لعل مقالي السابق كيف تضع سعرا لبرنامجك او تصميمك او عملك – اضغط هنا لقراءته - أعجب الكثيرين أو دعني أقول أنه أراح الكثيرين من المبرمجين و خصوصا أنه قد وضح بعض الأمور التي قد تكون منسية عندما نقوم ببناء أعمالنا ,
هناك الكثير من الأسئلة التي وصلتني على بريدي بخصوص هذا الموضوع و مواضيع أخرى خاصة ببناء المشاريع و المهم هنا أني قد مررت بمعظم هذه التجارب من قبل و تمنيت لو أن هناك من وضح لي الطريق وشرح لي هذه الأمور لعلي كنت قد وفرت الكثير من الوقت لأصل بسرعة لما أطمح إليه
سوف أتحدث اليوم عن موضوع لعله لا يهم فقط المبرمجين و لكنه يهم أي شخصين يودان بناء شراكة عمل فيما بينهما و خصوصا تلك التي تعتمد على وجود شريك بالمال فقط و شريك أخر بالعمل , فالكثير من الشباب هنا و من فرط الحماسة تبدأ الأحلام الوردية بالثراء السريع و النجاح و لربما شركة مايكروسوفت و خصوصا أنه و باعتقاده بأن المهمة الصعبة قد أزيحت عن طريقه بوجود شريك الممول
سوف أبداء في وضع دراسة جدوى لمشروع (مكتب برمجة كمبيوتر/ بيع برامج مخصصة) و أقوم بالشرح على الخطوات و التنبيه لما هو مهم و ما هو غير ذلك بالإضافة إلى موضوع الأرباح و كيفية توزيعها بين الشريكين (الشريك الممول و الشريك العامل)
هناك ثلاثة افتراضات لبناء الشركة الجديدة
- رأس مال يبحث استثمار ماله في مشروع
- صاحب فكرة مشروع يبحث عن رأس مال مخاطر
- صاحب منتج حالي (خدمة / سلعة) يبحث عن ممول / شريك
صاحب رأس المال يبحث عن استثمار ماله في مشروع
وهنا فأن صاحب رأس المال إما يبحث عن مشروع جاهز و يقوم بالاستثمار فيه أو يقوم بتأسيس مشروع جديد و في حال التأسيس فإما أنه يقوم هو بإدارته و تأسيسه و إما فإنه يبحث عن صاحب فكرة مشروع متحمس يبحث عن المال و يقوم بإدارة المشروع أو أن يقوم بإقناع شخص ناجح في عمله لمشاركته لإدارة المشروع
صاحب فكرة مشروع يبحث عن رأس مال مخاطر
هذا الشخص لربما كان مبرمج كمبيوتر يرى في نفسه الإمكانات لبناء (مكتب / شركة برمجة) و يرى كذلك حاجة السوق لنوعية التطبيق الذي سوف ينتجه و يبدأ في البحث عن ممول ليستمر في فكرته و لربما كان هو صاحب الحالة الأولى أو لربما كان بإقناع صديق يملك المال و لم يفكر سابقا في الاستثمار
صاحب منتج (حالي / سعلة) يبحث عن ممول / شريك
لعل أكثر المبرمجين الذي يبحثون فتح شركات / مكاتب برمجية هم من هذه الفئة فهم يعتقدوا بأنهم يملكون المنتج و ما يحتاجوه هو التغطية القانونية كمؤسسة أو شركة بالإضافة إلى وجود مقر لإدارة أعمال هذا المنتج
لذا سوف نتحدث عن هذه الفئة الثالثة في مقالنا هذا
لنقل أن (محمد) قام ببرمجة (تطبيق لإدارة المستشفيات) سواء كان ذلك كبادرة لأنه رأى مدى قابلية نجاح هذا التطبيق أو لأنه قد قام فعلا بدراسة القيام ببناء تطبيق مشابه أو لعله قام ببناء تطبيق مشابه سابقا و رأى أنه بإمكانه تحسينه و تطويره و من ثم تسويقه
حاليا يبحث (محمد) عن التغطية القانونية عبر بناء شركة أو مؤسسة جديدة أو حتى الدخول شراكة في مؤسسة قائمة عبر التطبيق الذي قام ببرمجته , و في هذه الأثناء أقنع (محمد) رجل الأعمال (عمر) بمدى قوة فكرته و مدى فاعليتها و بالتأكيد ربحيتها و نجاحها المستقبلي
عادة الذي يحدث في سن الشباب المفرط الحماسة هو الاتفاق التالي (منك المال ومني التطبيق) و لنبدأ شركة و عند البدء التأسيس أو لعله – غالبا – بعد فترة تتضح هناك بعض الأمور التي تم تغافلها أو نسيانها و التي تبدأ في تسبب نوع من الشعور بالظلم أو عدم المساواة بما قدمه كل طرف و في النهاية فإن مئال هذه المؤسسة للفشل
ما الذي حدث هنا؟ بالتأكيد الشيطان و جد له مدخلا وبدأ في الوسوسة و لكن السبب الرئيسي هو عدم وجود الخبرة لتوضيح كل شيء و لربما الشعور بالحياء من مفاتحة كل شريك لشريكه بما يشعر به و خصوصا بأنه قد أعطى كلمة في البداية و اتفقا على أن (على الممول التمويل / و على صاحب المنتج العمل)
و هنا أضع بعض الخطوط التوضيحية التي لعلها تساعد في نجاح مشاريعكم و شركاتكم الحالية أو المستقبلية بإذن الله
التخطيط للنجاح
هناك مقولة رائعة تقول إن عدم التخطيط هو التخطيط للفشل و هذا يعني إمكانية التوقف لبعض الوقت ووضع خطة و في أي مرحلة كانت شركاتكم
سواء كنت صاحب فكرة مشروع أو صاحب منتج حالي و تبحث عن ممول فعليك وضع دراسة جدوى و خطة عمل لما تحتاج إليه و بهذا فأنك تكون جاهزا و مستعدا في حال وجود الفرصة المناسبة لممول جاهز أو مقتنع بما تقوم به
و لنجعل هذا الموضوع غير مضجر فسوف أتوقف هنا مع القسم التالي من هذه السلسلة و الذي سوف يكون عن (توصيف الخدمة أو السلعة ) و (كيفية تقييم / تسعير المنتج الحالي ) و ( ما هي اتفاقية عدم الإفصاح)