نعم العنوان صحيح وليس به خطأ وهو بالضبط ما قصدته، فكم تكلّفك ساعة نوم من النقود؟ هل فكّرت في ذلك من قبل؟ قبل أن تبدأ أودّ أن تقوم بقراءة المقال السابق لي بعنوان (كيف تضع سعرا لبرنامجك أو تصميمك أو عملك) وبه قمت بوضع معادلة مبنيّة على راتبك/ معاشك الحالي أو المتوقّع كأساس لحساب سعر ساعتك والتي يمكنك أن تبني عليها تكلفة أيّ عمل تودّ أن تقوم به وذلك بحساب وقته.
هذه المقالة ربما تكون تتمّة لتلك أو ربما غير ذلك، ولكن لها علاقة وإن لم تكن وثيقة إلا أنّها دائما تعبّر عن التكلفة فكلّ شيء له كلفة، وكما ذكرت فإنّ أغلى شيء في الدنيا هو الوقت لأنّه الشيء الوحيد الذي لا يمكنك أن تشتريه أو حتى تقترضه أو تُقرضه لأعزّ من حولك، هل سمعت بأحد يُقرض خمس دقائق؟
الآن، لنضع لكل شيء تكلفة لنعرف جدواه وهو ما يسمى بوضع الوزن أو المقياس والذي يمكنك متابعته وتسجيله، وبالتالي التحكّم به وإدارته، فإنّ ما لا يمكن قياسه لا تمكن إدارته. وبافتراض أنّك قد قرأت مقالتي السابقة، وقمت بحساب سعر ساعتك فهل يمكننا أن نقيس بها ساعات اليوم بنفس التكلفة؟ أي لو كان سعر ساعتك 100 ريال فهل كلفة اليوم (24) ساعة عليك (2400) ريال أم أنّك سوف تقوم بتقسيم الساعة على (3) بافتراض أنّ عدد ساعات العمل الافتراضية يوميا (8) ساعات وهي التي تقوم بجلب النقود، أمّا الثلثان الآخران من اليوم فهما ثلث للنوم وثلث لمعيشتك والتي ربما تصرف بها هذه النقود. على كل حال، استخدم الطريقة المناسبة لك إمّا بحساب الساعة بنفس التكلفة أو بحسابها بثلث التكلفة أو نصفها وهذا يعود لتقييمك الشخصي لوقتك، فكما ذكرت سابقا لا بدّ أن تضع مقياسا حتى لو لم يكن دقيقا 100% ولكن لا بدّ أن يكون منطقيا أو أقرب للصحة لكي لا تكذب على نفسك.
كم ساعة تنام في اليوم؟
فلنفترض أنّ سعر ساعتك في اليوم هو (50) ريال، وعليه لو كنت تنام في اليوم (8) ساعات فإنّ تكلفة النوم لديك هي (400) ريال! وبما أنّك لا تستطيع أن تستغني عن النوم فلا يمكنك توفير كامل المبلغ، ولكن بالتأكيد يمكنك توفير بعضه، لذا لو افترضنا أنّنا قمنا بتقليل هذا العدد إلى (5) ساعات فكم نكون قد وفرنا؟ الجواب: 150 ريال أي قرابة 40% أليس هذا رائعا!
أين تصرف وقتك؟
في حال قمت بتوفير هذا الوقت من النوم واستطعت توفير غيره من أماكن أخرى، فالسؤال هنا أين ستصرفه؟ أذكُرُ أنّ أحدهم أجابني بعفوية بأنّه سيقضي هذا الوقت على موقع الشبكات الاجتماعية (facebook) لأنّه -فله- على حدّ تعبيره : )
فهل فعلا يستحق موقع إنترنت مثل هذا أن تصرف عليه يوميا (150) ريال؟ وماذا عن الأشياء الأخرى المضيّعة للوقت، مثل الأحاديث الطويلة على الهاتف أو سهرات الأصدقاء اليومية أو حتى اللعب بألعاب الفيديو؟
وبالتالي، احسب وقتك صح واحسب كيف تستطيع أن تصرف هذا المبلغ، فعلى الأقل إن لم تستطع أن تجني مقابله ما يعادله من مال أو قرابته، فلا تقم بتضييعه في أشياء تافهة وتكون بذلك زبونا تمّ الضحك عليه وباع الغالي بالرخيص.
اسأل نفسك أيضا أسئلة مثل: كم تكلّفك مشاهدة التلفاز؟ كم تكلفة شرب كوب الشاي؟ كم تكلفة ذهابك إلى العمل يوميا؟ وأنتِ أختي اسألي نفسك: كم تكلفة وضع المكياج؟ كم تكلفة شراء الفستان؟
عندما نعرف القيمة ونحسّ بها فإنّنا بالتأكيد سنقوم بحسن إدارتها ودمتم ناجحين.
من مطار الملك فهد بالدمام (17) أكتوبر وخمس ساعات في الانتظار!