تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
570 كلمة 4 دقيقة

أكتب هذا الحل و الذي ارتأيت مشاركته مع أخواني معشر المبرمجين و كل من يعاني من مشكلة الملل من العمل الرتيب , قد يقول البعض أن البرمجة عمل إبداعي فما هو الرتيب فيه و الممل ؟ و أنا أجيب نعم البرمجة عمل إبداعي عندما يكون تحدي أو شيء جديد و لكن أغلب التطبيقات التي تعمل عليها في الشركات و للزبائن و لربما في مكان عملك موجهة لتطبيقات قواعد البيانات و التي غالبا ما تكون إدخال بيانات و معالجة و عرض و هي عمل رتيب يحتاج إلى وقت في تصميم النماذج و عمليات الربط و لكن في النهاية و عندما تصبح متشربا له تعمل عليه بشكل مكرر فكل ما يختلف في هذه التطبيقات لربما أسماء الحقول و الجداول في هذه البرامج.

بالتأكيد المبرمج بعد فترة يحتاج إلى الانتقال من مبرمج إلى محلل نظم و هي مرحلة مشوقة أكثر من البرمجة الرتيبة حيث أنت من يضع خطة عمل هذا التطبيق و ينتقل عملك إلى التنظيم و لربما في المستقبل إلى قيادة فريق و تتحول إلى العمل الإداري و لا تتدخل إلا في الحالات المستعصية و التي تحتاج إلى خبرتك الطويلة و لكن في النهاية من المفروض أنك لن تدخل في دوامة العمل الرتيب , و لكن السؤال ماذا لو اضطررت للعودة إلى العمل الرتيب فماذا تفعل؟

لربما بسبب الملل لا تستطيع أن تكتب أي كود برمجي فأنت تعلم في قرارة نفسك أنك تستطيع أن تنهي البرنامج في جلسة واحدة و لربما في وقت قصير هذا إن كنت فعلا ممن يعرف تقدير الوقت اللازم للتطبيقات و خصوصا أن غالبية العمل هو عمل رتيب متكرر و قد لا تواجه به أي مشاكل أو تحديات و لذا فأن البرنامج يبقى في مكانك سر حتى تأتيك بعض الضغوطات لإنهائه في حال كنت مضطرا أو إلى تركه في قائمة المشاريع الغير منتهية إلى الأبد و تنتقل بدلا من ذلك إلى كتابة تدوينه جديدة في موضوع لربما هو مشوق أكثر من التطبيق :) أو حتى لتدخل دوامة مطالعة بريدك و الدخول في الشبكات الاجتماعية و التي بالغالب تأخذ جل وقتك لأنك من موقع إلى وصلة إلى مقالة إلى خبر.

الحل بسيط جدا و لعلي و بسبب بساطته لم أنتبه له قديما , ففي السابق و في أيام المراهقة كنت أقوم أثناء البرمجة بوضع سماعة الرأس و أقوم بتشغيل الموسيقى و التي غالبا ما تكون موسيقى غريبة مثل (تكنو) لا تمل من سماعها مرارا و تكرارا و لكني و منذ مدة طويلة لم أعد أستمع للاغاني لأنها ضياع للوقت و في نفس الوقت لم استطع إبدال هذه العادة فإن قمت بوضع القرآن الكريم فأشعر بالذنب لأنه من الواجب علي أن أسمع و أنصت و أتفكر و أن قمت بوضع كتاب صوتي أو محاضرة فأنها تشتت انتباهي لان الكثير من الأمور تحتاج إلى تركيز و لذا لم أعد أقم بسماع أي شيء أثناء البرمجة .
منذ فترة قمت بتجربة شيء بسيط ألا و هو تشغيل المسرحيات القديمة في الخلفية و الاستماع للصوت فقط مثل مسرحيات (الزعيم - الواد السيد الشغال- العيال كبرت - المتزوجون - مدرسة المشاغبين – شاهد ما شفش حاجة) و بما أني أحفظ هذه المسرحيات عن ظهر قلب فلا أحتاج لمشاهدة الأحداث و أكتفي بسماع النكات و الضحك عليها و بهذا لا أشعر بالملل و مؤخرا قمت بإضافة شيء ألا و هو الاستماع إلى برنامج قصص القرآن للدكتور عمرو خالد و محاضرات أخرى و التي تعتمد على السرد بطريقة بسيطة و غير مفصلة و في نفس الوقت لا تحتاج إلى تركيز أو الاستعانة بالبصر لتفهمها و بهذا قمت بالتغلب على هذه الآفة .

هل تشعر أنت بالملل كذلك , و هل وجدت حلولا أخرى ؟ فضلا شاركنا فيها