شركة إيطالية مؤسسها ولد مزارع عاد للتو من العسكرية والتي كان يخدم فيها كميكانيكي، كان لديه حلم بأن يقوم ببناء (جرار زراعي) لمساعدة أباه وأخوته في الحصاد، مما جعله يبني شركة توفر (جرار زراعي) بسعر وجودة أفضل وتميز في بناءه وأصبح من أهم الأليات الزراعية والأكثر طلبا في وقتها، مؤسس هذه الشركة عندما أصبح من أصحاب الأموال كان من عشاق سيارات (فيراري – Ferrari) بل وكان يملك كل طرازاتها تقريبا وبما أنه ميكانيكي لاحظ عيبا في علبة التروس، مما شجعه على تقديم اقتراح لتحسين بعض المحركات لمؤسس شركة (فيراري – Ferrari) الإيطالية بحكم عشقه للسيارة وقربه من الصناعة، هذه المقابلة ازدرى فيها مؤسس (فيراري – Ferrari) هذا الميكانيكي صاحب مصنع الجرارات الزراعية، والتي كانت الشرارة التي سبب ولادة شركة (لامبرغيني - Lamborghini) لتكون المنافس الأول في نفس الفئة (سيارة إيطالية، رياضية، جميلة).
شركة فيراري في ذلك الوقت كانت قد قاربت على اعلان افلاسها بسبب صرفها لمبالغ كبيرة على التسويق لربما بسبب دخول المنافس الجديد (لامبرغيني - Lamborghini) فقدمت شركة (فورد - FORD) الأمريكية عرضا للاستحواذ على جزء من شركة فيراري كنوع من انقاذ الشركة ولكن كان لمؤسس (فيراري – Ferrari) خطة أخرى وبسبب قوميته في أن يكون الاستحواذ من قبل شركة إيطالية وليست أجنبية فقام بعمل اتفاق مضاد مع شركة (FIAT - فيات) الإيطالية وللمرة الثانية ازدرى فيها شركة فورد ومؤسسها (هنري فورد الأبن)، مما أشعل روح الانتقام لدى مؤسس (FORD) ليبني سيارة أسرع ودخل في سباق (لومان) السنوي في فرنسا ليتفوق بسيارته الثلاث المشاركة في السباق على (فيراري – Ferrari) بل وتربعت شركة (فورد - FORD) بالمراكز الأولى على مدار ٣ سنوات للتوالي في هذا السباق.
الغرور ليس بالضرورة أن يكون ازدراءً كما فعل مؤسس (فيراري – Ferrari)، فلربما كان تقليلا للجودة أو الكفاءة أو حتى سرعة مواكبة التطوير، أو تجاهل المنافسين، هذا الغرور قد لا يكون غرورا فعلا ولكنه يظهر على أنه كذلك لدى المشاهد من الخارج.
فشركة (RIM) المصنعة لجهاز (بلاك بيري BlackBerry) والتي كانت متربعة على سوق الهواتف الذكية باختراع ثوري زعزع صناعة الهواتف المحمولة، لم تستطع أن تتواكب مع توجه السوق الجديد كما فعلت شركة أبل عندما أعلنت عن هاتفها الجديد (iPhone)، مع أنها كانت الشركة الأقرب لبناء هاتف منافس.
في سوقنا المحلي لاحظت أحد الرواد الذي ابتكر نظام POS رائع في وقت كان السوق بحاجة كبيرة له، ومع الوقت توسع وكبر، ومن المتعارف عليه في مرحلة دخول المستثمرين لمساعدة الشركات الريادية في التوسع السريع، يصاحب ذلك ترهل ولربما بطئ في تنفيذ أو تشتت عن بعض الأمور المهمة لدى الشركة الريادية خلال تحولها وتوسعها، ولربما أهمها البقاء على فهم احتياجات العملاء وقربهم منهم لسماع أفكارهم وشكواهم.
لربما أحد الأسباب الرئيسية لنجاح الشركات الريادية هو عندما تبدأ يكون تركيزها منصبا على العميل وتكون قريبه منه لكي ترضيه وبالتالي تستطيع بناء شيء قريب من العميل ويحتاجه، وكلما ابتعدت عن العميل بوجود طبقات من البيروقراطية التي سببها كبر حجم الشركة فإن الهدف العام.
حاليا أسمع تذمر وشكوى كثير من مستخدمين نظام الـ POS هذا، ومن عدم وجود نظام يفهم متطلباتهم ويواكب التطورات والاحتياجات بل يعيبون على هذا النظام من ناحية عدم التجاوب السريع في نظام خدمة العملاء، مما سبب لظهور أنظمة صغيرة والوصول بسرعة لعملاء جاهزين لكل شيء وفقط يحتاجون للتبديل.
وأنصحكم بمشاهدة (3) أفلام مبنية على قصص حقيقية بإخراج رائع تتكلم عن هذه القصص التي سردتها هنا: