تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
462 كلمة 3 دقيقة

افشل بسرعة ثم حاول مرة أخرى

لا تضيّع الكثير من الوقت في محاولة إنعاش مشروع يموت فحتى الأطباء يستخدمون الصدمة الكهربائية لإنعاش القلب ويحاولون ثلاث مرات وبعدها يعلنون الوفاة.

عليك أن تحاول تغيير نموذج العمل وأن تكون مرنا في تجربة أفكار جديدة لإنجاح المشروع، فغالبية المشاريع الرقمية كانت مبنية لأهداف معينة وعند الخروج إلى السوق تم تعديلها (pivot) لتتحول إلى شيء آخر.

ولعل جوجل من أكبر الشركات التي تعتمد هذا النهج بل إن لديها موقعا يعدّ مقبرة خاصة للمشاريع ويمكنك زيارته عبر هذه الوصلة.


الأفكار على قارعة الطريق

من يعتقد بأن فكرته فريدة ويجب حمايتها فعليه أن يراجع نفسه فالفكرة لا تعادل أكثر من ١٪ فقط هذا في حال كانت فريدة وإبداعية، فإن لم تشارك الفكرة مع العالم فلن تتأكد من كونها فريدة أو هناك فعلا من سبقك في تنفيذها وما الذي ستواجهه وتتعلم منه. لن تستطيع أن تقوم بعمل تمحيص للفكرة قبل أن تصرف الكثير من المال والجهد في التنفيذ، شارك فكرتك مع الناس وسوف يساعدوك؛ فإن كانت فعلا سهلة السرقة فهذا يعني أنها سهلة المنافسة وسوف تتم منافستك عند خروجك للسوق لذا توقف عن عملها أصلا، والأهم من ذلك كله أنه حتى ولو تمّت سرقة الفكرة فلن يستطيع أحد تنفيذها مثل صاحبها. ادعوك لقراءة هذا المقال بالضغط هنا بعنوان هل تخاف على فكرتك من السرقة


المال هو الوقود الأساسي

أول سبب لفشل الشركات الريادية هو عدم توفر السيولة الكافية للاستمرار، والمشكلة الأكبر التي ينتهجها العالم منذ حوالي عشر سنوات هو منهج حرق الأموال بحجة تكوين (Unicorn) وهذا في حدّ ذاته يتطلب مطبعة أموال تقف خلف المشروع. أنا شخصيا ضدّه فليس من الضروري أن تكون (Unicorn) في مجالك، كن رابحا فقط وهذا في حدّ ذاته نجاح. الإدارة المالية للمشروع هي أهم شيء تعمل فيه لكي تنجح والتي تكون بالاستمرار والتعايش والنجاة.


عقود الشراكة

لا تظهر المشاكل عادة إلا بعد ظهور بوادر النجاح، ففي البداية يكون الجميع إما متشكّكا أو مشغولا عن التفكير في حظوة النفس وتوزيع الحصص، فقيمة المشروع  في البداية تساوي صفرا، ومهما كانت نسبتهم من ذلك الصفر فهي لا تساوي شيئا، ولكن بعد أن تصبح هناك قيمة فعلية فإن المشاكل تظهر.

أنصحك بقراءة مقالي السابق من هنا بعنوان أنواع الشراكات أربع (المال، الجهد، المعرفة، العلاقات).


المبالغة في التوقعات

الجميع يحلم بأن يؤسس شركة بحجم (جوجل) مع العلم أن (جوجل) نفسها لو حاولت اليوم بأن تؤسس شركة أخرى شبيهة بنفس الحجم فلن تنجح. هناك عوامل كثيرة لتصبح كبيرا، لذا يجب أن تكون توقعاتك منطقية. لا أقصد بأن لا يكون لديك الشغف أو الأحلام ولكن كلما كانت توقعاتك منطقية وواقعية أصبح من الممكن تحقيقها فتلك الشركات التي خالفت كل التوقعات وأصبحت ما عليها اليوم أو ما ستكونه غدا هي نادرة وتعدّ على أصابع اليد الواحدة،  ولا أقصد بأنه ليس ممكنا أن تكون أنت هو من يؤسس هذه الشركة الجديدة ولكن الرياضيات والاحتمالات ليست في صالحك والسقوط من محاولة تسلق هذا الحلم قد تكون مؤلمة ومدمرة.

خلاصة القول: ابحث عن مشاريع شبيهة وحاول أن تضع مقياسا واقعيا مبنيا على دراسة أشباه ما تقوم به (benchmark).