كتبتُ مجموعة تغريدات على شكل نصائح لمن يبحث عن شريك تقني وها هي هنا مع بعض التحسينات والإضافات تصلح لأن تكون مقالا:
- ابدأ أوّل (نموذج أولي \ Prototype) أو نسخة (MVP) في مشروعك مع أيّ شركة تقنية على أن يكون شرط تعاقدك معها هو توفير (المنتج التقني) خلال شهر واحد أو شهرين كحدٍّ أقصى وبأقلّ تكلفة ممكنة، أمّا عن السعر المقبول والمتوسط حسب ما أراه في السوق لتكلفة النموذج الأوّلي فهو ما بين (5 إلى 30) ألف دولار أمريكي.
- لا تتحمّس كثيرا أو تتفاءل بأنّ هذه النسخة الأوّلية ستكون متوفّرة لاستخدام عملائك لأنّ مصير هذه النسخة غالبا سيكون (سلة المهملات) حرفيا، وبالتالي جهّز نفسك عقليا ونفسيا، وأنّ الهدف الرئيسي من الاستثمار الأوّلي في النسخة الأوّلية هو أن تتعلّم منها، وفي أحسن الأحوال تستطيع استقطاب بعض الاستثمارات المالية من المستثمرين الذين يودّون التأكد بأنّك قادر على توفير الحلّ الأوّلي.
- النقطة السابقة مهمّة جدا كون الكثير يحاول لاحقا تحسين النسخة الأوّلية أو التطوير عليها بهدف كسب الوقت، ولكن الحقيقة هي أنّ ما يقومون به هو زيادة (الديون والأعباء التقنية) على المدى الطويل، وبالتالي يجب البدء من جديد ومن الصفر حتى لو كنت تعتقد بأنّ ذلك سيتطلّب وقتا أطول فهذا غير صحيح كون تجربتك الأولى كانت فقط لتتعلّم منها والتجربة الحقيقية ستكون بوجود شريك تقني سيوفّر عليك الوقت والتكلفة لاحقا وسيساعدك في التوسّع.
- ابحث عن شريك تقني له سجل (نجاحات سابقة) في قيادة منتجات تقنية وهذه هي الكلمة المفتاحية في الشريك التقني (نجاح سابق في منتج رقمي) وليس (مبرمجا فقط)، فـ(المبرمجون فقط) لا يستطيعون أن يكونوا شركاء تقنيين. هنا مقال سابق تحدّثت فيه عن بعض (مواصفات الشريك التقني الناجح).
- المبرمج حتى وإن كان محترفا فهو في اعتبارات المهنة (فنّي) وليس إداري أو استراتيجي وقد لا يملك عقلية مناسبة لإدارة وبناء منتج تقني، وهنا يجب أن نفرّق بين (برمجة) منتج رقمي و(بِناء) منتج رقمي؛ فبرمجة منتج رقمي هي جزء من دورة حياة المنتج التي تبدأ قبل البرمجة بالتحليل - هنا مقال سابق يتحدث عن مرحلة واحدة - وبناء تجربة العميل وتحديد الإجراءات وأمور أخرى كثيرة. وبعد البرمجة تدخل في عوالم أخرى من التشغيل والصيانة والتأمين والحماية والتوسّع وأمور كثيرة حتى لو كان المبرمج محترفا فهو قد لا يعي أهميتها أو معرفتها.
- من يقوم بالاعتماد على (المبرمج) كشريك تقني مثل مَن يعتمد على (شيف حلويات فقط) لبناء مطعم دولي ناجح؛ فشيف الحلويات الناجح يستطيع أن يصنع قالب كيك لذيذ وشكله جذّاب وأيضا رائحته شهيّة ولكنّه لا يستطيع توفير باقي قائمة الطعام وإدارة المطبخ بالكامل. وكمثال آخر بالاعتماد على المبرمج فقط كمن يعتمد على (البَنّاء) لبناء عمارة سكنية بالكامل، فبناء عمارة سكنية يحتاج إلى (مقاول إنشاءات) وقبل ذلك أنت بحاجة إلى (مهندس عمارة) ومع البَنّاء أنت بحاجة إلى كهربائي وسبّاك ومهندس ديكور وغيرهم الكثير.
- أولى خطواتكم كشركة بعد انضمام شريكك التقني هو أن يقوم ببناء فريقك الداخلي المتخصّص والمتفرّغ لمشروعك فقط، والذي سيبني منتجك الرقمي الذي سوف تبدأه من الصفر بهذا الفريق وتحت إشراف شريكك التقني وإدارته.
شريك تقني أم مدير تقني؟
في حال كان مشروعك يستخدم التقنية كجزء أساسي وليس كمكمّل فقط فأنت بحاجة إلى شريك ومثال ذلك:
مطعم شعبي يعتمد على زبائن الحي والمارّة، يستخدم نظام محاسبة وإدارة مخزون ونظام إدارة موارد بشرية لإدارة المطعم، في هذه الحالة أصبحت التقنية مُمكنة فعدم وجودها لا يُوقِف العمل ربما قد يقلّل الكفاءة فقط ولكنه لا يلغيه، وحتى لو كان المطعم مشترك في أحد تطبيقات التوصيل فهذا لا يتطلّب وجود شريك تقني أو مدير تقني فستحتاج فقط إلى موظف تقني في أحسن الأحوال، وأيضا لو توقّف التطبيق فهو ليس تحت إدارتك أو مسؤولياتك.
أما لو كان المطعم نفسه مثلا مطعما سحابيا ولديه تطبيقه الخاص الذي يعتمده المطعم أساسا للوصول إلى زبائنه كمفهوم جديد مثلا في بناء قائمة الطعام المخصّصة من قِبَل العميل، فهنا التطبيق أصبح أساسا ليس فقط في الوصول للمطعم بل في بِناء تجربة العميل لتخصيص وجبته، وهنا أنت بحاجة إلى شريك تقني يستمر معك في رحلة تطوير المنتج الرقمي كما أنّك بحاجة إلى شيف شريك ليساعدك في بناء منتجك الحسّي وهو الوجبة المميزة.