إن لم تسمع سابقا عن مصطلح (حديث المصعد Elevator Pitch) فهو يعني أنّه لو تصادف ووجدت الشخص المناسب وتسنّت لك الفرصة للتعريف بنفسك أو لعرض شيء ما فإنّ ما لديك من وقت هو ما بين (30 إلى 60) ثانية فقط لعرض ما لديك لتجذب انتباه ذلك الشخص.
سُمّي بحديث المصعد لأنّه لو صادف وأن قابلت شخصا مهمّا مثلا في المصعد وكان لك الوقت للانتقال إلى الدور التالي معا فإنّ ما لديك هو (30 إلى 60) ثانية تستطيع فيها استغلال هذا الوقت لعرض ما لديك أو التعريف بنفسك ومهاراتك وعرض خدماتك.
حديث المصعد يسمى أيضا برسالتك التسويقية سواء لنفسك أو لمنتج تقوم بتسويقه، ومن الممكن اعتبار خدماتك ومهاراتك أيضا كمنتج لتقوم بتسويقها.
عن نفسي أقوم باستخدام حديث المصعد بشكل كبير وخصوصا عندما أقابل المشهورين أو أصحاب النفوذ وذلك لشدّ انتباههم لما أقدّمه وهذا وفّر لي الكثير من فرص العمل والعلاقات.
كيف تجهّز (خطابك) الخاص بحديث المصعد؟
أولا) حدّد ما هي المنتجات أو الخدمات أو المهارات التي سوف تقدّمها أو تسوّقها، وقد تقوم ببناء أكثر من جملة بناءً على الخدمات المتنوعة.
ثانيا) اتّبع الخطوات التالية لتكوين خطابك:
- التحية وحاول البحث عن أقلّها كلاما مثلا (مرحبا).
- من أنت؟ ابدأ دائما بالتعريف بنفسك ويكفي اسمك الأول فعلى الغالب لا يهمّ الناس معرفة اسمك الكامل ولن يتذكروه ولكن إن نفع خطاب المصعد بشدّ انتباههم فسوف تستطيع لاحقا أن تحصل على المزيد من الوقت للتفصيل في اسمك وتعريفهم أكثر بنفسك وإن لم تستطع فلا تضيع الوقت بزيادة كلمات لن تفيدك.
- قد يكون اسمك مشهورا أو علامة تجارية وهنا يمكنك ذكر الاسم فقد يكون عامل جذب، مثلا أنا استخدم اسمي (محمد بدوي) عندما يغلب على ظنّي أنّ هذا الشخص قد سمع عني؛ وفي حال كنت أعلم بأنّ هذا الشخص لم يسمع عني فأكتفي باسمي الأول (محمد).
- في حال أردت أن يتذكر الشخص اسمك فيمكنك ربطه بشيء ما مباشرة مثلا في حال كون الاسم غريبا أو هناك اسم مشابه أو غيره، وربما هذا التكنيك يساعد في جذب اهتمام المتلقّي بعض الشيء.
- لا تحتاج لذكر منصبك (مهندس / طيار / دكتور .. الخ) في البداية غالبا لأنّها ستكون الجملة التالية بطريقة أفضل.
- بعد الاسم اذكر ماذا تقدّم أو ما هي خدمتك أو مهارتك التي تهمّ ذلك الشخص، فمثلا أنا (مبرمج ومدوّن ومدرّب ورائد أعمال وكاتب) فماذا أختار لأخبر الشخص هذا بالذات عني؟ بالتأكيد ليس هدفي التباهي بما لديّ بل هدفي أن أشدّ انتباهه، لذا أختار الأفضل لهذه الحالة. بتوضيح أفضل في حال أردتُ أن أقدّم نفسي الآن لهذا الشخص فما هي مواضيع اهتماماته أو ماذا سيستفيد مني مثلا (مرحبا أنا محمد بدوي مطوّر تطبيقات أيفون).
- وكما شاهدت في المثال السابق لم أذكر بأني (مبرمج أو مهندس كمبيوتر) بل ركزت أكثر على القيمة التي سوف أقدمها لهذا الشخص وتهمّه.
- قد تضيف بعد ذلك مجال خبرتك التخصصي أو ماذا قدمت، فمثلا لو ذكرت (مرحبا أنا محمد بدوي مدوّن) فأضيف عليها (أكتب في مجال ريادة الأعمال والعمل الحر) مع أني أكتب في مجالات أخرى ولكني ركزت على هذا التخصص لأني أعتقد أنّ هذا الشخص منجذب لهذا الموضوع أو هذا ما أودّ أن أوصله في رسالتي التسويقية أو مثلا (مرحبا أنا محمد بدوي مبرمج أيفون وأقدّم دورات تدريبية في برمجة الأيفون) أو (مرحبا أنا محمد بدوي خبير في الشبكات الاجتماعية ولي كتب وأبحاث وأقدم استشارات ودورات فيها).
- بعد ذلك وضّح ماذا تريد من ذلك الشخص، مثلا في الغالب قد لا ينجذب الشخص لما أنت عليه إلا في حال قدّمتَ له طريقة أو عرضا معينا ليستفيد مما تقدّم؛ مثلا ( أستطيع بناء تطبيق أيفون لشركتكم) أو (في حال احتجتم إلى توظيف الشبكات الاجتماعية في شركتكم فأستطيع مساعدتكم في ذلك كخبير).
- بعد ذلك وضّح لماذا أنت أو لماذا يختار خدماتك أنت دون غيرك، وهنا يمكن أن تستعرض نقاط القوة مثلا (نحن أول جهة في الشرق الأوسط قدّمت منهجا متكاملا في التدريب مع ضمان أن يتخرج الطالب جاهزا للعمل وبناءِ تطبيق لنفسه، وقد درّبنا حوالي 100 شخص حتى الآن) أو مثلا (قمنا ببناء أول لعبة عربية بطابع خليجي باسم "قرقيعان" والتي تخطى عدد تحميلاتها 80 ألفا في أول أيام نشرها) وقِس على ذلك قيمتك المضافة.
- أحيانا تحتاج لربط ما تقدّمه بشخص أو شركة ذات معرفة مشتركة لكي تزيد من مصداقية ما تقول، مثلا (قمنا ببناء تطبيق المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني) أو (لقد قمت بتدريب 20 شخص مرشح من حاضنة بادر) أو (قمت بإلقاء محاضرة في الموضوع المحدد لكلية الاتصالات).
- الآن تحتاج لختم الجملة بفتح مجال في المستقبل للتواصل أو لزيادة التعريف ولا تنسَ أن تقدّم مباشرة طرق الاتصال بك، مثلا (قدّم كرتك الخاص التعريفي) وكذلك الحال اطلب طريقة للتواصل مع هذا الشخص (مثلا اطلب كرته الخاص) أو أيّ وسيلة تواصل.
- في النهاية حاول أن تحصل على فرصة للتواصل أو موعد في أقرب وقت، مثلا (هل يمكنني أن أرسل لك معلومات أكثر على بريدك) أو (هل تودّ أن أتصل بك أو أزورك في الوقت والمكان الفلاني) وكن أنت المبادر.
ثالثا) اكتب جملتك التسويقية لكي تستطيع صياغتها بأفضل وأقصر جملة لتكون مفهومة.
رابعا) تدرّب على خطابك أو خطاباتك لكي تصبح جزءاً منك وتستطيع إلقاءها بعفوية واختيار الفرصة المناسبة لذلك.
تذكر دائما
- بأنّ هذه الجملة من سبيلها فتح آفاق مستقبلية وقنوات للكثير من الأعمال في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب.
- بأنّه إذا خطرت ببالك فكرة وعجزت عن شرحها ببساطة فهذا دليل على استحالة تنفيذها على الأقل من قبلك، لذا عليك أن توفّر جملة تشرح فكرتك ببساطة.
- قيل إن لم يستطع طفل ذو (6) سنوات أو يزيد من فهم فكرتك فاعلم أنّها أقرب إلى عدم الفهم لباقي الناس.
ملاحظة مهمة:
أحيانا قد يكون الشخص مستعجلا جدا ولا يستطيع توفير خمس ثوانٍ فلا تصرّ أو تفرض نفسك، فقد يكون الشخص في الوقت الحالي غير مستعدّ لسماع أيّ شيء؛ فحاول أن يكون لك خطاب آخر يكتفي بما تقدّم وطريقة التواصل مباشرة دون التقيّد بكامل الجملة إن استطعت أو ابحث عن شخص معه في ذلك الوقت ليكون هو الوسيط أو الوسيلة في المستقبل.
بالتوفيق للجميع