تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
905 كلمة 6 دقيقة

في هذا الجزء وهو الخامس من هذه السلسلة سوف نتحدث عن أشياء تساعدك في تحفيز نفسك على العمل من المنزل أو على العمل بشكل مستقل.

اكتب أهدافك
أهم نقطة لإنجاز أيّ عمل هي معرفة ماذا تفعل أولاً، وكيفية قياسه ثانياً وذلك لكي تتأكد من أنّك قد أنجزته، ولمعرفة قائمة الأعمال الواجب عليك العمل عليها؛ ولهذا يجب أن تكون مكتوبة على شكل أهداف يمكن الوصول إليها وتحقيقها.  يمكنك الرجوع إلى تدوينتي (كيف تحقق هدفك) لمعرفة التفاصيل، وربما قمتَ بكتابتها يوميا في الصباح قبل أن تبدأ يومك العملي أو في نهاية اليوم، حيث تقوم بكتابة خطة اليوم التالي. ولزيادة الإنتاجية يمكنك أن تقطع عهدا على نفسك بأن تقوم بإنجاز من (3) إلى (5) أعمال يوميا بشكل كامل على الأقل من هذه القائمة، حيث يصبح الأمر وكأنّه تحدٍّ مع الذات. وأنصحكم بالعودة إلى موضوعي قائمة الأعمال (to-do-list) لمعرفة الطرق الخاصة بكتابتها.

طقوس العمل
هناك طقوس معينة يقوم بها كل شخص ليبدأ يومه، فالبعض يقوم بالإفطار أولاً، والبعض الآخر يقوم بمشاهدة الأخبار، وآخرون يقومون بتفحّص البريد الإلكتروني كأول شيء يقومون به في الصباح حتى قبل أن يقوموا بغسل وجوههم، ومؤخرا أصبحت هناك موضة جديدة وهي مشاهدة مواقع الشبكات الاجتماعية أو رسائل جهاز (بلاك بيري).

من الجيد معرفة العادات اليومية التي تقوم بها وذلك أولاً لأتمتتها، وثانياً لتعويد مَن حولك وخصوصا أهلك بالمنزل عليها لكي يساعدوك في عملها أوربما لتجهيز الجو المناسب لذلك.

فعلى سبيل المثال، عند استيقاظي من النوم عادة أنتظر خمس دقائق تقريبا وأنا أفكّر في قائمة الأعمال التي عليّ عملها اليوم وما هي الإنجازات والأهداف التي سوف أحقّقها للوصول إلى حلمي، ومن شأن ذلك أن يعطيني دفعة قوية من الحماس اللازم لأقوم من الفراش وبدء يومي بنشاط. وفي بعض الأحيان خصوصا عندما أكون متعبا جدا ولم أنل القسط الكافي من النوم، فإنّي أكتفي بالقيام من الفراش ومحاولة الخروج من المنزل بأيّ شكل من الأشكال حتى لا أعود إلى النوم : )

من العادات الأخرى التي أقوم بها في أيّ وقت خلال اليوم وخصوصا عندما أواجه ضغطا في موعد تسليم العمل أو في حال واجهتني مشكلة برمجية لم أستطع حلّها؛ الذهاب للجلوس مع أولادي لمدة ربع ساعة. وفي حال كانوا مشغولين أو نائمين، فإنّني أقوم بترتيب المكتب أو مراجعة قائمة المهام لعلّي أجد مهمّة صغيرة لا تحتاج إلى الكثير من الوقت والتفكير لأعمل عليها حتى يزول التوتر أو حتى أستطيع ترتيب أفكاري للقيام بالعمل المطلوب والعودة إليه.

من المهم جدا معرفة الطقوس التي تقوم بها عادة لتحفيزك على العمل والقيام بها لكي تكون بمثابة مفتاح التشغيل لك يوميا.

ابحث عن أشخاص (Freelance) يعملون مثلك
في حال كنت تعمل من المنزل أو كنت تعمل من مقهى إنترنت أو مكتب صغير، فإنّه أحيانا قد يراودك شعور بالملل أو بعدم جدوى ما تقوم به خصوصا عند عدم وجود روح المنافسة حولك،  لذا يُنصَح بأن تتعرف على أشخاص مثلك لكي تقوم بمشاركتهم الأحاديث وما تقوم به من فترة إلى فترة، ولتتأكّد بأنّ هناك الكثير من الحالمين مثلك ولا تشعر بأنّك غريب عن هذا العالم. وكذلك الحال، قد تُخلَق روح المنافسة لتنجح مثلهم أو قبلهم.

انتبه للوقت
الوقت، الوقت، الوقت وهو أهم مورد لديك، وهو رأس مالك الوحيد، وعدم الانتباه له وتضييعه فيما لا قيمة له يعني خسارتك الحتمية، لذا لا بدّ من معرفة أعدائك وأصدقائك بالنسبة للوقت. يكاد الجميع يجزم بأنّ عدوّ الوقت الأول هو (التلفاز) ولعلّي أضيف بأنّ العدوّ الثاني هو (البريد الإلكتروني)، بالإضافة إلى (الشبكات الاجتماعية) فالكثير من الناس يضيّعون العشرات من الساعات أسبوعيا عليها دون أدنى فائدة ودون الانتباه إلى الوقت؛ بل إننّي قرأت خبرا قبل فترة يفيد بأنّ مقدار ما يمضيه الأعضاء على موقع الشبكات الاجتماعية (Facebook) في لعب ألعاب مثل لعبة (المزرعة) وغيرها يصل إلى مليار ساعة شهريا أي ما يعادل (115740) سنة وهذا يعني أكثر  مما نعرفه عن تاريخ البشرية الحديث!

أما بالنسبة لأصدقائك في الوقت فهم الساعة أولاً، وقائمة الأعمال ثانياً، ومصفوفة الأولويات ثالثاً والتي يمكنك الرجوع إلى موضوعي الخاص عنها من هنا (مصفوفة الأولويات).

نظّم عملك
ربما المقصود من تنظيم العمل هو ترتيب الأولويات، ولكن أيضا المقصود به هنا هو ترتيب طريقة العمل ومحاولة أتمتتها، فمثلا طريقة ترتيب صندوق البريد الوارد وتوزيع الرسائل في مجلدات متخصصة، بالإضافة إلى العمل بمبدإ التفويض أو يمكنك الرجوع إلى تلخيص كتاب (مدير الدقيقة الواحدة) الذي يتحدث عن فنّ التفويض.

نوّع أماكن العمل
العمل من المنزل دائما أو في مكان واحد يبعث على الملل، لذا فإنّه غالبا قد تحتاج إلى تنويع أماكن العمل سواء في نفس اليوم أو حتى على مدار الأسبوع. فعلى سبيل المثال، حاول أن تختار محلًّا للقهوة قريبا منك أو قريبا من أحد عملائك الذي تنوي زيارته في ذلك اليوم، وحاول أن تبحث عن تلك المحالّ التي لا توفر جهاز تلفاز، كما عليك محاولة إيجاد مكان شبه منعزل أو حاول أن تواجه جدارا كي لا تنشغل بالزبائن وبالمارّة في الطريق، وبهذا تكون قد كسرت الروتين المعتاد للعمل من المنزل.

يقدّم البعض نصائح لمن يودّ العمل من محلات الكوفي بأن لا تحمل معك شاحن جهازك كي لا تطيل مدة الجلوس لأكثر من ثلاث ساعات، وهي المدة اللازمة لانتهاء بطارية جهازك، وبهذا قد تضع نفسك تحت الضغط لإنهاء عملك خلال هذه المدة وقبل انتهاء طاقة الجهاز. كما ينصح البعض بأن لا تكون في ذلك المحل خدمة الإنترنت المجانية، وأن لا تحمل معك أيّ وسيلة للإنترنت اللاسلكي وذلك حفاظا على الوقت وعدم ضياعه في تصفح الإنترنت. كذلك الحال، هناك من يقدّم نصيحة ببناء علاقة جيدة مع العاملين بالمحل وذلك لتقديم خدمة أفضل لك، وحتى لمساعدتك في طقوسك الخاصة ببداية العمل في ذلك المحل.
كما يمكنك الرجوع إلى موضوعي السابق (37 نصيحة للعمل بإنتاجية من أيّ مكان) والذي قمتُ فيه بترجمة بعضٍ من أهمّ هذه النصائح.