تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
519 كلمة 4 دقيقة

دائما ما أفكر لماذا لا نصنع سيارة؟ أو حتى طيارة؟ لماذا نستورد العربات الثقيلة والمخصصة للصناعات الثقيلة خصوصا أنّ حجمها وتكلفة شحنها مرتفعة وهي لا تتخطى كونها (حديدا مسكوبا) ولا تحوي تكنولوجيا معقدة قد لا تتوفر في عالمنا أو هذا ما قيل لنا؟!

نعم هذا ما قيل لنا، واقتنعنا به للأسف! لو فكرنا بعقل منطقي لعلمنا يقينا بأنّ التكنولوجيا التي استخدمتها (ناسا) في إطلاق أوّل مكوك فضائي حمل أوّل إنسان على سطح القمر في تلك الأيام متوفرة الآن في أصغر لعبة أطفال لا يتخطى سعرها بضع دولارات!

كنت أفكر دائما من الذي اخترع التعليم ولماذا بهذه الطريقة حتى تبيّنت لي أمور كثيرة ولي فيها وجهة نظر كاملة على غرار نظرية المؤامرة - إلا أنّ مناسبتها ليست في هذا الموضوع - حيث إنّ الهدف الأساسي للتعليم بشكله الحالي وُضِع لخدمة الثورة الصناعية حول العالم والتي تعدّ من ثاني أكبر الثورات العالمية التي غيّرت وجه الأرض بعد ثورة الزراعة.

الصناعة في العالم العربي بشكل عام ليست متقدّمة وفي دول الخليج تعتمد على النفط ومشتقاته والصناعات التي تدور حولها، وفي المملكة العربية السعودية تقوم الحكومة بدعم الصناعة وتوفر الكثير من المقوّمات التي تساعد في تبنّي الصناعة وهذا ما هو معلن؛ مع أنّ الكثير ممن تحدثت معهم حول هذا الموضوع يتذرّعون بأن البيروقراطية لا تساعد على خلق جو صناعي ولكني شخصيا أرى أنّ هذه عقبة بسيطة مقابل المنافع الكثيرة المتوفرة ولا تعدّ عذرا أبدا.

منذ فترة كنت أتابع مشروع السيارة (غزال) والتي هي أحد المشاريع التي تقوم عليها جامعة الملك سعود ولكني لم أتعرف عليها أو على التجربة بشكل كبير، كذلك الحال هناك مشروع رائد متواجد في حاضنة بادر للتصنيع المتقدم والذي أقوم بزيارته من فترة لفترة والذي يعكس التطور والفرص التي يمكن أن تصبح عليها الصناعة.

اليوم وصلني مقطع فيديو عن مشروع آخر ربما لم يوفى حقّه إعلاميا أعدّه شخصيا نموذجا من النماذج الناجحة والتي تسمى قصص النجاح التي على أساسها يمكننا البناء عليها لتغيير الثقافة العامة وتغيير المفهوم إلى "نعم، نحن نستطيع".


مشروع قصة أول سيارة تعمل بالطاقة الشمسية (وهج)

لا أودّ أن أطيل عليكم بما قاموا به فمدة المقطع (20) دقيقة؛ فهو فلم وثائقي يحكي على لسان أعضاء فريق سراج قصة صناعة وهج (أول سيارة سعودية تعمل بالطاقة الشمسية) والمشاركة بها في سباق التحدي الشمسي العالمي في أستراليا 2011.

سراج هو فريق طلابي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قام بتصميم وإنشاء "وهج"، وما يهمّني قبل أن تشاهد المقطع هو أنّ الطلاب حتى يتمكّنوا من صنع السيارة؛ صنعوا المصنع المخصص لصناعتها وهو فعلا كلّ ما يتطلّبه الأمر للبدء بالكثير من الصناعات التي يمكن أن نحتاجها بل وبالإمكان تصديرها.

فلقد قاموا بصنع آلة (CNC) والتي يمكن أن يتمّ تحويلها للقصّ أو النّحت أو حتى اللّحام فكلّ ما تحتاجه هو تعديل بسيط برأس الآلة وتعديل التطبيق القائد لها لتغيّر نوع الصناعة، كما قاموا بصنع فرن خاص والكثير من الدارات الإلكترونية لهذا المشروع.

نعم، هو مشروع مبدع رائد يعتبر قصة نجاح يجب على الجميع مشاهدته وتغيير قناعته بأننا نستطيع وكلّ ما نحتاجه هو أن يقوم كلّ من يستطيع أن يتبنّى مشاريع صغيرة مشابهة فتكلفتها ليست مرتفعة، وأرى أنّها من الأمور التي تقع ضمن الدعوة للإسلام؛ نعم، ببساطة أن تقنع شخصا بأنّ الدين الإسلامي أقوى وأفضل عندما يكون حالنا أقوى وأفضل أسهل من إقناعه عندما نكون ضمن الدول التي تقع في ذيل الدول النامية.

أترككم مع الفيلم الوثائقي الذي يستحق كل دقيقة في مشاهدته: