قام جيفري تيمون (Jeffry Timmons) من جامعة (Babson) في ولاية ماساتشوستس بتطوير مخطّط لريادة الأعمال وأسماه (Timmons Model of Entrepreneurship)، والذي يشرح فيه تصوّره بأنّ ريادة الأعمال تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية:
- الفرصة
- فريق العمل
- الموارد (الإمكانيات)
الفرصة
إنّ بداية الارتكاز تكون على (الفرص) أو الفكرة الجديدة والتي يعتقد الكثيرون بأنّها فرصة لبناء عمل جديد وناجح، وهي ما يحرّك رياديِّي الأعمال في الغالب. وكما يقول ريادِيُّو الأعمال أنّ ما يحفّزهم أو يسيّرهم هي الفرص (opportunity driven) لأن يكونوا عادةً في قلب أو بالقرب من العمليات ويملكون المهارة والمخيّلة لتحليل الفرصة أو ملاحظتها حتّى يقتنصوها.
والذي لا يعلمُه رياديُّو الأعمال الجُدد بأنّ أيّ عمل ناجح يحتاج أوّلا لتحويل تلك الفكرة إلى خدمة أو سلعة لتصبحَ مُنتجا نهائيًّا يتمّ بناء عمل عليه وتسويقه لينجح، فإنّ رياديِّي الأعمال المسيّرين بالفرص أقلّ نجاحا من رجال الأعمال التقليديّين والذين يقومون بالتخطيط المسبق وبناء دراسات الجدوى، ومن ثمّ اختيار العمل المناسب والمنتج المناسب بناءً على الإمكانيات المتوفّرة؛ فكم من شخص قد قام بعرض فكرة مشروعه الناجحة عليك والتي تكون في العادة في مجال عمله. فالذي يعمل في محلّ قطع للغيار يذكر لك أنّ هناك فرصة، وآخر يعمل في مجال تجارة الأغنام، وآخر في مجال النقل العام، ففي كلّ عمل هناك فرصة يفهمها أهلها ويستطيعون بشيء من الجدّ والعمل اقتناصها والعمل عليها، وعليه فإنّ نموذج (Timmons) كان حلا وسطا. ففي البداية علينا تحديد أو تحليل فرصة التسويق أو السوق المتاح للفكرة وبالتالي يتمّ بناء خطّة العمل ودراسات الجدوى.
فريق العمل
بمجرّد أن يجد رائد الأعمال الفرصة فإنّه يسارع للبحث عن فريق العمل الذي سيساعده في اقتناص هذه الفكرة، وقد يكون حجم الفريق بحجم الفرص ولكن عادةً يبحث الشخص عن الموجودين حوله من أصدقاء ومعارف وممّن يعتقد بأنّهم مناسبون ومستعدّون للعمل، وهنا تأتي عملية التواصل والإقناع، وقد يكون هذا الشخص مفوّها وحسن السيرة فيقنع الفريق بالعمل معه لأنّه بمجرّد تحليل الفرصة يصبح مُحبّاً لها لدرجة أنّه قد يبالغ أحيانا في وصفها ليقنع الآخرين بها، وهنا يجب علينا أن نكون أكثر واقعية والنظر إلى خطة العمل والتي تؤكّد ادعاءات صاحبنا من عدمه. وفي الوقت نفسه، على رائد الأعمال البحث عن فريق العمل الذي سيساعده في عمله على أن يحملوا نفس أفكاره ورؤيته وأن يكونوا مستعدّين لتحمّل العمل الكثير والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم لكي لا يضيّعوا هذه الفرصة.
الموارد
البحث عن الموارد مثل الأموال اللّازمة للتأسيس وهي أكثر ما يقلق روّاد الأعمال الجُدد، ولكن رواد الأعمال الحقيقيين يعلمون بأنّ العمل لا يعتمد في الأساس على وجود أموال؛ فريادة الأعمال تختلف عن الاستثمار فكلّما كانت الموارد المستخدمة قليلة كلّما كانت فرص النجاح والاستمرار أكبر. وعليه ينصح الكلّ بأن يبدأ من بيته مثلا بدلا من استئجار مكتب ودفع تكاليف لست بحاجة لها، وكذلك لا بدّ من تأسيس العمل ونشره بين الناس وتسويقه قبل أن يكون هناك مقرّ؛ حيث إنّ رائد الأعمال يعتمد على علاقاته وربّما سُمعته في الوصول للأسواق.
وأنصح الجميع بأن يقوموا بتجربة التسويق لمنتجاتهم بجدّية قبل أن يدفعوا أيّ مبالغ نقدية وذلك لعمل اختبار تقبّل السوق لفكرتهم، فكثير من الأفكار الجديدة قد لا يكون زمانها قد حان فعلاً؛ لأنّ الفكرة الجديدة قد تكون إبداعية لدرجة عدم تفهّم الناس لحاجتهم لها وبالتالي لن يُقبِلوا عليها قبل أن تُعلّم الناس وتثقّفهم بحاجتهم لها أوّلاً.
هذا العرض التقديمي يوضّح المخطّط بشكل أكبر: