تخيّل معي هذا المشهد:
زوجان يعيشان حياتهما بشكل طبيعي… عمل وأطفال وضغوط ومهام لا تنتهي. بمرور الوقت تبدأ الحوارات المهمة في الاختفاء، وتتحول الحياة إلى تشغيل تلقائي. هنا ظهر مفهوم State of the Union Meeting الذي طوّره العالمان جون و جولي غوتمن — جلسة أسبوعية يجلس فيها الزوجان بهدوء، بعيدًا عن اللوم والانفعال، ليجيب كل طرف عن أسئلة بسيطة لكنها عميقة:
- ما الذي سار جيدًا هذا الأسبوع؟
- ما الذي آلمني؟
- كيف يمكنني دعمك أكثر؟
النتيجة؟
تواصل حقيقي — يقل سوء الفهم وتزداد الألفة والثقة.
هذه الفكرة ألهمتني كثيرًا. وبدأت أسأل نفسي:
- إذا كانت العلاقة بين شخصين تحتاج إلى مساحة منظمة للحوار حتى تستمر…
- فماذا عن العلاقة بين شركاء العمل في شركة ناشئة؟
في بيئة ضاغطة، تتداخل فيها الأدوار وتتسارع القرارات، وقد تختلط الصداقة بالمصالح والتحديات… ألا تحتاج هذه العلاقة أيضًا إلى مساحة آمنة للحوار؟
ومن هنا وُلدت الفكرة…
جلسة جديدة… لكن بروح إنسانية
State of the Startup
اذا اردت تحميل الملف التفصيلي للعملية من هذه الوصلة اضغط هنا State of the Startup
اتفقنا داخل شركتنا على إنشاء جلسة شهرية ثابتة بين الشركاء المؤسسين والتنفيذيين والموظفين الرئيسيين. جلسة هادئة، بلا رسميات مفرطة، وبلا دفاعية. جلسة الهدف منها العلاقة أولًا… ثم العمل.
جلسة نذكّر فيها أنفسنا أن:
- الشركة قد تنجح أو تفشل
- لكن العلاقة بين البشر يجب أن تبقى صحية
وخلالها نركز على:
- تعزيز الشفافية
- منع تراكم الخلافات
- تخفيف الاحتكاك اليومي
- إعادة توحيد الرؤية
- ومراعاة الجانب الإنساني قبل المهني
كل هذه المبادئ وضعناها في دليل بسيط ومُنظَّم للجلسة حتى تكون عملية ومثمرة
State of the Startup
ما الذي يحدث داخل الجلسة؟
نبدأ دائمًا بما يسير جيدًا — لأن الامتنان يفتح القلوب قبل العقول.
ثم ننتقل بهدوء لمناقشة التحديات والحقائق كما هي، دون لوم أو توتر.
بعدها نراجع وضوح الأدوار…
فكم من مشكلة تبدأ من سوء توزيع المسؤوليات أو التدخل في مناطق الآخرين؟
ثم نناقش الأولويات والرؤية…
- هل نحن متفقون؟
- هل هناك جهود مهدرة؟
- هل هناك مخاطر نتجاهلها؟
ولا ننسى الجانب الإنساني:
- ضغط العمل
- الحياة الشخصية
- الدعم النفسي
والأهم…
- كيف نحافظ على صداقتنا مع مرور الزمن؟
وفي النهاية نغلق الجلسة بروح تفاؤل:
- ما الذي نريد تحقيقه قبل الاجتماع القادم؟
- وما الذي يمكننا تحسينه كأشخاص قبل أن نكون موظفين؟
لماذا كانت التجربة مؤثرة؟
لأن الحوار كان منظمًا…
ومساحته آمنة…
وصوته إنساني قبل أن يكون إداريًا.
لاحظنا:
✨ انخفاض التوترات غير المرئية
✨ ارتفاع الثقة بين الشركاء
✨ قرارات أوضح
✨ وانسجامًا أكبر داخل الفريق
الأهم…
شعر كل فرد أنه يُرى ويُسمع ويُقدَّر.
الخلاصة
العلاقات — سواء كانت عاطفية أو مهنية — لا تزدهر عفويًا.
هي بحاجة إلى وعي، ومصارحة، ومساحة آمنة للحوار.
فكرة State of the Union لم تعد حكرًا على الأزواج…
بل يمكنها أن تنقذ شركات ناشئة، وتبني ثقافة عمل إنسانية وصحية.
ولذلك نحاول أن تكون State of the Startup بالنسبة لنا ثقافة ليست مجرد اجتماع لتكون طريقة حياة داخل الشركة.
اذا اردت تحميل الملف التفصيلي للعملية من هذه الوصلة اضغط هنا State of the Startup