تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
1150 كلمة 8 دقيقة
قد جبلنا نحن البشر على الاستئناس ببعضنا البعض و من طباعنا حب المشاركة و بناء الشركات في كل شيء في حياتنا بناء من شركة الزواج إلى حتى شركة الأصدقاء و السفر و الدراسة مع بعضنا البعض و هذا يعني الاعتمادية على بعضنا البعض و التكافل و التعاضد فيما بيننا لإتمام مهامنا في حياتنا اليومية .
و في نفس الوضع عندما نرغب ببناء عمل جديد فأننا قد نبحث عن شريك إما بسبب إعجابنا بشخص ما و بمهارات محددة لديه أجدها ناقصة لدي أو لربما أنت بحاجة إلى رأس مال أكبر فتحتاج إلى شريك أو على الأقل قد لا تود أن تخسر لوحدك أو لعلها قلة الثقة في النفس في إمكانية إتمام العمل لوحدك , فمهما كان السبب فأن فكرة البحث عن شريك في العمل هي أول ما يتبادر لأي شخص يود الاستقلال بالعمل الحر , و لكن الشراكة إن لم تبنى على أسس صلبة وسياسة واضحة فأنها غالبا ما تؤدي إلى مشاكل و انهيار الشركات و لذا لدى أهل الخليج مثل يقول (قدر الشراكة لا يفوح) أي أن وعاء الطبخ الخاص بمجموعة من المشتركين فيه لا يغلي و لا يصل لدرجة الحرارة الأزمة و ذلك بسبب أن كل من هؤلاء الشركاء يقوم بالنظر عليه وإخراجه عن الحرارة , و المقصود بشكل عام أن تداخل السماحيات و عدم وضوح المهام لدى كل شريك قد يؤدي إلى تطبيق المثل القائل السفينة تغرق في حال كان لها أكثر من ربان (قائد) , و من أهم الأمور التي يجب على من يريد أن يتخذ شريكا معه معفرتها ألا وهي أن إدخال شريك يعني مشاركة هذا الشخص في التحكم و السيطرة في عملك و كما الحال مشاركتك في الأرباح و لذا لا بد من معرفة الهدف الحقيقي لك من بناء العمل ,فإن كان هدفك الرئيسي هو السيطرة و التحكم في عملك فأن إدخال شريك معك لن يحقق لك هذا الهدف
لا أقصد أن الشراكة سيئة و لكن أقصد أن الشراكة الناجحة تحتاج إلى مقومات و هذه المقومات هي موضوع مقالي هذا اليوم
كما أود أن أوضح بأن هناك فرق ما بين المستثمر و الشريك فالمستثمر يكتفي بدفع المال مقابل أسهم و حصة محددة في العمل و ليس عليه أي التزامات أو مهام و قد لا تقع عليه أي مسؤوليات أيضا أما أي جهة إلا في حالة الخسارة لا سمح الله فأنه يتحملها , هذا بالإضافة إلا أن له الحق في التدخل بقراراتك و له بعض السماحيات بناء على الحصة التي يمتلكها هذا المستثمر و لعل تدخله سوف يكون مؤرقا أكثر من الشريك بسبب بعده عن العمل اليومي و عدم رؤيته الأمور من الداخل و لذا تجده كثير القلق , أما الشريك فهو كالمستثمر ما عدا أن عليه أيضا مسؤولية و عليه مهام في العمل
كيف أختار الشريك المناسب
قبل البدء في اختيار الشريك عليك أن تقوم بتحديد أهدافك ورسالتك الخاصة من هذا العمل أو المشروع و يفضل دائما كتابة أهدافك بوضوح و بعدها و عند اختيار الشريك المتوقع اجعله يقوم بالمثل بكتابة أهدافه و قم بمقارنة أهدافك مع أهدافه فلعل هناك تضارب أو تعارض في هذه الأهداف ومن الطرق الأخرى هي بسؤال الشريك المتوقع الأسئلة التي تتوقع أنها قد تبين أهدافه و فكرته عن الشراكة و على سبيل المثال لا الحصر:

  • لماذا تود أن تصبح شريكي / أن تشاركني أنا بالذات؟

  • لماذا تود العمل في هذا المجال ؟ و ما هي أهدافك و رؤيتك نحوه؟

  • ما هي توقعاتك للدخل الذي سوف تجنيه من هذا العمل على المدى القصير و البعيد؟ و متى تتوقع أن تجني أول الأرباح؟

  • ما هي المسؤوليات التي تتوقع أنك مؤهلا لتحملها في المستقبل و ما هي المسؤوليات التي تود أن تتولها حاليا؟ و هل لديك خبرات سابقة تساعدك في ذلك؟

  • كم هو المبلغ الذي سوف تستثمره في هذا العمل ؟ و كم هو الوقت الذي سوف تخصصه لهذا العمل؟

  • ما الحجم الذي تتوقع أن يصل له هذا العمل على المدى القصير و الطويل؟

  • ما هي السلبيات التي تراها في هذا العمل أو ما هي الظروف التي قد تمنعك عن الالتزام أو إتمام الشراكة؟ و هل العائلة و الأصدقاء راضين عن هذه الشراكة؟

  • ما هي توقعاتك عن طريقة اتخاذ القرارات في هذا العمل و بواسطة من فينا ؟

  • ما هي الخطوط الحمراء التي لديك و التي لا يمكن التغاضي عنها؟ و ما هي مخاوفك من هذا العمل؟

كلما كانت الأسئلة أكثر و محددة بشكل أكبر كلما اتضحت الرؤيا لكما حول المستقبل و لربما توقفت هذه الشراكة قبل أن تبدأ و ذلك أفضل من تبدأ و تضيعا وقتكما و جهدكما معا , كما أن هناك وثيقة بسيطة تعتبر كاتفاق مبدئي فيما بينكما على بعض الأمور الجوهرية و التي يفضل أن يتم كتابته و التوقيع عليه من قبل الطرفين و لا تنسى أن ديننا يحثنا دائما على الاكتتاب فيما بيننا ففي الدنيا حياة و موت و قد تتغير النفوس في المستقبل أو على أقل تقدير قد يكون النسيان سببا في فشل عمل و جهد سنوات فلا تترك لهذا الأمر مجال
في نهاية المقال يوجد مسودة وثيقة للاتفاق المبدئي بين الشريكين , كما يفضل أن يتم التوقيع أيضا في البداية على وثيقة عدم الإفصاح قبل مناقشة أمور الشراكة و التي تضمن عند عدم الاتفاق على الشراكة على أن لا يقوم الشريك بالإفصاح عن أسرار هذا العمل لأي شخص و بالتأكيد تقليده أيضا و خصوصا إذ كان هناك أي أمور جديدة أو أسرار في المهنة
لعل بعضكم يقول أن شريكي هو صديقي منذ الصغر أو قد يكون زوجتي /زوجي أو شقيقي أو قريبي و أنا أثق به ثقة عمياء و أنا هذه الأمور قد تسبب الحرج بيننا أو بأننا لسنا بحاجة لها و لكني أقول لك على العكس تماما كلما كان الشخص قريبا منك و يهمك أمره و لا تود أن تفقده بسبب مشكلة عمل كلما كان من الضروري أكثر توثيق تعاملاتك معه فأنت لا تود أن تخسر شخصا عزيزا عليك بسبب النسيان أو غلطة و الحرج البسيط نفسه الذي قد يسببه لك ذلك الآن قد يكون سببا في بقاء شراكتكم و علاقتكما معا مدى الحياة بإذن الله

  • اسم الطرف الأول:

  • اسم الطرف الثاني:

  • اسم الطرف الثالث إن وجد:

  • مجموع ما دفعه الطرف الأول من أموال:

  • مجموع ما دفعه الطرف الثاني من أموال:

  • ما هي المنتجات / الأثاث / المواد الخام التي أتى بها الطرف الأول و كيف يتم تعويضه عليها

  • ما هي المنتجات / الأثاث / المواد الخام التي أتى بها الطرف الثاني و كيف يتم تعويضه عليها

  • نسبة التملك / الشراكة للطرف الأول:

  • نسبة التملك / الشراكة للطرف الثاني:

  • المهام و المسؤوليات و السماحيات للطرف الأول:

  • المهام و المسؤوليات و السماحيات للطرف الثاني:

  • (من صاحب القرار النهائي/ الأخير) (الطرف الأول أو الثاني)

  • ما هي طرق التواصل و المكاتبات و المراسلات الرسمية و المعتمدة بين الطرفين؟

  • ما هي الطرق و الوسائل المستخدمة في فض النزاعات؟ قانون أي بلد / لدى المحامي / لدى كبير العائلة / لشريك ثالث

  • ما هي الطرق و الوسائل المستخدمة في فض الشراكة و التصفية النهائية ؟ و من يملك حق شراء حصة الطرف الأخر؟ و ماذا عن حالة وفاة أحد الشريكين أو في حالة العجز الكلي أو الجزئي عن إتمام العمل لمرض أو حبس أو أي أمور أخرى؟

  • أي أشياء أخرى تود ذكرها أو أسئلة إضافية قد تخطر في بالك و تود توضيحها و التي سوف تريح بالك و تجعلك عملكما معا واضح و على أساس صلب منذ البداية

توقيع الطرفين و يفضل وجود شاهدي عدل مع ذكر كامل التفاصيل مثلا رقم الهوية و الاسم الثلاثي و التاريخ