هي كارثة عظمى وطامّة كبرى الجميع يتوقعها ولكن لن تعيَ أو تستوعبَ تأثيرها الكبير عليك شخصيا إلا في حال أصابتك شخصيا في مقتل، نعم؛ في مقتل! يتجاهلها الكثيرون لعدم استيعابهم بَعدُ مدى اعتمادنا الشبه الكامل على التقنية في شتى جوانب حياتنا.
موضوعي طويل لعِظَمِ أهميته وهذا يحتّم عليّ أن أسهب في الكتابة من أجل مستقبل كل شخص منا، سواء لديه شركة ريادية أو يخطّط لبناء شركة معتمِدة على التقنية، أو كنت مجرّد مستخدما للتقنية أو مستفيدا منها وهذا يعني كل شخص على وجه الكرة الأرضية.
المشكلة تهدّد الأمن القومي والأمن الدولي بل وأكاد أجزم بأنها السبب الرئيسي الذي بسببه ستزول الحضارة الحالية وسوف تعود الحروب في آخر الزمان بالسلاح الأبيض؛ حسب الحديث النبوي الشريف في آخر الزمان، وذلك بسبب اعتمادنا أكثر بل وكل يوم على التقنية والتي يمكن أن تزول وتختفي في لمح البصر. .
هذا التهديد قد يشلّ بلدانا ويعطل اقتصادات ويخرب الكثير من البيوت والشركات، أنا بطبعي لا أحب أن أهوّل ولا أبالغ على غرار بعض مشاهير السوشيال ميديا والذين يستخدمون مصطلحات مثل (أمّاه احذري، أختاه احذري)، الموضوع يتخطّى ستر العورات والخصوصية ويتعدى ذلك للعبودية والتحكم المطلق بمصائرنا وحياتنا بكل نواحيها.
*سأسرد لكم بعض القصص القصيرة والحقائق لتستوعب عِظم التهديد*
*لا تستخدم سلاح عدوّك لتقاتله به*
في بدايات العام 2000 كنت من أوائل الحاصلين على شهادات الاعتماد من شركة أوراكل (ORACLE) وبسبب انعدام الموارد العربية على الإنترنت فيها قررت أن أفتتح موقع (oracle4arab.com) على غرار موقع (vb4arab.com) الشهير في وقته، في ذلك العام قتل الطفل محمد الدرّة في قطاع غزة على مرأى وسائل الإعلام وبسبب حماس الشباب الذي لم يفكر بالعواقب قمت بنشر تنديد ضدّ ما حدث (على ما كنت أعتقد بأنه موقعي) على الصفحة الرئيسية للموقع (oracle4arab.com) وخلال يومين من نشر ذلك اختفى الموقع نهائيا!
لم يقتصر الموضوع على اختفاء الموقع بل وبعد ذلك بأيام قليلة وصلني ظرف بالبريد الدولي إلى باب بيتي، الغريب والمخيف في الموضوع هو أنني شخصيا وكل من أعرف في تلك الفترة لا نعرف عناوين بيوتنا، وخصوصا ذلك البيت في الحارة الشعبية والذي لا أعرف عنوانه حتى الآن، وأصبح منظر السيارة الكبيرة لشركة الشحن وهي تقف أمام بيتنا مستغربا لكل الجيران من حيث المنظر الذي لم نشاهده إلا في أفلام هوليود.
على ماذا يحتوي الظرف؟ الظرف من شركة أوراكل في أمريكا يحوي على خطاب لم أعد أذكر هل هو تهديد أم اعتذار؛ المهم أن الخطاب كان يبرّر إغلاق الموقع بسبب استخدام العلامة التجارية الخاصة بأوراكل وإدخالها في موضوع معادٍ للسامية!!
*أسئلة كثيرة لتفكر فيها معي: *
- كيف تحارب عدوّك بسلاح هو من صنعه ويعرف نقاط ضعفه بل ولديه السيطرة الكاملة عليه؟
- من هو المالك لاسم النطاق؟
- أين هو اسم النطاق ومن يملك التحكم به؟
- كيف يمكنك الرد قانونيا على شركة عملاقة لديها كل هذه الموارد؟
- كيف عرفوا عنوان بيتي الذي لا أعرفه أنا؟
*حسابك على الشبكات الاجتماعية ليس ملكك*
بدأت رحلتي مع شبكة تويتر (Twitter) منذ ٢٠٠٨، وكنت من عشاق هذه الشبكة حتى أنّي شاركت في تعريبها، وحصلت مقابل ذلك على علامة زرقاء على شكل كرة أرضية بجانب اسمي كشكر ووسام على ذلك، وبعدها قمت بتأليف كتاب بعنوان (تويتر الطيور على أشكالها تقع) ووفرته مجانا.
وقد قمت بعقد مئات الدورات والندوات وورش العمل واللقاءات عبر الإذاعة والتلفاز تخطّى مجموع من حضروها الآلاف خلال سنوات؛ بمواضيع حول الاستخدام الأمثل وتوظيف تويتر فيما يفيد كل من يستخدمه، وقد قمت بإدارة حملات إعلانية تخطّت ميزانيتها مئات الآلاف عبر تويتر.
منذ عدة سنوات طالبت بحصولي على العلامة الزرقاء لتوثيق حسابي وتمّ تجاهل طلبي، وبعدها حاولت عن طريق صديق يعمل في تويتر؛ وأيضا تجاهلني!
بعدها وصلني اتصال غريب من رقم دولي؛ لهجة المخاطب كانت ما بين ترهيب وتهديد ممزوجة بشيء من الترغيب لكي أتنازل عن حسابي لصالح شخص آخر أحقّ مني بالاسم!
فقد ادّعى من تواصل معي بأنّه وكيل مباشر من الشركة أو يعمل بها في القسم القانوني ولم يكن واضحا في رده مع تكراري للتثبّت من المتصل، وذكر لي بأن الاسم الذي أستخدمه هو إمّا من حق شخصية مشهورة ما أو سياسي في أحد البلاد، وليس لي حق فيه !!!، ردّي عليه كان ببساطة "روح وبلّط البحر"، الاسم (badwi) ليس للبيع وأصلا هو نفس اسمي على باقي الشبكات الاجتماعية وحتى اسم النطاق الخاص بمدونتي وموقعي الشخصي (www.badwi.com) الذي تقرأ فيها مقالتي هذه، وكان من ضمن سياق الحديث بأني سأورث الاسم لأولادي (تذكر هذه الجملة عزيزي القارئ).
بعد ذلك الاتصال فقدت اسمي على شبكتي (انستقرام وسناب شات) لذا سجلت بحساب معدل (ibadwi) لأني لم أكن فاعلا فيهما ولعلّي نسيت أن أسجل فيهما أو هكذا اعتقدت، الغريب كان في كمية محاولات اختراق وتخريب بريدي ومدونتي وحساباتي على الشبكات الاجتماعية المستمر على مدار سنوات ومن ثمّ حذف وسام المشاركة في ترجمة تويتر من حسابي منذ عدّة سنوات!
*ما الجديد؟*
منذ أسبوعين حصلَت مشكلة مع شخص لا أعرفه يملك شركة ستارت أب مع إحدى شركات الاستضافة المشهورة، المشكلة كانت بأن الشركة قامت بإقفال حسابه الذي عليه موقعه وخدماته وكل النسخ الاحتياطية لعملائه!!! الموضوع خطير جدا؛ أن تتحكم شركة واحدة في مستقبلك، وقد قام بكتابة تغريدة يطلب من الشركة والمجتمع التقني أن يساعدوه في إيصال صوته للشركة لحل مشكلته.
من شدة امتعاضي مما حدث قمت بإعادة التغريد ونشرت التغريدة لفريق العمل لدي ولبعض الذين يملكون حسابات على شركة الاستضافة نفسها لأخذ حذرهم، وبعد ذلك بساعات قليلة تم حلّ مشكلة صاحب المشكلة وأحببت أن أضع تعليقا على الحادثة ولكن!! يا للهول تم إيقاف حسابي على تويتر بشكل نهائي!! وها أنا حتى كتابة هذا الموضوع اليوم وبعد مراسلات للشركة عدّة مرّات لا توجد استجابة ولا تبرير واضح لحذفه بعد أكثر من 11 سنة من امتلاكه.
*رابط التغريدة*
https://twitter.com/w3Nicolas/status/1134529316904153089
*أسئلة كثيرة لتفكر فيها معي: *
- من صاحب الحساب الفعلي؟
- يمكن لأي موظف في أيّ شركة لديه صلاحيات بسيطة أن يقصيك ويحذف حسابك ويستبدله!
- كيف يمكنك مقاضاة شركة أو الحصول على حقوقك إن لم تكن تهتم بالمنطقة؟
- كيف تؤمّن أو تربط دخولك بمواقع أخرى مرتبطة بهذا الحساب؟
- هناك أمثلة كثيرة تكررت بنفس ما حصل لي، مثلا حساب شركة حركات لبث فيديوهات رؤية 2030!
*تطبيق صراحة*
زين العابدين شاب سعودي أسّس تطبيقا اسمه (صراحة) عبارة عن شبكة اجتماعية للفضفضة وصل للعالمية بأكثر من 250 مليون مستخدم، وخلال أشهر بسيطة من وصوله للعالمية تمّ إزالة التطبيق من المتجر في كل من هواتف (جوجل بلاي و أبل).
وسبب إيقاف التطبيق يعود لشكوى سيدة أسترالية تلقّت ابنتها رسالة تحمل عبارات مسيئة عبر التطبيق.
مع العلم أن التطبيق كان يقع تحت رعاية حاضنة من أكبر الحاضنات في المنطقة وقد اجتهدت في التواصل مع الشركتين لإعادة التطبيق ولم تستطع أن تؤثر في قرار الشركتين.
*أسئلة كثيرة لتفكر فيها معي: *
- كيف يمكن أن تؤسّس شركة مبنيّة بشكل كامل على تطبيق يمكن أن يتمّ حذفه أو حجبه من متجر بدون أن تكون لك أي قوّة حتى في التفاوض؟
- هل فعلا هناك مؤامرة أمريكية ضدّ كل ما يمكن له أن ينجح عالميا قد يهدد هيمنتها على هذا العالم (فكر في قصية هواوي)؟
- هل تطبيق صراحة فقط هو الذي يمكن أن يتلقى فيه الشخص رسالة تحمل عبارات مسيئة!!؟ ماذا عن كل الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الدردشة بلا استثناء؟!
تطبيق أبشر
هو تطبيق حكومي يسهّل على الناس إجراءاتها الحكومية ومن عايش فترة الوقوف بالطوابير من بعد صلاة الفجر ليحصل على رقم ويبقى حتى منتصف الظهيرة لإنهاء ورقة واحدة يعي تماما هذه النعمة.
قبل فترة قامت حركة ما بشكوى ضدّه بأنه يُستخدَم للتحكم بالمرأة في السعودية لذا وجب على متاجر التطبيقات حذفه لأنه يعدّ أداة بيد الحكومة للتضييق على المرأة!!!
ولله الحمد أن الموضوع مرّ بسلام ولا أعرف كيف ولكن لك أن تتخيل في حال تم حذف التطبيق أو اختفاء الموقع لا سمح الله، لالالا، لا أودّ حتى أن أتذكر تلك الأيام.
لك أن تتخيل أن يحدث ذلك مثلا مع البنك! أو أيّ تطبيق أنت مرتبط به بشكل يومي.
خدمات SaaS (تأجير التطبيقات كخدمات) (Software as a service)
مثلا الآن شركة مايكروسوفت توفر (Office) وشركة أدوبي تقوم بتوفير تطبيقاتها كخدمة مدفوعة شهريا وليس كتطبيق تقوم بتحميله على جهازك، من ناحية؛ هذا ربح للشركة حيث إنك تدفع بشكل مستمر ولكن بنفس الوقت اعتمادك على تخزين بياناتك لديهم يعدّ مشكلة خطيرة!
مثلا لو اعتمدت على خدمات البريد من (جوجل) أو حفظ مستنداتك وصورك وملفاتك على (Drop Box ,google Drive ,Microsoft Drive ,Apple Cloud) كلها تعد خدمات (SaaS)، مثلا لو استخدمت برنامج محاسبي أو برامج إدارة العمل مثل (Zoho ,Xero) أو غيرها فأنت تستخدم خدماتهم كـ(SaaS).
تخيل مثلا (ERPNext) وهو نظام مفتوح المصدر ولكنك تعتمد على الشركة نفسها للوصول إلى بياناتك ووقعت مشكلة سياسية أو اقتصادية أو حجب أو أيّا كان ما بين بلدك والهند –ERPNext شركة هندية– فما هو مصير بياناتك؟
*لا تضع كل بيضك في سلة واحدة*
كتبت منذ عدّة سنوات مقالة بعنوان -لا تضع كل محتواك (بيضك) في يوتيوب– والمقصد فيها أن يكون أصحاب المحتوى حريصين على محتواهم وفعلا تواصل معي الكثيرون من بعدها ممن قامت إدارة يوتيوب بحذف فيديوهاتهم بعد وصولها لعدد كبير من المشاهدين بل بعضهم تم حذف قناته بالكامل.
اقرأ المقالة في مكانها لتستوعب الموضوع بشكل أكبر.
https://www.badwi.com/blog/?p=1635
*الأيفون خدمة وليس جهازا*
ندفع ما يزيد عن (١٠٠٠ دولار) مقابل كل إصدار جديد من جهاز الأيفون والذي لا تستطيع استخدامه إن لم تسجل حسابا فيه وتوافق على شروط (الاستخدام) -تذكر استخدام وليس اقتناء- ماذا لو تمّ حجب الخدمة في بلدك أو عن بلدك؟
في منتصف عام 2020 اندلعت مظاهرات في أمريكا بسبب الممارسات العنصرية للشرطة ضد أصحاب البشرة السوداء وفي خضم ذلك صاحَبها موجة من العنف وسرقة المحلات وكانت متاجر أبل إحداها والمفاجئ أن أبل أقفلت كل الأجهزة وأظهرت رسالة مفادُها بأنّ هذا الجهاز مسروق ولا يعمل وعلى من قام بسرقته إعادته!
بعيدا عن كونها سرقة وفعل خاطئ؛ السؤال فعليا من يملك الجهاز صاحبه أم أبل؟!
*حلطمة تقنية: إنترنت الأشياء والمصيبة القادمة*
كتبت منذ سنتين مقالة حول إنترنت الأشياء وكيف أنها تعتمد على جمع بيانات تُخزّن وتُعالج في سيرفرات شركات ليس لدينا عليها سيطرة، تخيّل مثلا لو توقفت سيرفرات شركة أبل، هل تعلم بأن جهاز الأيفون الذي تملكه سيتحول إلى قطعة خردة بشكل كامل ولا يمكن استخدامه!!
اقرأ المقالة في مكانها لتستوعب الموضوع بشكل أكبر.
https://www.badwi.com/blog/?p=2430
*تطبيق فلة الرياض*
شركة أوبر التي تصل قيمتها للمليارات وليس لديها أي أصول على الأرض حياتها مرهونة في متجر تطبيقات أيفون ومتجر تطبيقات أندرويد (تذكر تطبيق صراحة)، الطريف في الأمر هو أن شركة تويتر استعدّت لذلك بتوفير تطبيقها على شكل (PWA) استعدادا وخوفا من رهن حياتها في متجر تطبيقات.
قمنا منذ عدة سنوات بعمل تطبيق لعدة مدن ودول حول العالم ووضعناه تحت فكرة أدلة المدن وأسمينا كل تطبيق بمدينة منفصلة وتطبيق وهوية منفصلة ليسهل على الناس تحميلها، بعد ثلاث سنوات من انتشار التطبيقات التسعة (9) ووصول مستخدميها للملايين مجتمعة، رفضت أبل أن تسمح لنا بتحديث التطبيق وذلك بأنه يجب أن نجمعها كلها في تطبيق وحيد.
فقمنا على مضض بحذف سبعة (7) تطبيقات من المتجر وقمنا بتحويل تطبيق إلى شركة أخرى مستقلة وحاولنا التحديث، ونفس المشكلة؛ وحتى يومنا هذا، سنتان ونحن نحاول دون فائدة، التطبيق يعمل حتى الآن ولله الحمد ولكن سنفقد الكثير عندما نغير استراتيجيتنا.
*قانون (GDPR) *
هو القانون الأوروبي الذي تم وضعه لحفظ خصوصية المستخدم الأوروبي وحقه في أن ينسى وأن يعرف عن أي بيانات يتم جمعها، وبسبب هذا القانون تم حذف كل تطبيقاتنا الخاصّة بأدلة المدن في متجر أندرويد بسبب أنه تمّ استخدام مكتبة برمجية كانت تجمع بيانات عن الاستخدام وهذه المكتبة أصلا من جوجل ولكن لأننا لم نحدث التطبيق فلم يتم تحديثها لذا تمّ حذف التطبيق من المتجر.
*أسئلة: *
- يجب أن يكون فريقك التقني متأهبا بشكل كامل في حال كنت ستدخل هذا العالم.
- يجب أن تكون لديك عدّة خطط بديلة.
- يجب أن تتحرّك بسرعة ورشاقة ولا تعاند فأنت لا تملك الموارد الكبيرة لمحاربتهم.
*قصة هواوي*
بسبب بدء هيمنة شركة هواوي على نسبة كبيرة في قطاع الاتصالات والذي يعدّ عصب هذا العالم سواء كانت في الشبكات (5G) وكذلك الهواتف الذكية التي تنافس أيفون، تم إصدار قانون أمريكي بحجبها وهذا أثّر ليس فقط على مبيعاتها في أمريكا، بل تخطى ذلك ووصل إلى تقنيات أو متاجر أو برمجيات أمريكية، باختصار كل شيء عالمي!!!
قصة مجموعات أبو نواف
منذ بدايات الإنترنت في العالم العربي تقريبا في عام 2000 ميلادية أطلّت علينا خدمة قلّ استخدامها في أيامنا هذه؛ وهي خدمة المجموعات البريدية والتي كانت تُستخدم بشكل نشط في عالمنا العربي وأشهرها مجموعة أبو نواف البريدية والتي كانت تطلّ علينا يوميا بكل ما هو جميل وجديد، وقد تخطى عدد مشتركيها مئات الألوف وحمّلت في أرشيفها آلاف الرسائل وفي يوم ما تمّ إغلاقها بشكل كامل من قبل ياهوو ومن ثمّ تمّ إعادة الكرّة مع شبكة جوجل.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%81
*عزيزي القارئ هل بدأت تشعر بعِظم الخطر! *
*قصة مشبك خنساء*
الأخت خنساء ريادية تدير وكالة رقمية باسم (مشبك) تحدثت قبل يومين عن مشكلتها والتي تدور في نفس الفلك؛ فهي تعتمد على خدمات رقمية تصل فاتورة اشتراكها الشهرية على الاقل (٥ آلاف ريال سعودي) تقريبا (١٥٠٠ دولار أمريكي) سواء استخدمتها أم لم تستخدمها فهي خدمة شهرية لا تتوفر لها بدائل أو محتكرة من قبل شركات محدّدة.
المشكلة لدى الأخت خنساء ربما تظهر كشكوى مالية ولكنها فعلا أكثر من ذلك، فمشكلتها هي الاعتمادية على خدمات خارجية وبهذا يكون عملها تحت رحمة هذه الخدمات.
هل تعلم عزيزي القارئ بأن العام 2019 صحبه الكثير من التغيرات في عالم التقنية سواء في السياسات أو الأسعار وكلّها ضد المستهلك مثلا مشكلة رفع الأسعار:
جوجل رفعت أسعارها، فيسبوك رفعت أسعارها، دروب بوكس رفعت أسعارها، الكلّ بدأ برفع الأسعار دون وضع اعتبار لك كزبون سابق متعاقد بسعر محدّد، مع أنه من المفروض أن التطوّر ورخص البنية التحتية يعني تقليل التكاليف وبالتالي تقليل الأسعار بدلا من رفعها.
*من يملك الإنترنت*
الجواب الواضح (لا أحد) ولكن الصراحة (اسأل تطبيق صراحة)، طبعا أمريكا!
مما لا شكّ فيه أن المتحكّم بالإنترنت هو أمريكا فهيئة التحكّم ببروتوكولات الإنترنت (ICANN) أمريكية والشركات الريادية التي تقود الإنترنت برمجيا وعتاديا هي أمريكية.
اقرأ هذه المقالة عن (من يملك الإنترنت).
http://www.alriyadh.com/882397
تنمّر أبل الإلكتروني
من أكبر المتنمّرين على المطوّرين هي شركة أبل فهي تمارس كل ما هو ممكن من ضغط على المطورين والتحكم في تطبيقاتهم، المشكلة هي أن الموضوع يزداد مع الوقت ويتحول من اتباع قوانين صارمة بهدف الحفاظ على الجودة إلى كونه موقفا شخصيا يتخذه موظف بتعنّت ويمارس معه صلاحياته بشكل اعتباطي.
تنمّر جوجل
حتى أنت يابروتس، -مقولة من مسرحية شكسبير تدلّ على الخيانة–
رفعت جوجل شعارا منذ البداية (google don't be evil) والذي أسكت عنها الناس، كونها فعليا تتحكّم في كلّ حياتنا الإلكترونية وأكبر مصيبة أن تتعرض للحجب أو التجاهل عبر محركات بحثها أو خدماتها، فلو أنّ ذلك تمّ فأنت تكون قد خسرت على الأقل 90% من الإنترنت، ومن الأفضل لك أن تنتقل إلى عالم موازٍ في الإنترنت العميق (Deep internet).
هنا تجدون قصّة شركة تقنية –ليست عربية– قامت بوضع استثمار ضخم لتوفير إضافة لدعم أصحاب الاحتياجات الخاصة لتصفح الإنترنت وكامل أعمال الشركة قائمة على هذه الخدمة.
اقرؤوا قصّة التنمّر الحقيقي كاملة من فم أصحابها وإحساس خيبة الأمل.
*ماهي الحلول؟*
الحلول الوحيدة التي أتبعها هي في البحث عن بدائل وخطط بديلة على الأقل اثنتين (2) خطّة (ب) وخطّة (ج) في الوقت نفسه، هذا من شأنه رفع فاتورتك الشهرية بقرابة ٣٠٪ على الأقل ولكنّها أفضل من خسارة كلّ شيء بسبب تصرّف أرعن من شخص ذي نفوذ كموظف في شركة أو تغيير في سياسة شركة أو مشكلة أو ضغط سياسي.
*دعم المشاريع البديلة*
سواء كان المشروع محلّيا أو عالميا يجب أن يدعم حتى ولو لم يكن يلبّي الاحتياجات كاملة، فوجود بدائل يعني عدم تحكّم الشركات الكبيرة وخوفها الدائم من التحكّم بالسوق، فدعم المشروع المحلّي يعني دوران الأموال داخليا ووجود بديل يمكن الاعتماد عليه في حال وقوع كارثة سياسية مثل ما حدث مع هواوي، وحتى دعم مشروع غير محلّي صغير فيعني وجود بديل والمساعدة في إلغاء الاحتكار من شركة عملاقة مثلا.
*الحلول مفتوحة المصادر*
أتمنى أن أرى استراتيجية وطنية في كلّ البلاد مدّتها سنتان ليكون هناك استبدال للحلول المغلقة المصدر أو تحفيز أو مكافأة الجهات التي تتحول إلى الحلول مفتوحة المصدر.
فمجرد إعلان الاستراتيجية مع وجود محفزّات ولو معنويّة من شأنه ترهيب الشركات العملاقة لكي تحترم السوق المحلّي وتقديم دعم مناسب، فهل يعقل أن يكون هناك شخص واحد فقط لدعم كامل الشرق الأوسط لدى شركة كبيرة دخلها ملايين الدولارات شهريا من المنطقة!!!، نعم هذا حقيقة.
المشكلة كما ذكرت قد تهدّد أمن دولة وليس مجرّد بيانات فرد أو شركة، فحياتنا وسياراتنا وأموالنا وصحّتنا وترفيهنا وأعمالنا وأمننا كلّها أصبحت مرتبطة بالتقنية والإنترنت.
ملاحظة:
تم اختراق مدونتي بعد كتابة هذا المقال ببضعة أشهر والذي كتب بشهر (06-2019) وتمّ حذف كامل قاعدة البيانات وتمّ حذف هذا المقال من قواعد بيانات النسخ الاحتياطي ولم أتنبه لذلك إلاّ في يوم 20-06-2020 وبحثت في الأرشيف فوجدت نسخة وها أنا أعيد وضعه، هل هي مؤامرة؟ ممكن؛ مع عدم إيماني بذلك.
كتبها محمد بدوي 06-2019.
www.badwi.com