تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
444 كلمة 3 دقيقة

أودّ في البداية تعريف من هم (المستقلون) أو مَن يسمّيهم البعض بأصحاب (الأعمال الحرّة  أو المستقلة)، والذين يتشابهون كثيرا بـ (روّاد الأعمال) مع فرق في شيء واحد فقط ولكنه جوهري، (فالمستقل) يعمل من تعب يده بشكل دائم وعمله دائما مؤقت، أمّا (رائد الأعمال) فهو يسعى لبناء كيان وعمل مؤسسي قائم بحدّ ذاته عبر سلسلة أعمال صغيرة.


ولنضرب مثالا جيّدا، فلنقل أنّ هناك (الدكتور عمر) والذي تخرّج من كلية الطب، ومن ثمّ تخصّص في جراحة المخ، وتوظّف لدى أكبر مستشفى، وبعد عشر سنوات من الخبرة أحسّ بوجوب تركه العمل وحياة الوظيفة وبناءِ أحلامه عن طريق العمل الحر.


الفكرة الأولى للدكتور عمر:
أن يقوم بفتح عيادة خاصّة بالمخ والأعصاب ويكون هو الطبيب الاستشاري وربّما يقوم بتوظيف شخص أو اثنين لمساعدته في الإدارة، وربّما ممرّض أو طبيب مساعد، في هذه الحالة يكون الدكتور عمر (Freelance) لأنّ عمله معتمد على مهارته هو، ولو حصل أيّ شيء للدكتور وهو الأصل في هذا العمل ولنفترض مثلا بأنّه وعن طريق الخطأ اصطدم رأسه بشيء صلب وفقد الذاكرة ولم يستطع تذكّر ما تعلّمه، فإنّ عيادته ستغلق أبوابها ولسوء الحظ أنّه لن يستطيع تقديم المساعدة حتى لنفسه : )

الفكرة الثانية للدكتور عمر:
أن يقوم بفتح عيادة متخصّصة بالمخ والأعصاب –الفرق هنا بين خاصّة ومتخصّصة– وقام بضمّ بعض الأطباء المتخصّصين في المجال نفسه أو بالمجالات المكمّلة لهذا الطبّ بشكل دوام كامل أو دوام جزئيّ، ومع الوقت كبرت العيادة لتصبح مشفى، وربّما لها الكثير من الفروع حول العالم.
في هذه الحالة يكون الدكتور عمر (Entrepreneur ) أيّ (رائد أعمال) ولو حدث وفَقَدَ الذاكرة فإنّ عمله سيستمر لأنّ هناك غيره من يعمل ويغطّي محلّه، ولأنّها أصبحت عملا مؤسسيا حتّى لو ارتبط الاسم أو الشهرة باسم الدكتور الذي لن يستطيع معالجة نفسه!


بعد التعريف البسيط دعني أخبرك سبب كتابتي لهذه المقالة؛ منذ بضع سنوات وأنا أعمل مع (المستقلين) وخلال فترة الثلاثة أعوام الماضية قمت بتكثيف العمل معهم أكثر مع عشرات (المستقلين) والذين غالبا قد تعرّفت عليهم عن طريق الإنترنت. وبصراحة كنت دائما أبحث عن المبدعين والمميّزين منهم، وكنت أبحث عن صفتين أساسيتين (عربيّ وذكيّ أو مميّز بعمله).

بعد عملي خلال هذه السنوات الثلاث خرجت بنتائج وتجربة وخبرة كثيرة وما زالت بسيطة برأيي، ولكنّي أحببت أن أشارككم بها مع أنّ هدفي الأساسي هو (المستقلون) أنفسهم وليس من يودّ أن يتعامل معهم فلعلّهم يجدون بين  هذه السطور  ما يفيد وربّما لا، من يدري!


سأحاول أن أقدّم هذه المقالة على شكل سلسلة كي لا أطيل عليكم وستكون بالشكل التالي: