هناك تساؤلات كثيرة حول مفهوم التسويق الإلكتروني وكذلك الحال التسويق باستخدام الإعلام الجديد أو الاجتماعي، على كلّ حال لكي لا نضيع في التعريفات والتصنيفات فالهدف هو (التسويق) والطريقة أو القناة المستخدمة هي (إلكترونية)، فأيّ طريقة كانت تستخدم القناة الرقميّة الإلكترونيّة للتسويق فهي تقع ضمن مجال التسويق الإلكترونيّ.
على سبيل المثال قديما كان التسويق الإلكترونيّ يعبّر عنه (بحملات الإعلانات عبر البريد الإلكترونيّ) أو عبر (البانرات الإعلانيّة في صفحات الويب) ولكن حاليا الطرق زادت وأصبح هناك عالم أشمل يقع تحت التسويق الإلكتروني وحتّى يمكن تصنيف ما يسمى (SEO) أو (تحسين مراتب الموقع في محرّكات البحث)، والتي من شأنها تصنيف الموقع في الأدلّة وجعله صديقا لمحرّكات البحث مع التركيز على أن يتوفّر عند البحث عن معلومة موجودة بالموقع.
حاليا البريد الإلكترونيّ أصبح أقلّ فعاليّة بسبب قوانين وتقنيات مكافحة الرسائل الاقتحامية/السبام (SPAM)، وكذلك الحال ستصبح منصّات الشبكات الاجتماعيّة الحاليّة أقل فعاليّة في المستقبل مثل (فيسبوك) و(تويتر) وغيرها فلكلّ موقع فترة حياة ومجد وهذا العالم سريع ومتغيّر وقد تختفي أو يقلّ وهج أيّ منصّة اجتماعيّة في أيّ وقت، ما أقصده أنّ مفهوم التسويق الإلكترونيّ سيبقى وستختلف أدواته ومواقعه مع الوقت.
ماذا أحتاج لكي أقوم بالتسويق الإلكترونيّ؟
كأيّ عمليّة تسويق فأنت تحتاج أوّلا لتحديد الفئة/الشريحة المستهدفة التي تُعرَف بأنّها قد تهتمّ بمنتجك أو تودّ أن تخبرهم بها عن منتجك، فمثلا لو كان منتجي عبارة عن (لعبة أطفال) فإنّ إعلاني يجب أن يكون موجّها للأطفال وأفضل طريقة هي بالإعلان في قنوات (الرسوم المتحرّكة) المتخصّصة أو في قناة عامّة في فترة عرض الرسوم المتحرّكة أو البرامج التلفزيونيّة العائليّة التي يشاهدها الطفل مع عائلته.
هل يكفي تحديد الشريحة بالعمر؟
بالطبع لا؛ فهناك معايير كثيرة لتحديد الشريحة وكلّما كانت محدّدة أكثر كلّما قلّت تكاليف التسويق وكان إعلانك وتسويقك موجّها ومركّزا بشكل أكبر، ومن هذه المعايير العمر، الجنس، البلد، اللغة، المدينة، القدرة الشرائيّة، الوظيفة أو الاهتمامات وغيرها من الأمور.
ميزة الإعلام الجديد/الاجتماعيّ هو إمكانيّة تحديد ذلك بدقّة عاليّة ومعرفة الرقم الموجود والذي يمثّل هذه الشريحة وبالتأكيد هناك ميزة مهمّة إضافيّة هي معرفة مدى تفاعل تلك الشريحة معي عبر الزيارات أو النقرات وكم الفترة التي قضوها معي وغيرها وهذا ما لا يمكن عمله في الإعلام السائد حاليا فقد يذهب المشاهد لدورة المياه وقت الإعلان أو ربّما ينتقل لقناة أخرى وبالتأكيد لا يستطيع تحديد العدد بدقّة من الشريحة المستهدفة حاليا وقت عرض الإعلان.
هل هناك فرق بين التسويق والإعلان؟
نعم هناك فرق كبير؛ فالإعلان يعدّ جزءًا من مراحل التسويق وفترة حياة التسويق كبيرة ومنها مثلا تثقيف الجمهور وإعداد الأبحاث ومتابعة العمليّة التسويقيّة والإعلانيّة لمعرفة تأثير الإعلان ودراسة رضا الزبائن وغيرها من الأمور ولكنني سأختصرها في الإعلام الجديد تحت مسمّى التفاعل مع الجمهور (Engagement)، فعند وضعك للإعلان فأنت تخبر المستهلك بأن يقوم بأخذ إجراء (call to action) إمّا اتصل بنا أو اضغط هنا لمعرفة المزيد من المعلومات أو لا تفوّت الفرصة واشترِ الآن، وهذا الأمر يسهل قياسه ومتابعته بل والتفاعل معه عبر الإعلام الجديد.
فيمكنك الآن تحديد أبحاث السوق من مواقع التحليل التي تقوم بدراسة سلوك المستخدمين وتحديد الشريحة المستهدفة بسهولة وهناك أدوات تساعدك في الإعلان ومتابعة المستخدمين ومدى تفاعلهم مع إعلانك وحتّى يمكنك تسجيلهم والتواصل معهم لاحقا وكلّ هذا بشكل آلي، ولكن الموضوع أكبر من ذلك حيث إنّ هناك طرقًا أخرى لجلب الزوّار وإقناعهم بما تقدّم ومن ثمّ تحويلهم إلى عملاء.
لا أودّ أن يتحوّل الموضوع لدرس عن التسويق بل أودّ أن أؤكد بأنّ كلّ حملة إعلانية أو تسويقيّة عبر الإعلام الجديد أو إذا استخدمنا التسويق الإلكترونيّ يمكن تخصيصها ووضعها بشكل يتناسب مع توجّهات الحملة والتي تساعد في الوصول لأهداف الحملة والتي تقلّل التكاليف مقارنة بزيادة الإقبال.