لم يكن هناك وقت كافٍ لتطوير الموقع، فكنا دائما نصطدم بالمتشائمين وكثرة الشكاوى وبالمخترقين بالطبع والذي كان موقع الفريق العربي للبرمجة مرعى خصبا لتجاربهم النووية عليه، ومع ذلك قررنا تطوير الموقع والعودة لأن يكون موقعا يحوي منتدى وليس منتدى يحوي موقعا وبدأنا في العمل كفريق تطوير ومع ضيق الوقت المتوفر لنا قمنا بإصدار أول نسخة رائعة شبيهة بـ (MSDN) وأسميناها بـ (ATDN) ولكن أعداء النجاح والسلبيين كانوا لنا بالمرصاد كالعادة.
قمت بالتفكير في عمل حملة مضادة لهم وكل ما خطر في ذهني هو (كيدهم)، عبر مقولة قد كتبها أحد المطورين في إحدى الشركات والتي كانت تقول (if you want to be programmer you must have logic mind) فقمت بإضافة بضع كلمات عليها لتصبح (if you want to be programmer you must have logic mind and Arab Team website).
لنعد قليلا إلى ما قبل العام 2000م، لأروي كيف كانت فكرة تأسيس الموقع. ففي نهايات العام 1998م، التحقت بأحد المشاريع التقنية والتابعة لشركة الاتصالات السعودية، والذي كان يدار من قبل شركة استشارات أمريكية سعودية مشتركة، وكان المشروع يدور حول مدى جهوزية البنية التحتية لما كان يسمى مشكلة (الصفر) أو مشكلة العام (2000) (Y2k)، وكانت مهامي الرئيسية غير معلومة لي في البداية حيث كان كل ما كنت أفكر فيه تلك الأيام هو الراتب العالي والذي كان معروضا مقابل هذا العمل، وإن كان ذلك لمدة مؤقتة ففترة المشروع كانت ثلاثة أشهر.
كنا عبارة عن فريق مكوّن من عشرة خبراء أمريكيين وأربعة من العرب المسلمين وهم مجموعة من أصدقائي الذين أحضرتهم معي لإنهاء هذا المشروع بناء على طلب الشركة الاستشارية. خلال الفترة الأولى من المشروع لم نكن نعلم نحن العرب ما هي المهام المطلوبة منا وكنا بمثابة مرافقين ومترجمين لهذا الفريق الأجنبي، فكل واحد منا نحن الأربعة يصحب مجموعة منهم، وبدأنا بزيارة جميع فروع ومراكز شركة الاتصالات السعودية في مدينة الرياض والمناطق التابعة لها ثمّ المدن الرئيسية، وكلّ ما كان يقوم به هذا الفريق هو تجميع بيانات الأجهزة كعملية جرد وتجربة أحد التطبيقات على أجهزة الحاسب للتأكد من عملها بشكل سليم.
ومن الأمور الطريفة التي أذكرها خلال تلك الفترة أننا في بداية الأيام كنا إذا تأخرنا خمس دقائق عن السابعة صباحا كان الفريق يغادر مبنى الشركة ويخصم مبلغ اليوم بأكمله وعلينا أن نلحق بالفريق أينما كان، وبعد أسبوعين أصبح الفريق كله ينتظرنا خارج المبنى في حال تأخرنا لكي لا يخوض تجربة القيادة والتحرك داخل مدينة الرياض دوننا وبهذا نكون قد نقلنا عدوى التأخر لهم.
الهدف الحقيقي من وجودنا مع هذا الفريق اتضح في آخر أسبوعين، حيث كان علينا تكرار نفس التجربة في كل من (مكة المكرمة) و(المدينة المنورة) بمفردنا بما أنه غير مسموح لغير المسلمين دخولها، ومن خلال عملي مع هذا الفريق تعرفت على ما يسمى بــ (أوراكل) وكل ما علمته في ذلك الوقت بأنّ الموظفين الذين يتقنون العمل بأوراكل يحصلون على رواتب عالية لم أكن أحلم حتى بوجودها وبدأت رحلة البحث عن ذلك الشيء الغامض (أوراكل).
بدأت بسؤال أصدقائي مِن المهتمين بالتقنية عن ماهية (أوراكل)، وكعادتنا الكل يفتي، فالبعض يقول بأنّه جهاز سيرفر والآخر يقول أنّه برنامج كمبيوتر، فتوصلت لنتيجة: بأن أذهب إلى المكتبة وأبحث عن كتاب يعلمني ماهيتها. وبعد بحث طويل لم أجد أيّ شيء عنها، ولكن أحد العاملين في مكتبة جرير - جزاه الله كل خير- أخبرني بأنّ هذا الاسم قد مرّ عليه وبأني أستطيع أن أطلبه، فتقدمت بالطلب وبعد شهر تقريبا وصل الكتاب وكانت صفحاته أكثر من (800) صفحة وسعره تقريبا (900) ريال سعودي وكان كالصدمة عليّ ولكني قررت أن أشتريه وأدرسه بما أنّ العائد سيعوضني، وكلّي أحلام بأني خلال أسبوع واحد سأبحث عن وظيفة بأوراكل.
بدأت في قراءة الكتاب وكنت كلما أبحرت أكثر في صفحاته كلما وجدته أصعب وغير مفهوم، وكنت قد أنهيت أكثر من ربعه ولم أعرف بعد ما هي أوراكل!! فأخذت أسأل أكثر، فأخبرني أحدهم أنّه رأى مركزا في (حي السفارات) يحمل نفس الاسم، فقمت بزيارة لهذا المكان وإذ به مكتب إقليمي أو معهد تدريبي، وسألت موظف الاستقبال فزوّدني بمجموعة أوراق تحتوي على مجموعة دورات كلها تحوي كلمة أوراكل وبتكلفة (50) ألف ريال سعودي تقريباً!
في ذلك الوقت طلبت من أخي الأصغر والذي كان يدرس في سوريا بأن يستفسر هو بدوره عن هذا الكائن الغريب (أوراكل) مع تأكيدي عليه بأنّ رواتبه عالية وعندها أخبرني بأنّ هناك معهدا تدريبيا يعطي الدورة مقابل (50) ألف ليرة سورية وبتحويل العملة يصبح المبلغ عُشر المبلغ السعودي. عندها تهيأت للسفر والتحقت بهذا المعهد الذي يدرّس سرّ النجاح بأحلامي وخيالي في ذلك الوقت.
فترة الدورة كانت (3) أشهر ولكنها امتدت لتصبح (6) أشهر بسبب انقطاعات وظروف المعهد بالإضافة إلى أخذ دورات متقدمة في هذا المجال، وفي ذلك الوقت أيضا بدأت في دراسة (فيجوال بيسك) وبدأت أعشق هذه الأخيرة وأقوم بتطويعها لخدمة (قواعد بيانات أوراكل)؛ فقمت بعمل أنظمة (عميل) رسومية لأتحكم أكثر بقاعدة بيانات أوراكل. وكانت فترة الانقطاع هذه التي امتدّت لستة أشهر -والتي لم أعرف فيها سوى الكمبيوتر والمعهد- كلّ أيامي وكانت بين قواعد البيانات وبين تطبيقات فيجوال بيسك.
بعد انتهائي من الدورة عدت حاملا معي شهادتي التي سأحصل بها على وظيفة الأحلام، وتقدّمت للعمل بها في الشركة الاستشارية في بداية الأمر، ولكنهم أخبروني بأنّ المشروع قد انتهى ولم يعودوا بحاجة لمثل هذه التقنية، فكان ردّهم كالصدمة لي، فلم أكن أعرف أحداً غيرهم يحتاج لمثل هذه المهارة. وبدأت في البحث عن وظيفة في كل مكان وخلال هذه الفترة كانت بدايات طفرة الإنترنت الفعلية في السعودية، فقمت بالعمل في شركة مزودة لخدمات الإنترنت بوظيفة الدعم الفني؛ حيث إنّ مديرها أخبرني بأنّه لا يوجد أحد يعمل بــ (أوراكل) في السعودية وعندها اكتفيت بما قاله واعتمدته ورميت ما تعلمته وبدأت في العمل بالرد على الاتصالات الهاتفية .
بعد أسبوعين من العمل وجدت إمكانية لتطوير العمل، وبدأت في بناء قاعدة معرفية (Knowledge Base) أجمع فيها المشاكل المتكررة عبر برنامج لتسجيل أنواع المشاكل وعرضته على المدير فأعجب به وعينني على إثر ذلك مشرفا على مركز الدعم الفني؛ وعندها بدأت أجد وقتا أطول في تصفح الإنترنت خلال العمل واكتشفت بالصدفة وجود موقع عربي يعنى بلغة الفيجوال بيسك (vb4arab) وقمت بالالتحاق به وبدأت في كتابة الأكواد ومساعدة الأعضاء وفكرت في أن أقوم بنسخ الفكرة وتخصيص موقع لأوراكل ونشر ما قمت بالتوصل إليه من معرفة وملخصات للناس وكان اسم الموقع (oracle4arab).
بعد فترة بسيطة كانت حادثة العدوان الصهيوني بقتل (محمد الدرة) فقمت بتحويل الموقع إلى دروس عن كيفية الهجوم الإلكتروني ودروس في الاختراق ولم يمضِ أسبوع على نشر هذه الدروس، حتى اختفى موقعي من الوجود، ووصلني طرد بريدي - بالبريد المستعجل- من مكتب محاماة تابع لشركة أوراكل من أمريكا مفاده بأنّ شركة أوراكل قد قامت برفع دعوى قضائية عليّ في أمريكا لأني قمت بزج اسمها بما أسمته (الحرب الإلكترونية على اليهود). وبعد محاولات يائسة مع المستضيف أعاد لي اسم النطاق على أن أقوم بنقله لمزود آخر وبهذا يكون أول انتقال لي.
في هذه الضربة الأولى تعلمت درسا بأني لا أستطيع أن أحارب بأسلحة عدوي في أرضه، بل أستطيع أن أجاهد بطريقة أخرى ألا وهي نشر المعرفة والعلم وبهذا قد أكون سببا في نصرتنا عليهم يوما ما. خلال هذه الفترة كنت أعاني من قلة المهتمين بأوراكل من الزوار فقمت بتقسيم الموقع إلى جزأين؛ جزء مختص بأوراكل والآخر بفيجوال بيسك الموجه لأوراكل والذي يوفر كيفية الاستفادة من تكامل قاعدة البيانات مع واجهة برمجية مرونتها أكثر من بيئة التطوير (Developer) الملحقة من شركة أوراكل لتطوير التطبيقات وبدأت عندها بالتعرف على المهتمين بالتقنية على الإنترنت العربي. خطرت لي فكرة بأن أقوم بتوحيدهم تحت موقع واحد لزيادة مجهودنا وتركيزه، وقد نجحت بضمّ بعض المواقع العربية التي كانت على استضافات مجانية، والتحق أصحابها معي بكتابة المقالات والدروس، ولم يكن لدينا منتدى وكانت المشاركات ما زالت في منتديات فيجوال بيسك العرب.
في تلك الفترة كنت ألاحظ بعض الأشياء الغريبة في منتديات فيجوال بيسك العرب، حيث إنني عندما كنت أقوم بوضع موضوع احترافي يختفي وبعد فترة يكون هناك موضوع مشابه مع اختلاف بسيط ولكن باسم أحد المشرفين ولحسن نيتي لم أكن أفكر في أنّ هذا يحدث عن قصد خصوصاً أنّ مواضيع هذا المشرف كلّها احترافية.
بعد مدة قصيرة وصلتني رسالة إلكترونية من السيد (محمد جلال قاوجي) وهو مؤلف لأحد الكتب التي تعلمت منها الفيجوال بيسك وهو عضو أيضا في موقع (vb4arab)، وكانت الرسالة لسؤالي إن لاحظت شيئا غريبا بالمنتدى؟ وبأنّه لاحظ بعض مواضيعي قبل أن تختفي وبعد فترة نزلت باسم ذلك المشرف وكيف أنّ الأمر تكرر معه هو أيضا ومع بعض الأعضاء الآخرين خصوصا السيد (محمد عبد الودود مرعشلي) والذي ألّف هو بدوره كتابا عن دوال (API)، وقمنا بمراسلة ذلك المشرف دون جدوى، عندها اقترح الأخ (محمد جلال) بأن نقوم باستضافة منتدى في موقعي ونبدأ في نشر مواضيعنا فيه بدلا من هناك وهنا بدأت رحلة تأسيس الفريق العربي للبرمجة.
في ذلك الوقت لم تكن لي خبرة في تنصيب المنتديات وكيفية الحصول عليها، فبحثت عن شركات عربية والتي كانت سمعتها سيئة، وبعدها اقترح أحد الإخوان منتدى مجاني في أحد المواقع - لم أعد أذكر اسمه- وبعد أن بدأنا قمت بطرح موضوع بأنّ ما نقوم به هو عمل جديد بعيد عن تخصص موقعي وأفضّل أن نسميه (بالفريق العربي للبرمجة)، وبعد التصويت بالإجماع قمت بالبحث عن اسم النطاق فوجدت بأنّ الاسم (arabteam.com) محجوز وقد طلب صاحبه مبلغ خيالي مقابله، فقمت بحجز (arabteam2000.com) كناية عن السنة التي قمنا فيها بتأسيس الموقع، ثمّ بدأنا بطرح المواضيع وكنا على ما اعتقد (7) أعضاء في البداية وربما لم يمضِ شهر حتى أصبحنا (200).
وبعد فترة بسيطة تفاجأنا بعدم وجود أيّ أثر للمنتدى، ولا للموقع ولا للمستضيف، فبدأنا في رحلة البحث من جديد، وعندها عرض عليّ الصديق (أحمد التويجري) جزاه الله كل خير بأن يقدّم لنا استضافة مجانية لثلاثة أشهر على أن نقوم بعدها بدفع مبلغ (1000) ريال شهريا مقابل الاستضافة، فوافقت مباشرة لاعتقادي بأنّ الاستضافة محلية، وبهذا لن تضيع بياناتنا كما حدث سابقا، ولكن بعد انتهاء الثلاثة الأشهر المجانية وشهرين من المدفوعة اختفى الموقع مرة أخرى، وعندها اكتشفت بأن القائم على الموضوع قد انتقل للعمل في شركة أخرى وبأنّه لم يعد مهتما في تقديم الخدمة، فبحثت عن شركة جديدة واخترنا بعدها شركة أجنبية تقبل الدفع بواسطة التحويلات البنكية وحصلنا على أول استضافة احترافية لمدة ستة أشهر.
بعد فترة بسيطة وصلتني رسالة من المستضيف بأنّ موقعنا يسبّب الكثير من الحمل على أجهزتهم ويتوجب عليّ الانتقال أو الدفع مقابل جهاز سيرفر خاص بنا والذي كانت تكلفته قرابة (40) ألف ريال سنويا، وبعد بحث استمر أسبوعا وجدنا شركة أجنبية أخرى لكي تكون محطة انتقالية حتى أجد حلا آخر؛ إذ إنّ دفع هذا المبلغ هو ضرب من الخيال. وبعد شهرين أو قرابة ذلك وصلتني نفس الرسالة السابقة من الشركة الأولى ولكن هذه المرة من الشركة الجديدة والتي تفيد بوجوب انتقالنا لخطة أكبر أو جهاز سيرفر خاص، وبعدها اقترح أحدهم بأن نجد شركة أخرى ولكن معضلة عدم وجود بطاقة ائتمانية كانت تقف دائما عائقا في طريقنا خصوصا أنّي كنت أرفض أن يتحمّل أيّ شخص آخر مبالغ الاستضافة معي لكي لا تكون هناك أيّ مشاكل لاحقا، وعندها قام الأخ (هاني الأتاسي) مشكورا والذي كان يدرس في أمريكا بدفع مبلغ الاستضافة لمدة سنة على شركة بميزات أفضل وبسعر معقول بقرابة (2000) ريال سنويا، وقمت بتحويل المبلغ إليه عبر الحوالات المصرفية بعد نزاع طويل، بأنّ ما قام به ما هو إلا هدية للموقع كنوع من ردّ الدّين لما استفاده منه، ولكن رفضي بتقبّل أيّ مبالغ مادية جعله يقبل أن أحوّل له المبلغ كحوالة مصرفية.
في تلك الفترة كانت بعض بطاقات الائتمان المسبقة الدفع قد بدأت بالظهور في السوق وبدأت بالاستعانة بها ولكن مشكلتها كانت في محدوديتها فأحيانا تعمل وأحيانا لا، مما سبّب لنا توقفات في السيرفر حتى ظهرت أول خدمة للبطاقات الائتمانية مسبقة الدفع والمقدّمة من أحد البنوك المحلية والتي كانت بمثابة طوق النجاة للموقع.
بعد مضي بضع سنوات مع المستضيف الأخير واجهتنا فيه مشاكل تعطل السيرفر وضياع بعض البيانات ومشاكل حلول النسخ الاحتياطي عن بعد والتي كانت تمتد لبضعة أيام حتى نستطيع أخذ نسخة على أجهزتنا، مرة أخرى وصلتنا الرسالة المشؤومة من المستضيف الجديد والتي مفادها بأنّ علينا المغادرة أو إيجاد حل لتقليل الضغط على السيرفر، فكان الحل هو ببناء منتدى من الصفر وقمت بالعمل عليه. خلال أسبوعين كانت أول نسخة من منتدى عربي بالكامل قمت ببرمجته بواسطة لغة (ASP)، وقمنا بعملية تحويل البيانات من قواعد بيانات (My SQL) إلى (MS SQL)، وعندها قلّ الضغط على المستضيف بشكل ملحوظ وخصوصا أنّ المنتدى كان بمميزات قليلة وكان يعمل بأهمّ الخصائص فقط كعرض وطرح المواضيع والردّ عليها، وبهذا أكون قد قلّلت التعاملات مع قواعد البيانات قدر الإمكان وذلك بعمل (tuning) للكود البرمجي حيث يعمل بشكل جيد. ولكن للأسف لم يمضِ أسبوعان على المنتدى الجديد إلا وقام أحد الأعضاء باختراق المنتدى عبر ثغرة في الكود الذي قمت بكتابته وذلك بحجة أنّ المنتدى الجديد لم يعجبه !. عندها عدت لمراجعة الكود وإغلاق الثغرات وفي الوقت نفسه كانت هناك طلبات من الأعضاء مثل (أودّ معرفة عدد مشاركاتي وترتيبي) وما إلى ذلك من أمور كنت قد تغاضيت عنها لقلة أهميتها لديّ فالمهم الآن هو عمل المنتدى بوظائفه الأساسية، ولكن كثرة الشكاوى جعلت فريق الإدارة يُجمع على فشل المنتدى الجديد والذي قمت ببرمجته خلال أسبوعين والذي لم نكن قد جربناه لأكثر من شهر ونصف! مما اضطرّنا لعملية تحويل أخرى والعودة إلى (MY SQL) ومنتديات (VB) والبحث عن مستضيف جديد يتقبّل حملنا الثقيل.
خلال هذه الفترة لم يكن هناك وقت كافٍ لتطوير الموقع، فكنا دائما نصطدم بالمتشائمين وكثرة الشكاوى وبالمخترقين بالطبع والذي كان موقع الفريق العربي للبرمجة مرعى خصبا لتجاربهم النووية عليه، ومع ذلك قررنا تطوير الموقع والعودة لأن يكون موقعا يحوي منتدى وليس منتدى يحوي موقعا وبدأنا في العمل كفريق تطوير ومع ضيق الوقت المتوفر لنا قمنا بإصدار أول نسخة رائعة شبيهة بـ (MSDN) وأسميناها بـ (ATDN) ولكن أعداء النجاح والسلبيين كانوا لنا بالمرصاد كالعادة.
قمت بالتفكير في عمل حملة مضادة لهم وكل ما خطر في ذهني هو (كيدهم)، عبر مقولة قد كتبها أحد المطورين في إحدى الشركات والتي كانت تقول (if you want to be programmer you must have logic mind) فقمت بإضافة بضع كلمات عليها لتصبح (if you want to be programmer you must have logic mind and Arab Team website).
وقمت بحجز اسم نطاق يحمل هذا الاسم (IfYouWantToBeProgrammerYouMustHaveLogicMindAndArabteamWebsite.com) وبهذا يكون أطول اسم نطاق في العالم لكي نعطي الموقع زخما أكبر وفعلا كان الموقع في تلك الفترة ضمن أفضل 100 موقع على مستوى العالم حسب ترتيب موقع (ALexa)، ولكن الحمل الكبير للموقع خصوصا بعد اعتماده كمصدر للمعرفة في الكثير من الجامعات العربية التقنية لطلابها فلم نستطع التفرغ من أجل التطوير وعدنا لحل المشاكل ومتابعة الموقع من جديد.
في آخر سنوات الموقع أيقنّا ضرورة وجوده على سيرفر مستقل وقد ضحينا بالموقع الذي تمّ بناؤه بواسطة (ASP)، مقابل انتقال المنتدى المبرمج بواسطة (PHP) إلى سيرفر خاص بنظام تشغيل (Linux) وذلك لتكلفته المنخفضة مقابل نظام تشغيل (Windows)، وأصبح الموقع أكثر استقرارا خصوصا بعد قيام فريق الإدارة الحالي باستلام زمام الأمور ومتابعته يوما بيوم وتطوير بعض الإضافات البرمجية للحفاظ عليه من أيدي العابثين، وكذلك الحال للحفاظ على استقراره، وباقتناعهم التام بأنّ هذا العمل يقع ضمن الحديث الشريف (وعلم ينتفع به) فجزاهم الله كل خير؛ وأخصّ بالشكر كلاّ من (هيثم جبريل) و(فيصل الحربي) و(طارق إبراهيم) و(الأخت زهرة) وكل من ساهم في إنجاح الموقع وبقائه على قيد الحياة حتى يومنا هذا، و لذي لولا توفيق الله ثمّ عملهم الدؤوب لما حافظ الموقع على وجوده حتى اليوم خصوصا في ظل غياب الدعم المادي للموقع واعتماده على العمل التطوعي البحت.
الموقع أصبح موقعا معتمدا في الكثير من الجامعات العربية المهتمة بالتقنية، ويعدّ المرجع الأول لكل المطورين العرب، ولعلي لا أبالغ إن قلت بأنّي لم أواجه شخصا يتحدث العربية ويُعنى بالتقنية في الشركات أو القطاعات الحكومية في العالم العربي أو حتى خارج العالم العربي إلا وقد كان أو ما زال عضوا في الموقع أو على أقل تقدير قد استفاد منه، كما أنّي عملت مع الكثير من الموظفين الذين تتلمذوا في الفريق العربي للبرمجة وبدأوا حياتهم العملية منه، وكان لهم عونا في بداية مسيرتهم المهنية.
في آخر سنوات الموقع أيقنّا ضرورة وجوده على سيرفر مستقل وقد ضحينا بالموقع الذي تمّ بناؤه بواسطة (ASP)، مقابل انتقال المنتدى المبرمج بواسطة (PHP) إلى سيرفر خاص بنظام تشغيل (Linux) وذلك لتكلفته المنخفضة مقابل نظام تشغيل (Windows)، وأصبح الموقع أكثر استقرارا خصوصا بعد قيام فريق الإدارة الحالي باستلام زمام الأمور ومتابعته يوما بيوم وتطوير بعض الإضافات البرمجية للحفاظ عليه من أيدي العابثين، وكذلك الحال للحفاظ على استقراره، وباقتناعهم التام بأنّ هذا العمل يقع ضمن الحديث الشريف (وعلم ينتفع به) فجزاهم الله كل خير؛ وأخصّ بالشكر كلاّ من (هيثم جبريل) و(فيصل الحربي) و(طارق إبراهيم) و(الأخت زهرة) وكل من ساهم في إنجاح الموقع وبقائه على قيد الحياة حتى يومنا هذا، و لذي لولا توفيق الله ثمّ عملهم الدؤوب لما حافظ الموقع على وجوده حتى اليوم خصوصا في ظل غياب الدعم المادي للموقع واعتماده على العمل التطوعي البحت.
الموقع أصبح موقعا معتمدا في الكثير من الجامعات العربية المهتمة بالتقنية، ويعدّ المرجع الأول لكل المطورين العرب، ولعلي لا أبالغ إن قلت بأنّي لم أواجه شخصا يتحدث العربية ويُعنى بالتقنية في الشركات أو القطاعات الحكومية في العالم العربي أو حتى خارج العالم العربي إلا وقد كان أو ما زال عضوا في الموقع أو على أقل تقدير قد استفاد منه، كما أنّي عملت مع الكثير من الموظفين الذين تتلمذوا في الفريق العربي للبرمجة وبدأوا حياتهم العملية منه، وكان لهم عونا في بداية مسيرتهم المهنية.