في الجزء الأول (ذكي و منجز) تحدثنا عن الطرق الثلاثة لاختيار الموظفين و في هذا الجزء سنتحدث عن كيفية سير المقابلة الشخصية و كيف تدير المبرمج لكسب احترامه و ولائه و بالتأكيد أفضل الطرق لإدارته
بعد الانتهاء من المقابلة الشخصية و حتى إن لم توافق على توظيفه فأنك سوف تقوم بعمل عرض لتسويق الشركة و منتجاتها و ما تقوم به و ذلك لترك انطباع جيد لدى هذا الموظف , بل و يمكنك أن تترك له الخيار في إمضاء يوم إضافي على حساب الشركة قبل رحلة عودته
العملية السابقة هدفها أن تترك للشخص انطباع جيد تجعله عند عودته إلى جامعته أو لدى أصدقائه أن يقوم بمديح الشركة مما يجعل الكل يحلم بالعمل لديها و بالتأكيد هذا يجذب المزيد من الأذكياء , حركة ذكية , مكلفة بعض الشيء و لكن بالنهاية تستقطب أفضل العقول أليس كذلك؟
في حال الموافقة على الموظف فأنه يتم العرض عليه وظيفة صيفية مؤقتة يقوم فيها كل من الشركة و الموظف بالتأكد من مناسبة كل منهما للأخر و تكون بأجر مناسب لشخص حديث التخرج مع توفير السكن المدفوع و رحلات أسبوعية للتعرف على المدينة خلال عمله و كل ذلك ليتأكد الموظف من إمكانية مناسبة الجو العام له مع العلم أنك ستجعله يعمل على المشاريع الحقيقة هذه الفترة و تستفيد منه كموظف فعلي مقابل ما حصل عليه من أجر
بعد انقضاء العطلة الصيفية يتم تقديم عرض عمل حقيقي متكامل بكامل المزايا والهدف هو تأكيد أن هناك مكان للمتقدم عند انتهاء دراسته مما يجعله لا يفكر في البحث عن وظيفة عند تخرجه فلماذا العناء و الدخول في دوامة البحث عن عمل و مقابلات شخصية و هو يملك عرض عمل و وظيفة متاحة له و بهذا تكون حققت مرادك كشرط في الحصول على الأذكياء فقط و حجزهم مسبقا!
من الأمور الأخرى التي يركز عليها (Joel) أثناء مقابلة العمل هو أن تكون الأسئلة في المقابلة الشخصية بنهايات مفتوحة لتترك للمبرمج الحرية في التحدث عن شغفه و حبه و لتكتشف كل شيء عنه أثناء المقابلة و في حال كان لديك أي شكوك بعدم أهليته فإن عدم توظيفه أولى لأنه و كما يقول أن تخطيء بعدم توظيف شخص محترف أفضل من أن تخطيء بتوظيف شخص غير مناسب فعدم توظيف المحترف أٌقل تكلفة و مشاكل من الغير مناسب
أثناء المقابلة إبداء بأسئلة برمجية بسيطة مثلا كيف ترتب مصفوفة أو كيف تمييز بين الحروف الكبيرة و الصغيرة و هي أسهل طريقة لمعرفة مدى تعمق الشخص الذي أمامك و الأهم ردة فعله و إن لم يستطع الإجابة على الأسئلة البسيطة فبالتأكيد لن يستطيع الإجابة على الأسئلة الصعبة و التي بالعادة تكون سؤال برمجي معقد و سؤال يظهر فيه مدى تفكير المتقدم الإبداعي فمثلا يستخدم (Joel) سؤال مفتوح النهاية مثلا (كيف يمكنك أن تحل المشكلة البرمجية التالية بواسطة Pointer ) و كما يقول (Joel) فإن بعض الناس يولدون بدون توفر الشريحة الذهنية المنطقية بعقلهم – بحسب وصفه - التي بإمكانها أن تعالج مفهوم (المؤشرات) و هذا سبب في كون (90%) ممن يتخصص في علوم الحاسب ينتقل منها في العام الأول, و من الأسئلة العامة التي يسألها مثلا كم عدد أزرار المفاتيح الموجودة في المدينة الفلانية و هنا يرى مدى قدرة المتقدم على الإبداع و الاستنتاج فمثلا ممكن أن يقول أن اللوحة الافتراضية تحوي (102) زر و من المفروض أننا في عصر يتواجد فيه في كل بيت جهاز كمبيوتر واحد على الأقل و عدد سكان مدينة الرياض تقريبا (6) ملايين و كل عائلة مكونة من (5) أي يتواجد (مليون و مائتا ألف) عائلة \ جهاز كمبيوتر و نضربها ب (102) فينتج عدد الأزرار الموجودة في الرياض!
من المهم أيضا أن تجعل من المتقدم للوظيفة أن يكتب بعض الكود فكما يقول (Joel) هل تقوم بتوظيف طباخ بدون أن تتذوق طعامه , و بهذا تتأكد من المعرفة التي يمتلكها و يشير (Joel) على التغاضي عن الأخطاء الإملائية و في حال استعاض عن الوظائف بصور أو غيرها المهم أن تعرف مدى جودته و منطقيته في كتابة الأكواد و الحلول المقترحة للمشاكل التي سألته عنها
أثناء العمل في الشركة دائما يتم التركيز على أن يكون الموظف (ذكي) و في نفس الوقت (منجز للعمل) فالأذكياء فقط متعبين فهم يقوموا بعمل كل شيء ليبدوا لامعا و يدخلوا في نقاشات و مقارنات عقيمة و عند وقت الانجاز لا تجد شيئا و المنجزين فقط بدون ذكاء قد يتسببوا في كارثة في عمل أشياء خاطئة و لذا لا بد من التركيز على العاملين المهمين (ذكي و منجز) و هو عنوان الكتاب
ينصح (Joel) بأن يكون لكل مبرمج مكتب خاص و له باب لكي يبتعد عن الضوضاء التي تسبب الإزعاج و التشتيت و كذلك الحال ينصح بتوفير كرسي مريح فالهدف هو أن يبقى المبرمج جالسا لأكبر مدة ممكنة في عمله و لو قمت بتقسيم سعر فرق سعر الكرسي الغالي عن الرخيص فانه لن يساوي حتى تكاليف القهوة التي يحتسيها أُثناء عمله معك كما يركز (Joel) على تدليع المبرمجين و ذلك عبر توفير (ألعاب) المبرمجين و التي هي عبارة عن أحدث الشاشات و التقنيات و الأجهزة و لا يمانع من وضع شاشتين بمقاس (28) أنش من نوع (LCD) لكل مبرمج مما يحسسه بأنه مميز و لا مانع من توفير تسهيلات و اشتراكات في موقع مثل أمازون للكتب التقنية التي قد يحتاجها الموظف للتطوير من نفسه
من السياسات الرائعة التي ينتهجها (Joel) في شركته و التي قام بتقليدها من شركة مثل أوراكل حيث تتيح لموظفيها في بداية العمل أن يتنقلوا بين كافة المشاريع بحيث يختار المبرمج أفضل مشروع للعمل ضمنه أما شركة جوجل فأنها تسمح لموظفيها بتخصيص (20%) من وقت الموظف للعمل في أي مشروع أخر قد يعجبه و ذلك لان المبرمجين يحبون تجربة كل جديد و التعلم على المشاريع الأخرى و أيضا ينصح في أن يتم التنوع بين منصات العمل و التنقل بينها لان المبرمجين يحبون استخدام و تجربة أخر التقنيات و لغات البرمجة و منصات العمل مثلا الانتقال من (Java) إلى (C#) ثم الانتقال للغة الأشهر حاليا و هي (Ruby)
من المفيد معرفة أن المبرمجين المحترفين لا يهمهم المال في المرتبة الأولى فما دام الراتب يكفي احتياجاتهم اليومية فإنهم سيبحثون دائما عن ما يثير اهتمامهم و ما يشعرون بشغف حوله وليس المال و من المهم أن يكون الراتب مساوي للسوق و لا يقل عن أكثر من (20%) عن منافسيه فلو علم المبرمج بأن صديقا له في شركة أخرى مساوي له بالقدرات و يحصل على دخل أكبر فإن مسألة المال ستكون مهمة جدا لأنه سيشعر بالظلم و عدم التقدير له في مكانه الحالي
إدارة المبرمجين
كل الناس تحتاج إلى قيادة للتأكد من سيرها نحو هدف موحد والاهم هو أن يكون هناك أهداف يعرفها الجميع للوصول لها و يقول (Joel) أن هناك كثير من الطرق لإدارة المبرمجين و لكن أكثرها شهرة
الإدارة بالتحكم و السيطرة
و هذه الطريقة هي طريقة القيادة العسكرية و أكثرها شهرة إلا أنها لا تناسب قيادة المبرمجين لأنهم يعملوا بطريق السبب و النتيجة و هي عكس القيادة العسكرية و هي التنفيذ بدون اعتراض أو نقاش
الإدارة بالمكافئات المالية
و هي عن طريق تخصيص مكافئات مالية بناء على مقياس معين مثلا من يقوم بعمل كود بدون أخطاء أو اقل عدد ممكن من الأخطاء أو من ينجز العمل الفلاني في الوقت الفلاني و هذه الطريقة أيضا لا تنفع لان فقدان الدافع يفقد الناس حماستهم و لا يمكنك أن تبني فريق ذو ولاء كبير بل سيكون همه الوصول لأكبر قدر ممكن من المال و قد يتلاعب في القياسات لحل هذه المشكلة
الإدارة بالولاء
و هذه الطريقة الأفضل لإدارة المبرمجين حيث أن كل مبرمج يعمل على شيء منفصل ويحتاج إلى إدارة مصغرة لكل حالة على حدا و بهذه الحالة أنت بحاجة لكسب ولائهم و تنويرهم لمعرفة أولويات الشركة و أين تود أن تصل و كيف نعمل بشكل جماعي و بالنهاية سيؤدي هذا إلى إنتاجية أكبر