تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
395 كلمة 3 دقيقة

أوقات كثيرة قد تمرّ علينا نشعر فيها بنوع من الطفش والكسل وقلّةٍ في إنتاجيتنا وقد لا نعرف السبب، ولكنّنا بالتأكيد نشعر بالغضب والإحباط وربّما الشعور بالذنب بسبب قلّة الإنتاجية ممّا يدخلنا في دوّامة لا نستطيع الخروج منها؛ فالشعور بالذنب قد يسبّب المزيد من الإحباط والذي بدوره لا يساعدك في الإنتاج ممّا يزيد الطفش والشعور بالاستياء من أنفسنا.

عموما عند مرورنا بمثل هذه المواقف والتي هي في العموم أشياء عادية ويمرّ بها الجميع، لا نعلم عادة ما سبب تلك الحالة، والتي قد تكون أمورًا واضحة ولكنّها قد لا تخطر على بالك بأنّها هي السبب أو قد تتجاهلها أو لا تشعر بأنّها هي السبب، فقد تكون بسبب ضغط في العمل أو مشكلة عائلية أو ضائقة مالية أو ربّما جميعها مجتمعة، المهمّ في الموضوع أنّها فكرة فيروسية خبيثة استولت على تفكيرنا في ذلك الوقت وبلغة الكمبيوتر – يصبح المخ مهنق– ربّما بسبب استهلاك كافّة الموارد : ) الفكرية.

الجميل بالموضوع وبما أنّها فكرة فيمكن استبدالها بفكرة أخرى، وإن لم تستطع فيمكن تخفيف وطأتها بفكرة أخرى، كما لو أضفت القليل من الماء البارد على كوب شاي شديد السخونة.

ابدأ أولاً بمحاولة البحث عن الفكرة الخبيثة المسبّبة لذلك وحاول تحليلها سريعا، على سبيل المثال ربّما لديك موعد نهائي لتسليم مشروع أو غيره، فكّر للحظة ما أسوء ما قد يمكن أن يحدث وكيف يمكنك أن تتغلّب عليه، ومن ثمّ ابحث عن الذي يمكنك فعله الآن لحلّ تلك المشكلة أو تخفيفها.
الغريب في الموضوع هو أنّي قرأت في مكان ما –لم أعد أذكر– بأنّ تغيّر الجو قد يكون سببا رئيسيا في ذلك الشعور، لذا فإنّ البعض في هذه الأيام وبسبب دخول فصل الشتاء بسرعة –لا يوجد لدينا فصل الخريف– قد يحسّ بقليل من هذا الشعور، وفي الوقت نفسه قد تمرّ عليه أوقات في اليوم يشعر فيها بانتعاش شديد، لذا ابحث عن هذه الأوقات وحاول استغلالها.

أعتقد أنّ تغيير المكان قد يسبّب الشعور نفسه وخصوصا إن لم تكن مستعدا أو لم تكن لديك خطط لذلك، لذا قد تجد مَن يسافر للسياحة ولم يخطط مسبقا لرحلته قد يشعر بهذا الإحساس والذي قد يضيّع عليه عطلته بل وقد يشعره بالسوء وكره الرحلة بالكامل.

الحلّ في مثل هذه الأمور هو ما يسمّى بعمل الخطط المؤجلة أو التي تحدّثت عنها سابقا في مقالتي (مصفوفة الأولويات)، والتي تقع في مربّع (غير مهمّ وغير عاجل)، والتي يمكن الاستغناء عنها أو كتابتها في مكان ما ويمكن الرجوع إليها في مثل هذه الأوقات وذلك لأنّها غير مهمّة ويمكن تركها غير منتهية في أيّ وقت، وفي الوقت نفسه هي غير عاجلة فلا ضغوط عليك إن لم تنجزها.

دمتم ناجحين