تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
451 كلمة 3 دقيقة

سنعرض العادات السبع من كتاب (The 7 Habits of Highly Effective People) على شكل قصّة قصيرة، فمن ناحية سنتذكّرها بشكل أكبر ومن ناحية أخرى سنتعرّف على مثال حقيقي عن كيفية استخدامها والاستمرار عليها.

ذات صباح قرّر محمّد بعد قراءة كتاب (العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية) للكاتب (ستيفن كوفي) أن يقوم بتجربة هذه العادات خلال يومه في العمل، خصوصا أنّ هناك مشكلة بينه وبين مديره في العمل والتي بدورها تؤثّر سلبًا على إنتاجيّة محمّد، وفي الوقت نفسه فإنّها تؤرّق يومه، وعليه فقد قرّر المبادرة في حلّ المشكلة وأن لا يتركها تزيد وتكبر. وبما أنّ أولى العادات المذكورة في الكتاب هي (المبادرة) فقد قال في نفسه لِمَ لا أقوم باستغلال العادات السبع بالترتيب لكي أحلّ مشكلتي هذه وخصوصا بأنّ المبادرة أوّلها.

ذهب محمّد إلى مديره وقد وضع نصب عينيه أن لا ينقضي هذا الاجتماع بينهما دون أن يكون هناك حلّ لهذه المشكلة وللأبد، وبهذا يكون قد استخدم العادة الثانية وهي (ابدأ والنهاية في رأسك). وبما أنّ محمّدا سيتناقش مع مديره مبادرا فلا بدّ أن لا ينقضي هذا الاجتماع دون حلّ، كما أنّ هناك الكثير من الأمور التي لا بدّ أن يُحدّث محمّدٌ مديره عنها، مثل زيادة الراتب والإجازة القادمة والحاجة إلى المزيد من الطاقة البشرية وبعض المشاكل مع العملاء. ولكن بما أنّ العادة الثالثة تُعنَى بترتيب الأولويّات ووضع أهمّ الأشياء أوّلا، فإنّ في حالتنا هذه الأَوْلَى أن نحلّ الخلاف، فلا مجال للدخول في نقاشات ومواضيع أخرى قد تضيّع مسار النقاش. ومرورا بالعادة الرابعة فلا بدّ أن ينتهيَ هذا الاجتماع بربح الطرفين (Win Win) ولكن محمّدا لا يعرف فعلا ما هو أساس المشكلة أو لماذا تأزّم الوضع، فمن وجهة نظره أنّه على حقّ وفي الوقت نفسه لا يعلم لماذا مديره يعتقد بأنّه على حقّ. لهذا وبما أنّ محمّدا يعلم ويدرك وجهة نظره فلا بدّ أن يعرف وجهة نظر مديره أوّلا وذلك بترك المجال له ليبدأ الكلام حتّى يفهم منه وجهة نظره، وبناءً على ذلك يقوم محمّد بشرح وجهة نظره فربّما هناك بعض الأمور المخفيّة عنه أو لعلّه أهمل أحد الجوانب والتي يبيّنها مديره.

خلال حديث محمّد مع مديره الذي قرّر فيه أن لا يخرج منه إلا والجميع رابح، وبما أنّه ترك لمديره حريّة التعبير عن رأيه وشرح وجهة نظره فلقد أصبح النقاش بين محمّد ومديره متناغما وتحوّل من أسلوب الدفاع والهجوم إلى نقاش بنّاء ومثمر؛ حيث إنّ الهدف الأساسي ليس انتصار محمّد على مديره وإثبات بأنّه على حقّ. وبالتالي كلّما توجّه مسار النقاش وحادَ عن هدفه الأساسي في حلّ المشكلة كان محمّد يعيده إلى مساره الصحيح، بل إنّ محمّدا ترك لمديره حرّية النقاش والتعبير عن كلّ مكنوناته فالطبيعة البشريّة تحبّ أن تعبّر عمّا بداخلها.

وبما أنّ النقاش بين محمّد ومديره قد انتهى بشكل طيّب وحُلّت المشكلة، قرّر محمّد أن يمارس المهارات نفسها مع الغير ليستمرّ بشحذ نفسه ومهارته الجديدة وتكرار التجربة حتّى يتقنها وتصبح عادة متأصّلة في داخله.

العادات السبع هي للتذكير:


  • المبادرة.

  • ابدأ والنهاية في رأسك.

  • رتّب أولويّاتك.

  • الكلّ رابح.

  • اسمع حتّى تفهم.

  • التناغم.

  • شحذ النفس.