تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
334 كلمة 3 دقيقة

إيماني الشخصي وتفكيري المنطقي يقودني إلى أنّ أسعار العقار مبالغ فيها بشكل فاحش من ناحية القيمة مقابل السعر، ولكن الحقائق تقول بأنّ هناك عوامل كثيرة سبّبت عدم انخفاض أسعار العقار عالميا منذ قرابة (مائة عام)، فيجد الباحث أنّ الرسم البياني في صعود مستمر وفي بعض المرات القليلة يوجد توقّف ولم يحصل نزول إلا في أزمة 2008 وعاد للصعود مرة أخرى عملا بمقولة (العقار يمرض ولا يموت).

هذه الفكرة تتضّح عالميا في (أمريكا وبريطانيا) وفي الدول التي لي اطلاع شخصي فيها مثل (تركيا والسعودية) وتحديداً مدينتا (إسطنبول والرياض).


لنتحدث عن أسباب الارتفاع عالميا:

  • الانفجار السكاني؛ حيث إنّ عدد سكان العالم زاد من (٧) مليار إلى (٨) مليار في آخر بضع سنوات. نعم يا سادة حدّثوا معلوماتكم فلقد أصبحنا (٨) مليار.
  • الهجرة المستمرّة من الأرياف والقرى إلى المدن الكبرى وخصوصا من الأجيال الجديدة التي تودّ أن تكون جزءاً من الحياة الحديثة التي يشاهدونها في هواتفهم ويودّون أن يكونوا جزءاً منها.
  • التضخم العالمي وفقدان الدولار والعملات لقيمتها بشكل كبير؛ بل إنّه أكبر من محاولة دعم الحكومات.


في تركيا:

  • تركيا تموضعت كونها بلد يسهّل إجراءات السياحة والإقامة لغالبيّة الجنسيات، ولقد استفاد منها سكان الدول التي حدثت فيها مشاكل مثل (العراق, سوريا, مصر, اليمن, أوكرانيا, روسيا إلخ...)، فكانت الهجرة إلى تركيا من أوائل الخيارات مع توفير برامج التجنيس مقابل العقار أو الاستثمار ممّا ساهم في رفع أسعار العقار أو على أقل تقدير حافظ على سعر العقار العالي أصلا.
  • التضخّم والنظام الضريبي والسياسات النقدية تدفع الناس نحو اتجاه واحد لإيجاد حافظ للقيمة فأصبحت الأصول العقارية تعدّ أفضل ملاذ آمن لحفظ قيمة المال.


في السعودية:

  • قامت بتوفير تسهيلات لتملّك الأجانب للعقار وشمل أيضا المدن المقدّسة (مكة والمدينة).
  • التقدّم الكبير والحاصل في الدولة وفتح المزيد من المشاريع الضخمة وكذا المدن الاقتصادية يجعلها عامل جذب للاستثمارات ممّا يعني المزيد من السكان والمزيد من الوظائف وهذا بدوره يزيد الطلب على العقار.
  • برامج الرؤية والتي تتحقّق بأسرع ممّا هو مخطّط له وأحد هذه البرامج هو الوصول إلى مضاعفة عدد سكان مدينة مثل (الرياض) من ٧ مليون إلى ١٥ مليون خلال سبع سنوات.


في النهاية، أوافق على حقيقة وواقع بأنّ (العقار هو الابن البار) وكلّي حزن وعدم رضى وصراع داخلي بين المنطق والعاطفة والواقع.


كتبه محمد بدوي وهو صائم :)