هل تودّ الإقدام على قرار مصيري أو قرار صعب كالالتحاق بتخصص معيّن في الجامعة؟ ترك وظيفتك الحالية؟ شراء سيارة جديدة؟ الانتقال من مسكنك الحالي؟ أيّ قرار قد تعدّه مصيريا قد يكون عند البعض شيئا بسيطا أو بديهيا أو قد لا يعدّ قرارا أصلا عند البعض! فعلى سبيل المثال المليونير عندما يودّ أن يقوم بتغيير سيارته فإنّه قد لا يفكر أو حتّى يذهب لشرائها، فمجرّد مكالمة هاتفية تفي بالغرض ويتمّ الأمر، وقد لا تمرّ بضع ساعات حتى يجد سيارته الجديدة تقف عند بابه، وفي الوقت نفسه قد لا يكترث لسيارته القديمة، وأيضا باتصال أو كلمة أو قد يكون هناك نظام معدٌّ مسبقا لمثل هذه الحالة.
كذلك الحال بالنسبة لمن يودّ ترك وظيفته فربّما يكون مستقلا ماديًّا أو يعلم جيّدا بأنّ هناك الكثير من الفرص أو قد تكون هناك فرصة أخرى متاحة أو عرض عمل آخر معدٌّ مسبقا وهنا قد لا يعدّ هذا الأمر مصيريًّا، لذا فإنّ كلّ حالة قرار تختلف باختلاف الشخص؛ والكلمة المفتاحية هنا هو أنّه كلّما كان القرار مصيريًّا بالنسبة لك وكلّما كانت الخيارات المتاحة أمامك أكثر كلّما كان البتّ فيها أسهل. وبالتالي يجب علينا تنويع الخيارات لتسهيل اتخاذ القرار والتي قد تعدّ كما يسمّى بالخطّة البديلة أو الخطّة الاحتياطية، على سبيل المثال كنت أخطّط أن أقوم بزيارة مدينة جدّة في الأسبوع القادم لإنهاء بعض الأعمال وربّما لزيارة مكّة وأداء العمرة. وعندما ذكرت ذلك لصديقي عبر حديث عابر نصحني بأن أقوم بالحجز من الآن لأنّي لن أجد حجزا فكلّ المقاعد محجوزة، وفعلا تذكّرت بأنّنا الآن في موسم إجازة وسيكون هناك ضغط هائل على الطائرات في هذا الموسم، وبدأت بالتفكير في التراجع عن قراري وتأجيل السفر إلى وقت آخر ولكن إن كانت هناك خيارات أخرى مثل السفر المريح عبر الحافلة أو كان هناك خطّ سكّة حديدي سريع وآمن ربّما لم أفكر بالعدول عن قراري، وقمت بتغيير خياري بالذهاب فقط أو لعلّي أقوم باستقلال الحافلة واستغلال الوقت في القراءة أثناء الرحلة أو سماع كتاب صوتي أو حتّى إنهاء العمل على كتابي أثناء السفر، فكلّها خيارات إضافيّة تساعدني على استغلال وقتي ممّا تتيح لي اختيار وسيلة سفر بديلة والتي تعني اتخاذ قراري بسهولة؛ فضياع الوقت هو المشكلة باتخاذ قراري هذا وعندما وجدت المشكلة استطعت أن أجد لها حلّاً بوجود خيارات إضافيّة لاستغلال هذا الوقت.
وهكذا في حياتك دائما حاول أن تنوّع خياراتك لتكون كخطّة بديلة لك تساعدك في اتخاذ القرار بحريّة وأريحية دون الإحساس بالغبن أو الضغط أو الإجبار أو الندم لاحقا أو أيّ شعور مصاحب لاتخاذ القرارات الخاطئة.
قد يسمّي البعض ما ذكرت بتحليل المشكلة أو تحليل القرار أو قد يستخدم أدوات حلّ المشكلات لتساعده على اتخاذ القرار ومن أفضل هذه الأدوات هو تحليل (SWOT) – تحليل نقاط القوّة والضعف والفرص والتهديدات والذي قمت بالكتابة عنه سابقا في مدونتي - اضغط هنا لقراءته- أو ربّما تستخدم ما يسمى بمخطط ايشكاوا أو عظمة السمكة أو السبب والنتيجة والذي قمت بالكتابة عنه أيضا في مقالة سابقة – اضغط هنا لقراءته - أو قد تَستَخدِم أدوات الإبداع والتي تُستَخدَم للإبداع في كلّ شيء والتي تُبنَى أساسا على التفكير خارج العادة أو كما يسمى التفكير خارج الصندوق أو قد تستخدم ما يسمى بالقبّعات الستّ بالتفكير فكلّها أدوات تساعدك في التفكير بصوتٍ عالٍ بطريقة غير اعتيادية ولكنّها منظمة في نفس الوقت.
دمتم ناجحين