تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
667 كلمة 5 دقيقة

خلاصة كتاب فن بدء الحوارات (The Fine Art of Small Talk) (كيف تبدأ محادثة و تستمر فيها وتخلق الآلفة و تترك انطباعا ايجابيا لدى الآخرين) لكاتبته ديبرا فاين


تبدءا الكاتبة بالتعريف عن نفسها وكم كانت خجولة جدا في حياتها و الذي سبب لها الانطواء وعدم حب الاختلاط مع الناس و حتى إنها اختارت عملها كمهندسة لكي لا تحتاج إلى الاختلاط الكثير و التحدث مع الناس و تحدثت عن مدى شكها من مبادرتها بحكم كونها ربة منزل متواضعة تريد أن تقوم بمساعدة الناس على تعلم مهارات فن الحوار


تبدءا الحديث في كتابها عن أهمية الحوارات القصيرة و التي تكون التمهيد الرئيسي لبناء العلاقات بين البشر فهي بداية التواصل الفعال الذب قد يؤدي إلى تكوين صداقات جديدة أو حتى فرص أكبر للعمل وان فن الحوار لا يكون بالفطرة بل بتعلمه و التدرب عليه , ومن أهم ما ركزت عليه ديبرا في فصل كتابها الأول أعجبني بأن الناس تحب أن تتواصل معها و ضربت مثالا فيما لو كان أمامك متجرين و كان أحدها أرخص من الثاني بفارق بسيط ولكن العاملين به غير ودودين – ينقصهم التواصل الفعال – فأنك بالتأكيد سوف تذهب للمتجر الأغلى بما أن من به يقوم بالتواصل معك أو كما هي المقولة في السعودية عندما تود شراء شيء ما فيقال لك ( ابحث عن بائع ناصح لك)


الأساس في إتقان فن الحوار هو تحمل المخاطرة أو المبادرة في الحديث مع الطرف الأخر و بعدها تحمل تبعات هذه المحادثة و قيادتها بفن راقي يؤدي إلى الهدف المنشود من إنشائها, فالمدير الجديد أو البائع المحنك يقوم بعمل حوارات صغيرة جانبية قبل الاجتماع الكبير ليعرف اتجاه المناقشة و لبناء جسور من التواصل مع من حوله


من أسس فن الحوار أن تقوم أنت بتقديم نفسك و حتى لو كان ذلك لشخص قد عرفته بنفسك سابقا فمن الممكن أن يكون قد نسى أسمك وعليك أنت أن تكسر حاجز الخوف لديه من الارتباك لنسيانه اسمك , كما أن الابتسامة هي أقصر الطرق لأي حوار فعندما تبتسم بوجه شخص ما فعلى الفور سوف يرد عليك الابتسامة مما يجعلها مقدمة لك لبدء الحوار بتقديم نفسك و من ثم قيادة المحادثة لهدفك المنشود


من أدبيات الحوار أن تعرف اسم محدثك كما ذكره لك سواء باسمه أو لقبه فمثلا لو قال لك (د. محمد) فهذا بالتأكيد ما يحب أن تناديه به و كذلك الحال لو قال لك (أبو عمر) على سبيل المثال


ومن فنون الحوار هو أن تجعل هذه المحادثة تستمر و ذلك باختيارك للأسئلة المناسبة و التي تسمى بالنهايات المفتوحة فبدلا من سؤالك ( كيف حالك) فالجواب الطبيعي سوف يكون (الحمد لله) و انتهى ولكن يمكنك أن تسأل نفس الشيء بطريقة أخرى مثلا ( لما تبدوا بحال أفضل اليوم) فالجواب سوف لن يكون مقتضبا و قد يأتيك من إجابته معلومات أكثر لتستطيع بناء أسئلة جديدة مثلا لو كان الجواب على السؤال السابق ( لم أنم بشكل جيد منذ مدة مثل الأمس) فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن ( أهي مشاغل العمل الكثيرة) ويمكن أن تكون هناك الكثير من الأسئلة الأخرى التي تستطيع بنائها وجعل المحادثة مستمرة
بقدر ما تحب أن تتحدث عن نفسك فأن الناس تحب ذلك أيضا فلذا عليك أن تعطيهم شيئا و وقتا ليتحدثوا عنه و لتكن منصتا جيدا و إتقان فن الإنصات يعني إعطاء الاهتمام الكامل لما يقوله و عدم إشاحة نظرك بل و بتحريك راسك بإيماءات خفيفة كموافقة على ما يقوله وعدم الانشغال في يديك مثلا و لا تنسى الابتسامة دائما على وجهك


الإطراء قد يكون دائما هو مفتاح أساسي لفتح الحوار فمثلا عندما تكون في حلقة تدريبية و بعد انتهائها و تريد الانفراد بالحديث مع المدرب فيمكنك استخدام التواصل بالعينين ليعرف انك تنظر إليه و اتبعها بابتسامة و من ثم قدم نفسك إليه و إبدأ بالإطراء على خطابه أو على دورته التدريبية و على مدى استفادتك منها


كما أن أدبيات الحوار تفرض عليك أحيانا أن تنهي الحوار بسبب انشغالك مثلا , فلذا عليك التعرف على بعض هذه الفنون ومنها مثلا الاستئذان من الشخص و ذلك بعذر صحيح و ليس عذر واهي مثلا استخدم ( استأذنك الآن لأني أود أن ابحث عن المحاضر لان لدي بعض الأسئلة له) و لا تنسى أن تترك حبل الود أو الوصال مثلا كيف يمكنني الاتصال بك لاحقا أو تقوم بتقديم كرت العمل الخاص بك و اطلب منه الاتصال بك أو تقديم كرته لك لأخذ موعد لاحق لإتمام الحديث