الجميع يراوده حلم العمل من المنزل حيث العمل الحرّ وعدم التقيّد بساعات العمل الطويلة أو الشعور بالضغوطات التي تصاحب عادة العمل لدى الغير، ولكن أودّ توضيح أنّ هناك فرقا بين رائد الأعمال (entrepreneur) وبين العامل المستقل (freelance)؛ حيث إنّ من يعمل كعامل مستقل لا يخطّط في العادة لبناء شركة في المستقبل ويبحث عن أعمال بالقطعة لينهيها وربّما كان يخطّط في المستقبل لبناء شركته الخاصّة ولكنّه في البداية يعمل كعامل مستقل. أمّا رائد الأعمال فإنّه منذ اليوم الأوّل يقوم ببناء شركته حتّى وإن عمل كعامل مستقل في البداية، وذلك لتأمين قوت يومه فإنّه لا يقوم إلا بالأعمال التي تؤدّي إلى تحقيق حلمه في بناء شركته الخاصّة. وهذه الخطوات من خبرتي الشخصية والتي يحتاجها كلٌّ من العامل المستقل ورائد الأعمال وخصوصا عندما يبدأ العمل من المنزل.
في البداية أنصح الجميع بتجربة هذه الخطوات قبل أن تترك عملك وذلك عبر أخذ إجازتك السنويّة الاعتيادية لمدّة شهر أو حتّى لمدّة أسبوعين، وقم بتجربة هذه الخطوات حتّى تتأكد من مدى مناسبتها لك أو قم بتطبيقها في أيّام العطل الأسبوعيّة وعطل الأعياد، حتّى تتأكّد من مناسبة العمل الحرّ لك وتدرّب نفسك على هذا العمل.
نون
كلمة (نون) هي الأحرف الأولى من (نظّف ونظّم)؛ حيث إنّ أوّل شيء لا بدّ أن تفعله هو أن تقوم بتنظيف مكتبك ومكان عملك وذلك بالتخلّص من كلّ شيء قد يسبّب لك إرباكا أو تشتيتا أو أيّ شيء قد لا تكون له علاقة مباشرة مع عملك الحالي. وبعد عملية التنظيف (التخلّص من الأشياء) قم بتنظيم ما تبقّى ليسهل الوصول إليه، وداوم على تنظيم أغراضك فإنّ هذا لوحده كفيل بزيادة إنتاجيتك في العمل.
استيقظ
أوّل شيء تحتاجه لتحقّق أحلامك هو أن تستيقظ لتحقيقها، وعليه لا بدّ مِن أن تقوم بتحديد وقت محدّد للاستيقاظ كلّ يوم ويفضّل أن يكون ذلك مبكّرا، فكلّما أبكرت كلّما استفدت من الوقت حيث لا مقاطعات سواء من الاتصالات الهاتفية أو حتّى من العائلة، وكذا الهدوء وفي الوقت نفسه يكون جسمك مرتاحا وذهنك في كامل تركيزه.
حدّد ساعات عملك
تحديد ساعات العمل وأنت تعمل بالمنزل أهمّ خطوة؛ حيث إنّ عدم تحديد وقت يجعلك تتساهل بالوقت من ناحية ومن ناحية أخرى لا يجعل مَن حولك يحترم وقتك فأنت لم تحترمه أصلا. مثلا حدّد ثمان ساعات متواصلة في الصباح حيث يعلم الجميع بأنّها مخصّصة للعمل لكي تكون ملكك وحدك.
ارتَدِ ثياب العمل
في حال لم ترتَدِ ثياب العمل فأنت ترسل رسالة لعقلك الباطن بأنّه بإمكانك العودة للسرير ومواصلة النوم أو بإمكانك أن تأخذ قسطا من الرّاحة في أيّ وقت، وكذلك في حال اتصّل بك عميل أو أردت عقد اجتماع فإنّ عدم جهوزيتك قد تسبّب لك شعورا بالكسل وربّما تأجيلك للموعد أو حتّى إلغائه.
حدّد المنطقة المحرّمة
اجعل لك مكانا مخصّصا في المنزل (غرفة أو زاوية) حيث لا يقترب منها أحدٌ، وبهذا تُعلِم الجميع بمدى جديّتك بالعمل من المنزل وبأنّ هذا الوقت والمكان مخصّصان للعمل حتّى وإن عملت من المنزل.
قلّل التشتيت
ضع ساعات محدّدة للاتصالات الهاتفية، حيث إنّه كما ذكرت سابقا مثلا عندما تصحو باكرًا وليكن مثلا الساعة (5) صباحا وبعد عملك لمدّة (5) ساعات متواصلة فإنّه باستطاعتك أخذ ساعة تقوم فيها بإجراء اتصالاتك أو الردّ على رسائلك البريديّة، لأنّ هذا هو الوقت المناسب والذي تكون فيه متأكدا من أنّ الجميع مستيقظ وفي الوقت نفسه يكونون في مكاتبهم أو أعمالهم؛ وبالتالي تنهي أعمالك في الوقت المناسب.
اخرج من المنزل
إنّ بقاءك في المنزل لوقت طويل قد يشعرك بالملل أو يبعث لك بالسلبية؛ حيث إنّه المكان نفسه الذي تعمل فيه وفي الوقت نفسه تتناول فيه وجباتك وتجلس مع عائلتك. وعليه لا بدّ من تحديد وقت لتخرج فيه من البيت وذلك لزيارة العملاء الحاليين أو زيارة عملاء جدد محتملين، لأنّ أيّ زيارة قد تكون فرصة لعمل جديد وفي الوقت نفسه ستكون فرصة لتزيد من علاقاتك مع المحيط الخاص بعملك، ويبقيك على اطلاع دائم حتّى لو لم تجد أحدهم فلتقم بممارسة عملك مثلا في حديقة عامة أو في محلّ كوفي شوب.
الإجازات والزيارات
الكلّ يُجمع على أنّ العمل الحرّ أصعب من العمل كموظّف، ولكنّ الفرق أنّك تقوم هنا بالعمل لتحقيق أحلامك الخاصّة وعندها من المفروض أن لا تشعر بالتعب أو الضغط الذي عادة ما يصاحب العمل كموظّف لدى الغير. وعليه فإنّ معادلة العمل الحرّ تقضي بأن تعمل ما لا يقلّ عن (10) ساعات يوميا، وبعضهم يزيدها إلى (14) ساعات يوميا لمدّة (7) أيام في الأسبوع، ولمدّة ما بين (3) إلى (5) سنوات حتّى تحقّق حلمك ويصبح عملك ناجحا. ربّما هي معادلة صعبة ولكن فعلا هذا ما يتطلّبه الأمر ويمكن الموازنة بين ذلك أو إضافة عنصر (العمل بذكاء) وبذلك تقوم بتقليل الوقت. فعندما تودّ أخذ إجازة –الإجازات كما في المعادلة السابقة مرفوضة– دع هذه الإجازة تتضمّن عملا أو يمكنك من خلالها القيام بعمل ما، مثلا هناك من يقوم بكتابة كتاب أو قراءة كتب خلال إجازته، وبدلا من الجلوس في المكتب أو في البيت فإنّ الجلوس على شاطئ البحر سيُعدّ نوعا من الاسترخاء وفي الوقت نفسه يساعد في زيادة الإبداع.
ابحث عن فرص جديدة، فعندما سافرتُ إلى تايلاند قمت بزيارة الأسواق والبحث عن منتجات يمكن استيرادها وبيعها في السعودية، وقمت بعمل تجربة بسيطة ونجحت.
ابحث عن شركاء جُدد، على سبيل المثال في آخر زيارة لي لسوريا قمت بالبحث عن مطوّري تطبيقات محترفين وشركات يمكنني العمل معهم عن بعد أو تسويق منتجاتهم، وكذلك الحال قمت بزيارة المطابع ودور النشر للتعرّف على الفرص المتاحة لطباعة الكتب وتسويقها.
هناك العشرات من الأفكار لكنّها تختلف باختلاف طبيعة عملك، لذا اجعل إجازتك بما يُسمّى بـ (زيارة وتجارة) ويمكن تقسيم الوقت مثلا لجعل زياراتك السياحيّة عبارة عن استكشاف لفرص جديدة دائما.
دمتم ناجحين