تعد مهارة التفويض من أهم مهارات حفظ الوقت و إداراته , بل و هي المهارة الأولى و التي من المفروض أن يتعلمها كل شخص يود النجاح و التفوق في حياته , كما أنها جزء لا يتجزأ من العمل الجماعي و الذي هو بالتأكيد أساس كل نجاح
ما هو التفويض
قصتي مع التفويض حديثة العهد و بدئت في جني ثمارها بمجرد أن بدئت في ممارستها ,فأنا كنت وكما يسمني البعض (One Man Show) أي (رجل العرض الوحيد) تخيل معي فيلم كامل لا يمثل به سوى شخص واحد وهو البطل ! نعم هو كذلك ممل : )
قصة في العمل اليومي
كنت و ما زلت أعتقد أن (ASP) أفضل من (ASP.NET) و إن كان لـ (ASP.NET) ميزة و حيدة ألا وهي حفظ الكود بعيدا عن الصفحات لتحفظ كودك البرمجي إلا أن التوجه الجديد للشركات يجعل هذه الميزة عقبة في إمكانية تسويق مشاريعك و خصوصا في عالم الويب , فكل شركة تود أن تحصل على الكود الخاص بتطبيقاتها لكي لا تضع نفسها في موقف لا يحسد عليه و لا تسلم رقبتها ليد مبرمج قد يتسبب في خسارتها أو على الأقل في خسائر مادية كبيرة
مع أني أتقنت العمل بـ (VB.NET) و بدئت في حبه مع صدور (Visual Studio .NET 2005) إلا أني مازلت أنهي مشاريعي الخاصة بالويب باستخدام (ASP) و بمحرر (MS Front Page 2003) , و لذا فأن كل مشاريع الجهة التي أعمل فيها تعمل بواسطة (ASP) بما أني أنا من قام بتصميمها , و لكن و منذ حوالي ثلاث سنوات زاد الضغط علي فوافقت على مضض في أن ينضم إلينا موظف أخر مساعد لي , ففي الماضي كنت أعتقد أني أستطيع أن أقوم بكل شيء لوحدي و لا حاجة لمساعدة غيري لي لأنه سوف يؤخرني و أتعذر بأني لن أجد شخصا مناسب بإمكانياتي ليجاريني في العمل – كل هذا من الماضي فلا تتهموني بالغرور : ) – و بعد مقابلات عمل مع الكثيرين لم أجد سوى القبول بمطور (ASP.NET) و بعد استلامه العمل اعتقدت ضمنيا بما أنه مبرمج تطبيقات ويب بواسطة(ASP.NET) فأنه يستطيع التعامل مع (ASP) , و لكن للأسف اعتقادي / وهمي الذي أوهمت نفسي به كان خاطئا و لم يكن ليستطيع حتى المساعدة في تعديلات بسيطة ,
عندها بدئت في وضع خطة عمل تقتضي أن يقوم هو بعمل كل التطبيقات الجديدة على (ASP.NET) و أقوم أنا بمساعدته بذلك عن طريق تجهيز التحليل و الوظائف الأساسية لكل تطبيق, بالإضافة إلى وظيفتي الأساسية في صيانة و تحسين أداء التطبيقات الحالية التي برمجتها بواسطة (ASP) , و بعد فترة انتهى هذا الشخص من الأشياء الجديدة و بما إن الخطة و التحليل الذي وضعته كان جيدا إلى حد كبير – عاد الغرور : ) - فلا يوجد حاجة للصيانة إلا ما ندر أو على الأقل لا يوجد حاجة للتحسين المستمر في المرحلة الحالية على الأقل, و في نفس الوقت زادت مسؤولياتي للإشراف على أعمال أخرى و لم يكن لهذا الموظف الجديد أي فكرة عنها و بهذا عدنا لحالة (One Man Show)
عندها أيقنت أنه لا بد من إيجاد حل فبدئت في وضع خطة لتحويل التطبيقات الحالية إلى (ASP.NET) لكي تكون في عهدة الموظف الجديد من صيانة و تطوير و متابعة و أتفرغ أنا للمسؤوليات الأخرى و بعد أن قمت بهذا الموضوع لاحظت بأن عملنا كقسم تحسن بل إن انتجيتنا تضاعفت على الأقل خمس مرات مع إن المنطق يقول انه يجب أن تتضاعف فقط مرتين لان هناك شخص جديد واحد فقط يضاف كموارد بشرية
و لكن أيقنت بأنه و بتفويض هذا الجزء من العمل للموظف الجديد و الذي كان يأخذ جل وقتي , ترك لي إمكانية في وضع خطط للعمل و تحليل أفضل و أفكار جديدة لنتمكن من وضع خطط للتطور و الذي كان من الصعب مجرد التفكير بها , بل و الأهم أن الضغط النفسي قد خف بمستوى كبير ففي السابق عندما كانت ترمى عليه مهام و مسؤوليات جديدة فكنت أعيش حالة من الرفض لاني كنت أعرف أن مصيرها بشكل كامل فوق رأسي لوحدي , و لذا كنت أرفض تحمل المزيد من العمل , مما قد أثار بعض الحززيات مع زملائي في العمل , و لكن الآن و بمحاولة تطبيقي لمهارات التفويض و تحسين إدارتي لوقتي بدئت في تقبل أي عمل جديد و تقسيمه على الكل كمهام صغيرة تنتهي في وقت قياسي
أنا مشغول
من أهم الأمور التي ما زلت أعمل عليها هو إلغاء كلمة مشغول من قاموسي و أحول حاليا أن أستعيض عنها بكلمات أخرى , فمثلا لو اتصل بي صديق طالبا مني أن نذهب لوجبة الغداء سويا أو أن نذهب سويا لأي مكان , و كنت لا أستطيع بسبب الكثير من المشاغل فأنا أحاول حاليا ألا أعتذر له بأني (مشغول) بل أقول (لدي بعض المهام التي بحاجة لإنهائها) و مع تجربتي لهذه الطريقة ألا و هي محاولة إلغاء كلمة(مشغول) من قاموسي لاحظت بأني بدئت أشعر بوجود وقت إضافي كبير في يومي لم أكن أجده بالسابق
تجربة وقصة أخرى لإلغاء كلمة مشغول
في الأمس أقمنا اللقاء الأول لمجتمع هواة التقنية – سوف أكتب عنه قريبا – و هو اللقاء الأول الذي أقيم بشكل رسمي و ناجح و قد كان علي عاتقي الكثير من المهام لتنظيمه و خصوصا إنه كان مجرد فكرة منذ حوالي الشهر و أصبح كتحد ليتم تنفيذه خلال شهر و لذا كان هناك الكثير من المهام و الواجبات للقيام بتنظيم لقاء أقل ما يقال عنه أنه يرتقي لمصاف لقاءات الشركات الكبيرة ,
خلال التجهيزات و التي تم العمل عليها فعليا خلال 6 أيام فقط لإنجاح هذا اللقاء كان هناك الكثير من المهام الإضافية بجانب التنظيم و منها (إنهاء المشروع رقم 6 في نادي الخطابة ) و خلال هذه الأيام الستة أيضا فجعنا بوفاة والد أحد أصدقائي المقربين و بعد يومين فاجعة أخرى لوفاة والدة صديق أخر مقرب - رحمهما الله و أدخلهما فسيح جناته – و مما يتوجب علي في ذلك حضور مراسم الدفن و القيام بواجب العزاء , بالإضافة إلى تكليفي في تجهيز هدية لتكريم أحد الزملاء بالعمل لانتقاله إلى عمل أخر , و كل هذا بالإضافة إلى مهامي اليومية كموظف و كمدون و كأب و زوج و صديق : ) , ضريبة هذه التجربة التي حققت فيها 7 أيام متواصلة بدون أن أقول كلمة مشغول و بدون رفض أي عمل إضافي كانت شعرة بيضاء إضافية في رأسي و بهذا يصبح مجموع الشيب لدي (ثلاث شعرات) : )
تاريخ المقال | طول المقال | تتطلب قرائته |
958 كلمة | 6 دقيقة |