"كيف تقوم ناسا بصيانة مكوكاتها الفضائية غير المأهولة بالبشر عن بعد؟"
أول تطبيق قمت بنشره على متجر التطبيقات كان تطبيقا شخصيا يتيح لقرّاء مدونتي هذه قراءة تدويناتي أو سماعها صوتيا، وربما كان التطبيق وقتها ضمن قائمة أولى التطبيقات العربية التي تواجدت على متجر أبل؛ حيث كانت الشاشة الافتتاحية للتطبيق تحتوي على صورة كاريكاتورية -الصورة في ترويسة الموضوع- رسمها لي فنان كاريكاتوريّ عندما كنت في مقابلة تلفزيونية على قناة الجزيرة (اضغط هنا إن أحببت مشاهدة تلك المقابلة).
في البداية، رفضت شركة أبل نشر التطبيق، وكانت أولى مواجهاتي معهم من أجل تطبيق المعايير الخاصة بهم؛ إذ كان الرفض أولًا لأنّ التطبيق لا يتيح للمستخدم الاستفادة من دوران الشاشة ويعمل في كل الاتجاهات.
ربما كتبت لهم حينها ردّاً بأنّ خشمي في الصورة كان لأسفل، وإن انقلبت الصورة فلن أستطيع أن أتنفس - طبعا لم يكن هناك ردّ من قِبلهم -؛ مما جعلني أُصلِح المشكلة وأضيف ميزة العطاس لو حككت أنفي بالصورة. بعد عدة محاولات مع شركة أبل حول ملاحظات أخرى، بدأت أشعر بالغضب الشديد منهم خصوصا عند كلّ تحديث جديد أقوم برفعه فإنّهم يعودون إليّ بملاحظات جديدة.
في ذلك اليوم شاهدت فيلما وثائقيا عن المركبات الفضائية غير المأهولة بالبشر والتي ترسلها وكالة ناسا للاستكشاف، حينها خطر على بالي تساؤلٌ وهو كيف تتمّ صيانة هذه الآلات في حال احتاجت إلى ذلك عن بعد؟ ومِن هنا خطرت على بالي فكرة؛ فبمجرّد إرسال التطبيق إلى متجر التطبيقات فأنا مثل وكالة ناسا أرسل تطبيقي إلى المجهول ولا يمكنني استرجاعه وصيانته بسهولة دون تدخّل الكائنات الفضائية (أبل).
الفكرة
لماذا لا أقوم بتطوير التطبيق، حيث يمكنني القيام بصيانته وتحديثه عن بعد دون الحاجة إلى تحميل نسخة محدثّة في كلّ مرة والدخول في مهاترات مع شركة أبل.
ومنذ ذلك اليوم وأنا أقوم بانتهاج ذلك بالتوافق مع سياسات أبل التي بدأت بالتضييق على سهولة ذلك، وتطوير الطرق التي تساعدنا على التقليل قدر الإمكان من عدد مرات رفع نسخة محدّثة من التطبيق.
وأدّى هذا الأمر إلى استمرار تطبيقي الذي أوقفته قبل عدة أشهر والمسمى (فلة الرياض) لبضع سنوات دون أيّ صيانة أو تحديث، وكان يعمل بكفاءة عالية وتطوّر مستمر دون الحاجة إلى تحميل نسخة جديدة منه، وكلّ ذلك لأنّه كان أكثر تطبيق قمت بالعمل عليه لتحقيق ذلك.
حاليا نقوم بالتحكم وإدارة وصيانة التطبيق عن بعد بشكل كبير لعشرات الوظائف دون الحاجة إلى إرسال نسخة جديدة للمتجر، ونعتمد بشكل كبير على أن يتم التحكّم من الـ (Back End).