تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
509 كلمة 4 دقيقة

الكثير من الشركات التي بدأت بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية في التسويق لديها فَهْمٌ مغلوط في التفريق بين الجمهور (Audience) والمجتمع (Community) حيث إنهم يصبّون تركيزهم نحو الجمهور  أي يبدأون بالبحث عن أرقام متابعين والتي تختلف مسمّياتها من شبكة اجتماعية إلى أخرى، مثلا ( Followers / متابعون) في تويتر و(Fans / معجبون) في صفحات إعجاب الفيس بوك أو (likes / معجبون) في إنستقرام وغيرها و(Subscriber / مشتركون) في اليوتيوب أو (views / مشاهدات) و(Connections / مرتبطون) في لينكد إن  وغيرها بشكل عام مثل (Registered / مسجلون).

عموما، هذا الرقم (عدد الجمهور) يعدّ معيارا أوليا على مدى قوة الحساب وتأثيره نوعا ما  إلا أنّه وبكل الشبكات الاجتماعية أصبح قابلا للتزوير أو بشكل أدقّ عبر ما يسمى بشراء المتابعين الوهميين وهذه الطريقة تتمّ عبر خدمات توفر شراء المتابعات والتي تكون لحسابات وهمية غير حقيقة وأصبحت الآن مكشوفة للجميع تقريبا والأهم أنّها ليست ذات فائدة في الهدف النهائي ألا وهو الوصول للجمهور المناسب من أجل إيصال الرسالة التسويقية مثلا.

من ناحية أخرى، حتى لو كان الجمهور كبيرا وحقيقيا فإن هذا لا ينعكس بشكل كبير أو لنقول بشكل نسبي مع زيادة العدد فهناك عدّة معايير يجب أن تكون في الحسبان وأهمها معياران اثنان؛ أولا الوقت المناسب ففي حال تمّ إرسال تغريدة مثلا عبر حساب تويتر لحساب عدد متابعيه ولنقل (20) ألف فكم منهم متواجد في تلك اللحظة التي أرسلت به هذه التغريدة؟ ربما لا يتعدى العدد (10%)،  ثانيا كم من المتواجدين هو مهتم بموضوع التغريدة ؟ وكم شخصا تفاعل معها ؟ وكم ممّن تفاعل معها كان شخصا / حسابا مؤثرا بدوره؟

والأهم من كل ذلك هو هل الجمهور المتابع هنا بالضرورة هم مناصرون ومعجبون ويعبّرون عن ولائهم الكامل لحسابك؟ بالتأكيد لا، فالمتابع ربما أراد أن يبقى على اطلاع وليس بالضرورة أن يكون فاعلا فربما كان من الأكثرية الصامتة ممّا لا يتفاعل أبدا أو ربما كان من الفئة المضادة لك و لخدماتك أو ربما هو أحد منافسيك.

إذن وبعد هذه المقدمة الطويلة علينا أن نعرف بأنّ الجمهور الكبير لا يعني بالضرورة التأثير, وأنّ التأثير يأتي عبر تفاعل المجتمع، والمجتمع هم من الجمهور وغيرهم وبشكل أدق هم من المجتمع الخاص بك على كلّ وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعة ويهمّنا هنا تواصلهم وتفاعلهم مع موضوعنا أو قضيتنا التي تعتمد على عصب الشبكات الاجتماعية عبر ما يسمى (التسويق بالمديح) اختصارها (WOM) والتي تستخدم الانتشار الفيروسي (Viral) للوصول لشريحة كبيرة من الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لذا عندما توظف أشخاصا مسؤلين عن شبكات الاجتماعية فأنت تبحث عن (مدير مجتمع) أو ما يسمى (Community Manager) وليس شخصا يقوم بتسويق حساباتك فقط للوصول لأرقام كبيرة. بالتأكيد أحد المؤشرات المهمة هي تقدم تلك الأرقام من مشاهدات ومتابعين ومعجبين ومشتركين وغيرها إلا أنها ليست دائما المؤشر العام، بل إنّ هناك معيارا آخر يسمى مدى قوة التفاعل أو ما يطلق عليه بمسمى (Engagement) والتي يمكن قياسها بشكل أدق لإعطاء نتائج التأثير عبر وضع معادلة مشتركة تضم مجموع كل ما سبق من أرقام بالإضافة إلى مدى الانتشار وقوى السمعة (reputation) ووصولها لرقم صحيح.

كل ما سبق يتمّ عادة ارتباطه بالهدف النهائي؛ أي لو كان السبب في دخول شركة ما في عالم الشبكات الاجتماعية لزيادة مبيعاتها فعليها أن تقوم بمقارنة الأرقام والمؤشرات الخاصة بزيادة الجمهور وتأثير المجتمع مع عدد زيارات الموقع وفي النهاية عدد المبيعات التي تمّت خلال هذه الحملة.