تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
696 كلمة 5 دقيقة

في البداية دعنا نتفق بأن (Web3.0) ليس تقنية ملموسة بحدّ ذاتها بل هي وصف، فلا يوجد شيء محدد تستطيع أن تصفه بـ (Web3.0) كما هو الحال من قبلها (Web2.0) وقبلها (Web1.0) قبل أن يصنفها أحد.

قد يعتقد البعض بأن عالم الـ (metaverse) والذي تحدث عنه مؤسس (فيسبوك) وعن شركته الجديدة (Meta) هو الإنترنت الجديد، لربما هو بداية تقنيات جديدة وعالم جديد (متجدد) للعالم الافتراضي والعيش في الإنترنت والتفاعل معه ولربما لاحقا يسمى كوصف (Web4.0) أو (Web3.5)، لكنه ليس مجال حديثنا هنا اليوم.


ماهي معالم (Web3.0)؟

هي مجموعة من التقنيات المتواجدة منذ أكثر من عشر سنوات ولكنها لم توظف كجزء أساسي في تعاملات الإنترنت اليوم في (Web2.0) بل تستخدم في بعض التطبيقات القائمة على الإنترنت والتي تدور حول كلمة واحدة (اللامركزية) أو ربما الغريب فعليا هو العودة للأساسيات التي وضعت الإنترنت لأجلها وتأسس (Web1.0).


عودة (Web3.0) إلى أصلها (Web1.0)

كلمة إنترنت اختصرت من كلمة (Internetwork) والتي تعني (interconnected computer networks) أو بمعنى آخر (network of networks) شبكة من الشبكات والهدف الأساسي هو (Internet has no single centralized governance) أي عدم وجود مركزية أو جهة واحدة متحكمة في الإنترنت.

نعلم أن أساس الإنترنت كغالب الاختراعات استخدمت ودعمت من أجل أغراض عسكرية، فهدف بناء شبكة لامركزية هو التأكد من عدم إمكانية توقفها أو السيطرة عليها، لكي يتمكن الجيش الأمريكي من إطلاق صواريخه النووية في أي وقت دون سيطرة أي جهة على إمكانية الوصول لهذه الصواريخ.

إذا الإنترنت أصلها وأساسها اللامركزية وهو ما يبقيها حية، فلماذا تحولت في (Web2.0)؟

الويب 2 (Web2.0) كما هو الحال مع (Web3.0) هو وصف لمجموعة من التقنيات والممارسات ولكنها أخذت زخما وتصورا معينا لدى البعض بأنها (الشبكات الاجتماعية، والمواقع الديناميكية) وهنا تكمن المشكلة الأساسية، كون أن شركة واحدة مثل (فيس بوك) تتحكم في مجموعة كبيرة من التطبيقات (Facebook, Instagram, WhatsApp) وفي حال أي مشكلة كما حدث منذ شهور قليلة حيث شعر الناس بأن هناك شللا كاملا في الإنترنت، مع أنها شركة واحدة ولكن لأن حجم مستخدميها كبير وبتعاملات يومية عالية فإن الناس سيشعرون بهذه المشكلة.


تخيل معي ماذا لو توقفت 3 شركات فقط (جوجل، فيس بوك، أبل) عن العمل؟

سيكون هناك شلل تام لربما لـ (90%) من استخداماتنا اليومية للإنترنت، ولكن الإنترنت نفسها لم تتوقف لأنها لا تعتمد على شركة (فيس بوك) بل هي من تعتمد عليها، ولكن الناس تعتمد على خدمات هذه الشركات لذا تعتقد أن الإنترنت بها مشكلة ما.

هل تتخيل معي لو توقفت شركة Apple عن العمل ماذا سيحدث؟ لربما لن تستطيع استخدام هاتفك (iPhone) أو جهازك اللوحي (iPad)؟

اقرأ هذه المقالة التي كتبتها منذ سنتين تقريبا بعنوان (كارثة متوقعة في عالم الإنترنت بوادرها تزداد وضوحا كل يوم).

هل تعلم ماذا لو توقفت شركة Google؟ لربما عشرات الآلاف من المواقع والخدمات الأخرى قد تتوقف لاعتمادها على خدمات مثل (CDN, Analytics, Maps, Google Cloud).

لا أعلم إن بدأت تتخيل عظم المشكلة وكبر حجمها فتعاملاتنا على الإنترنت مرتبطة بشكل كبير على بضع شركات وأغلبها أمريكية فماذا لو توقفت؟ ماذا لو أضفنا عليها شركات مثل (Amazon, Microsoft, Adobe) هل تعلم ماذا تقدم هذه الشركات بالإضافة إلى منتجاتها؟ تقدم خدمات استضافة قد تشل معها عشرات الآلاف من المواقع والخدمات بتعطلها أيضا.

إذا المشكلة هي في (Web2.0) وتحولنا إلى (المركزية الاختيارية) وذلك بالاعتماد على شركات محددة وفي الغالب لأنها تقدم خدمات مجانية للمستخدم أو خدمات أرخص ومؤجرة للشركات.


حتدفع يعني حتدفع

الخدمات التي وفرتها الشركات بالمجان لنا عبر استخدام نموذج ربحي يعتمد على الإعلانات والقائم على بيع بيانات مستخدمي هذه الخدمات، ولكن في الحقيقة هي أنك كمستخدم تدفع ولكن بشكل غير مباشر، لأن هناك تكلفة يجب أن تدفع.

الإنترنت اللامركزية ستعتمد على أن كل الأجهزة وكل الشبكات لتكون جزءا من شبكة أو عدة شبكات وتتوزع فيها البيانات بشكل مشفر والكل مستفيد من توفير هذه الشبكة أو البيانات عليها وذلك عبر تقاسم الأرباح التي توزع مقابل كل عملية تتم عليها على كل المشاركين فيها.


Blockchain

سلاسل الكتل أو الشبكات اللامركزية للشبكات المتوزعة والقائمة عليها هذه التقنية والتي بني فوقها أحد التطبيقات المهمة مثل العملات المشفرة والعقود الذكية، هي نفسها أو تقنيات بنفس الفكرة والمفهوم هي التي ستقوم عليها الإنترنت Web3.0 عبر فكّ المركزية من الشركات المسيطرة وتوزيعها على الشبكات اللامركزية حول العالم.


مازال لدي الكثير لأتحدث عنه في هذا الموضوع ولكنني سأكتفي بهذا الكم وأحولك لهذه المقابلة المصورة مع الصديق (سامي الحلوة) والتي تحدث فيها بشكل أكبر عن الموضوع على يوتيوب (كيف سيغير ويب 3.0 وجه العالم) أو اسمعها كبودكاست من هنا (بودكاست فنجان).

وفي حال كنت ممن يحبون القراءة فهنا مقالة باللغة الإنجليزية تتحدث عن الموضوع (From Web 1.0 to Web3: How the Internet Grew Over The Years).