تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
519 كلمة 4 دقيقة

تمّ تسجيل حقوق اختراع الشكل الحالي للمناديل المبلّلة تحت مسمى (Wet-Nap) في أمريكا عام 1958، عندما قام (أرثر جوليوس) العامل في مجال مستحضرات التجميل (Makeup) قبل ذلك بعام بعمل التجربة كَحَلٍّ لإزالة المكياج، ومنذ ذلك الحين تطوّرت استخدامات وأشكال المناديل المبلّلة حول العالم.

لماذا أتحدث عن المناديل المبلّلة وهي بعيدة عن اختصاصي وعن اهتماماتي؟

في عام 2005 أُغرِمتُ بمبادئ (كايزن) اليابانية وكيفية تطوير الفكر عبر (التحسين المستمر) والمعتمد على تحسينات صغيرة مستمرة تؤدي إلى تغييرات كبيرة، وكأحد التطبيقات التي لاحظتها واعتبرتها مهمّة في هذا المجال هو وجود المناديل المبلّلة والتي جاءت كبديل لطريقة غسل اليدين بالماء والصابون، أو كبديل لإزالة الماكياج عن الوجه، أو لإعطاء شعور بالانتعاش في الطائرات أو في استقبالات الفنادق الفخمة.

منذ أكثر من عشر سنوات ومنذ انتقالي إلى تركيا كانت ثقافة المناديل المبلّلة هي الأساس في المطاعم والمقاهي، وكانت بديلا عن غسل اليدين قبل وبعد تناول الوجبات بشكل بسيط بلا بهرجة. بعدها وفي كل زيارة للرياض أواجه إرباكا بسبب عدم توفّرها؛ إذ إنّ القِلّة فقط مِن المطاعم والمقاهي توفّرها. وعندما أقارن ذلك أجد أنّ مطاعم السلاسل الأمريكية في تركيا أيضا لا تقدّمها، وأعتقد أنّ هذا هو سبب عدم انتشـار هذه الثقافـة لدينـا كون هذه المطاعم تحاول التوفير أو لا يوجـد هذا البند في أدلّة التشغيل بها، وبما أنّنا استوردنا هذه الأدلّـة فنحن ما زلنا نعمل بها دون أن نقوم بمواءمتها لبيئتنا.

بعض المطاعم الفخمة توفّر مناديل من فخامتها تودّ ألا تستخدمها فهي سميكة جدا لدرجة أنّك تستطيع أخذ حمام بها، وهذا إسراف أتمنى أن لا ينتشر فبهذا قد أصبحت مكلفة ومضرّة بالبيئة ولا تخدم الهدف الأساسي منها.

المشكلة تزيد عندما تجد مطعما فخما في مركز تجاري لا يوفّر دورة مياه خاصة، ويطلب منك أن تذهب إلى دورة المياه العامة للمركز التجاري، ممّا يعني خروجك من المطعم أصلا وهذا بدوره يقلّل من الاستمتاع بتجربة العميل.

الهدف من هذا المقال هو نشر هذه الثقافة في قطاع المطاعم والمقاهي، وذلك بذكر أهم الأسباب التي ربما غابت عن ذهنك يا صاحب المطعم أو المقهى:

توفير كبير في التكاليف

ربما تبدأ تكلفة المناديل المبلّلة مِن بضع هللات وتزيد باختلاف نوعها، ومتانتها، ومكوناتها، ورائحتها، والطباعة عليها. ولو قارنّا تكلفتها بتكلفة الماء المستخدم في عملية الغسيل والتي يوفّرها المطعم أو المقهى فستكون ربما أعلى تكلفة، ولكن التكلفة يجب أن تضاف لها أجور أخرى مثل أجور عامل نظافة دورة المياه، والصابون، والصيانة، والكهرباء، وأمور كثيرة ستستغني عنها بتوفيرك للمناديل المبلّلة والتي تعدّ أرخص في التكلفة.

تجربة عميل مميزة

من أسوإِ التجارب هو أن أذهب إلى دورة المياه لغسل يديّ قبل الطعام أو بعده وأفاجأ بقلّة النظافة أو الرائحة الكريهة أو المنظر السيء الذي يترك تجربة مختلطة أو غير سعيدة أو تبدّد التجربة الرائعة بطبق جميل؛ فأرجوك اعفِني من هذه الرحلة وكآبة المنظر قبل أو بعد أن أستمتع بوجبتك الرائعة.

ما زالت رائحة المناديل المبلّلة البسيطة من مطاعم البيك بعد أن تمسح بها آثار زيت قطع الدجاج المسحب مسجلّة في الذاكرة، وتعدّ جزءاً من تجربة العميل مع مطاعم البيك التي كانت سبّاقةً في مواءمة أدلّة تشغيلها محليا.

الثقافة مختلفة

دورات المياه في أمريكا والغرب لا تعتمد وجود المياه من أجل أغراض الطهارة وتكتفي بالمناديل الجافة، وبذلك فإنّ فكرة تبلّل الأرضيات وترك انطباع عدم النظافة أقل. لذا فإنّ تجربة دخول دورات المياه، وإدارتها، ونظافتها، ورائحتها مختلفة؛ وبهذا فالتجربة مختلفة من ناحية دينية واجتماعية لدينا. ومن هذا المنطلق يجب أن نقلّل استخدامها ونقلّل هدر المياه التي هي أصلا نادرة لدينا.