تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
1110 كلمة 7 دقيقة
ملاحظة: كتبت هذه المقالة في 2004 لصالح مجلة الواحة
بداية القصة عندما كنت أبحر في الانترنت كعادتي لاصطياد كل مفيد ولمعرفة كل جديد وعادة ما اختتم رحلات إبحاري هذه في عدد من المواقع العربية التي أتمنى دائما أن أجد ما يشدني أو ما يسرني فيها وفي هذا اليوم وجدت ما شدني بل وبقوة عنوان ( احصل على نسختك المجانية من المنتدى المبرمج بأياد عربية اليوم قم بالنقر هنا ) وبسرعة قمت (بالنقر) على الإعلان حتى أتتني صفحة طلبت مني التسجيل في المنتدى الموجود في ذلك الموقع وقد لاحظت أن المنتدى الذي أقوم بالتسجيل به هو نسخة قديمة من منتديات (PHP VB) وتسألت في حال قام هذا الموقع ببرمجة منتدى لماذا لا يقوم باستخدامه ولكني قلت لعل النسخة النهائية لم تصدر بعد .
وأكملت التسجيل وأنا متشوق لرؤية هذا المنتدى وواجهتني عدة مشاكل في التسجيل وحاولت ومن ثم انتظرت حتى وصولي رسالة على بريدي تطلب مني التأكد من البريد وقمت بتفعيل الاشتراك وعند محاولاتي دخول الوصلة لم افلح مع إني قمت بتسجيل الدخول واستطيع الآن أن أتصفح الموقع وفجأة وجدت ملاحظة في احد الأركان أن الدخول للقسم المنشود لا يتم إلا للأشخاص الذين قد قاموا بكتابة خمسين موضوع على الأقل !!!!
ومن ثم بدئت أتصفح الموقع لعلي أجد ما أشارك به لزيادة رصيد مشاركاتي ولم أجد في البداية ما يشدني ولكني قررت أن احصل على نسخة من هذا النتاج العربي الأول وقمت بالدخول إلى ( قسم التعارف ) وكتبت ما كتبت ومن ثم إلى القسم العام وبدئت أرى المواضيع التي يوجد بأخر كل منها كلمة (منقول) ومن ثم تأتيك ردود الأعضاء بالشكر والثناء على (نقل ) الموضوع ولم أجد طريقة سوى كتابة بعض المواضيع والرد ( بالشكر) على البعض الأخر لأحصل على الرصيد الذي يخولني للدخول إلى القسم المنشود وبعد هذه الرحلة وجدت نفسي أقوم بتحميل الملف و بعد معاناة انقطاع الاتصال من جهازي تارة ومن السيرفر المضيف تارة حصلت على ما أريد قمت بفك ضغط الملف و بحثت عن ملف ما أو شرح ما ليقودني إلى كيفية استخدامه ولكني لم أجد .
وبل و لاحظت أن أسماء المجلدات وأسماء الملفات تشابه نسخ منتديات (PHP VB) وبدئت باجتهاداتي بتركيبها حتى انتهيت و هنا أتت الطامة الكبرى عندما وجدت ما هي إلا نسخة قديمة جدا وغير مرخصة من منتديات (PHP VB) وعندما بدئت في فتح بعض الملفات للحصول على الكود ووجدت أن توثيق شركة (VB) مازال موجود بل وان هناك توثيق أخر من قبل منتدى عربي أخر وبالنهاية اسم من قام ببرمجة هذا المنتدى هو الشخص الفلاني وهنا امتعضت غيظا وعدت إلى الموقع فها أنا املك موضوعا لأشارك فيه وكتبت أن هذا العمل لا يعتبر برمجة بل يعتبر تعريبا و تعريبا غير سليم و مشكوك فيه وبعد سويعات بدئت تنهال الردود على موضوعي باني من المحطمين المهبطين للعزائم واني لشخص غيور و إلى هنا انتهت قصتي هذه.
وهذا غيض من فيض و لي قصة أخرى ولكني سوف اسردها بسرعة هذه المرة مع إحدى برامج محررات ملفات المصادر (resource) عندما وجدت صديق لي يقوم بتعريب واجهات استخدام إحدى البرامج وعندما لمحت اسم البرنامج هدف التعريب أصابني بعض الفضول فبحثت عنه على الشبكة ووجدت الشركة المنتجة وقمت بقراءة الهدف من هذا البرنامج و مميزاته ولمحت عيني كلمة (Arabic) في إحدى أركان الصفحة وهنا بدئت اضحك فالشركة تقوم بتوفير ملف (Language) لجميع لغات العالم تقريبا ومنها اللغة العربية ليمكنك من استخدام البرنامج بلغتك الأم – لم أقم بإخبار صديقي فقد سهر عدة أيام على تعريب هذا البرنامج وقد شارف على نهايته و خفت أن يقوم باتهامي كما اتهمت سابقا –
وهذه القصة و القصص التي حصلت معي كثيرة وما اسمعه أكثر ولكن أكثر ما ارمي إليه في مقالتي هذه هو موضوع التعريب نفسه صحيح إني أكثر المقيدين لانتشار اللغة العربية وأتمنى أن أجد كل ما احتاج باللغة العربية وأتمنى عودة أمجاد لغتنا ولكني امتعض ممن يود تعريب ما لا يعرب أصلا في أصول اللغة ومنها الأسماء فهناك من ينبهني عند قيامي بكتابة ( نظام التشغيل ويندوز ) ويطلب مني أن اكتب (نظام التشغيل نوافذ) وهذا خطاء فالأسماء لا تترجم تخيل معي هذا لو طبقناه على موقع مدينة (الجوف ) وهي إحدى المدن السعودية فمن المفترض عند ترجمتها أن تكتب (Inside) بدلا من (JOUF) .
وبهذا يأتي التغريب وخصوصا في التقنية فبدلا من قيامي في ترجمة منتدى أجنبي في أسبوع استطيع أن أقوم ببرمجته من الصفر وحتى نسبة العشر في أسبوع وهذا ما أتحدث عنه في المجهودات الضائعة هنا وهناك وهذا يقودني إلى موضوع أخر ألا وهو ما يمنع هذه الشركات من توفير منتجاتها باللغة العربية قد يقول البعض بسبب وجود الانتهاكات في حقوق الملكية الفكرية في بلادنا مما يجعل عدم رؤية الشركات أي أسواق لها في البلدان العربية !
هل هذا صحيح ماذا إذا عن الأجهزة الكهربائية و المكونات المادية للحاسب لما لا يوجد كتالوجات باللغة العربية إلا ما ندر فهل يمكننا نسخ (قرص صلب) وننتهك حقوق الملكية ؟ طبعا لا فلا يمكن إلا شراء المكونات المادية و أرى من الإحصاءات أن البلدان العربية سوق كبير وتعد من اكبر الأسواق العالمية من ناحية تصريف البضائع فما السبب الذي يمنع الشركات من ترجمة كتالوجاتها إلى العربية ؟
لنعود الآن إلى البرمجيات التي تجدها بعديد من اللغات وتجد اللغة (العبرية) إحداها فهل عدد من يتحدثون اللغة ( العبرية ) -لغة اليهود- أكثر من العربية لا اعتقد ذلك .
وبنهاية حديثي أود أن أوجه نصيحة لكل تاجر يقوم باستيراد أي أجهزة من الخارج ويدخلها إلى الدول العربية أن يقوم بإجبار الشركة المصنعة إلى ترجمة كتالوجاتها للعربية وبالنسبة للبرمجيات يمكننا أن نقوم بمراسلة قسم الدعم الفني وخدمة العملاء لهذه الشركات عند شرائنا لهذه البرامج والطلب منها توفير نسخ عربية من البرنامج أو حتى إرسال رسالة إلى الشركة بالطلب منها بإخبارك على بريدك الالكتروني عند توفر نسخة عربية من البرنامج الذي لن تقوم بشرائه حتى توفره باللغة العربية كما أن من يقوم بشراء أي منتج وخصوصا البرامج فان سعر الدعم الفني محسوب ضمنيا داخل هذا المنتج وفي هذه الحال أليس من الواجب أن استفيد من هذه القيمة المضافة بحصولي على دعم فني بلغتي العربية .
وبما أننا نناقش قضية التعريب فيجب المرور على عدة نقاط بهذا الشأن ومنها يجب أن تكون هناك جهة مسئولة عن التعريب آو وضع مقاييس ومعايير للتعريب حتى تتشابه المصطلحات و حتى لا نضيع نحن بين كل متشدد لمعنى. فهمي الأول و الأخير من قراءة كتاب مترجم للغة برمجية ما على سبيل المثال هو التعرف على لغة البرمجة وليس لتعلم اللغة العربية واضرب على سبيل المثال كلمة (database) والتي تعرب بعدة مصطلحات وهي (قواعد البيانات) و (قواعد المعطيات) و (قواعد المعلومات) فأي من هذه المصطلحات نتبع ؟ أنا عن نفسي مقتنع بالأولى ولكن المصطلحات الأخرى تتكرر معي في كثير من الكتب العربية مما يسبب لي بعض الارتباك في بعض الأحيان .
كما أن هناك قضية حث فتح فروع للشركات العالمية ضمن دولنا العربية لتقوم بتوظيف شباب عربي ولو اقتصرت مهمته على تعريب هذه البرامج – مع إني اطمح إلى أن نقوم ببناء أجزاء من هذه البرامج بالكامل لدينا و أنا على يقين باستطاعتنا عمل ذلك – فهذا يزيد فرص العمل وفرص تقارب هذه الشركات يوفر الفائدة بالنهاية للطرفين .
ارجوا أن تكون قد اتضحت فكرة التغريب التي أتحدث عنها