تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
508 كلمة 4 دقيقة

قام الصديق (مرشد محمد) والذي تربطني به علاقة قديمة منذ تأسيسه لموقع (درب)، ومن ثمّ كتابة قصّة نجاحه في كتابي (مبادرونوختاما مقابلتي له شخصيا في زيارتي الأخيرة لدبي والتي أهداني فيها نسخة من كتابه (إماراتيون كيف نجحوا؟). كنتُ قد سمعتُ عن الكتاب ولكن خلال جلستي معه في سوق ابن بطوطة حكى لي أكثر عن معاناته في نشر الكتاب والتي لم تختلف عن معاناة الأخ (رؤوف شبايك)، ومعاناتي مع نشر (كتوب)، مع أنّني شخصيا كنت أتوقّع بأنّ كونه في الإمارات وتوفّر الكثير من البرامج الوطنيّة التي تدعم الشباب فإنّ الأمور  قد تكون أسهل والطرق معبّدة بالأزهار. ولكن على ما يبدو أنّ حدسي بدأ يتأكّد بأنّه لا طرق معبّدة بالزهور حتّى في العالم الغربي، فلن تصل إلى المجد حتّى تلعق الصَّبِر،  وإلّا فإنّه لن يكون هناك طعم مختلف للنجاح.

من الأسرار التي لم تعرفوها عن الكتاب هو أنه كان من المفروض أن يصدر باسم (شو تتريى) باللهجة الإماراتية، والتي تعني بالعربية (ماذا تنتظر) ولكن رفض الناشر ذلك وطلب أن يكون باللغة العربية الفصحى.

الكتاب يحوي (6) قصص نجاح لمواطنين شباب إماراتيين عاشوا وحلموا مثلنا، ولكنّهم اختلفوا عنّا بإصرارهم على تحقيق النجاح وتعبوا وكافحوا حتّى وصلوا إلى النجاح. والجميل بأنّ كلّ واحد منهم قام بالعمل على تحقيق حلمه وحوّل هوايته إلى عمل ناجح كبير تعدّى بلده ووصل صيته عالميا، ولم يكن محلّيا فقط لكي لا يأتي المتقاعسون ويتهمّوا النجاحات العربية بالمقلّة وبأنّ كلّ ما وراءها هو التصفيق والتزمير لأنّه لم يوجد غيرها.

الكتاب رائع بكلّ ما تعنيه الكلمة ولم يتوفّر بالمكتبات حتّى السبت الماضي، وذلك بسبب الكثير من التأخير من قبل الناشر، وعليه فلقد قمت بزيارة المكتبة يوم الخميس مع أخي مرشد على أمل أن نجده بعد أن وعد الناشر بذلك. وبعد أن سمعت القصّة المفصّلة مع الأخ مرشد اتفقنا معا على اتفاق سرّي يقتضي أن يقوم كلّ منّا بعمل شيء ما. ومن حظ الأخ مرشد أنّه قد تحقّق النصف من طرفه، وبقي الجزء المتعلّق من طرفي والذي أعمل عليه وأدعو الله أن يوفقني للوصول إليه.



الكتاب يحوي القصّة المفصّلة وراء كل ناجح ابتداءً من مبتكر الفيلم الكرتوني (فريج)، ومبتكر (شعبية الكرتون)، ومصمّم دمى ألعاب (فريج) والتي تباع الآلاف منها سنويا لخارج الإمارات وخصوصا الغربيين الذين يقومون بزيارة دبي ويرغبون في الاحتفاظ بذكرى تذكّرهم بشعبية البلد العربيّ، مرورا بقصّة مبدع الإلكترونيات مصمّم البيوت الذكيّة، ولا ننسى ملك فساتين الأفراح والذي صمّم أغلى فستان عرائس وكيف عمل بيده، ولا ننسى شركة اكسيوم التي جاءت عن طريق الصدفة حتّى أصبحت فروعها في كلّ مكان وأصبح جهاز الهاتف المحمول بدونها كأنّه معيوب.

لم يقتصر الكتاب على ذكر قصص النجاح، بل تعدّى ذلك وقام بالإشارة إلى الخلفيّة البيئيّة والتعليميّة، وكيف ترعرع أصحاب القصص، وكيف فكّروا وتغلّبوا على الصعاب حتّى وصلوا إلى ما وصلوا إليه.


النتيجة النهائيّة التي توصّلت إليها شخصيا:


  • كلّنا قادرون على النجاح.

  • الفرص أكثر في بيئتنا المحلّية وبلادنا العربيّة منها في الدول الغربيّة لقلّة المنافسة.

  • العوائق قليلة مقارنة بالدول الغربية، إلا أنّ العائق الأكبر هو في تفكيرنا ونحن من صنعه وليس له مكان إلا في تفكيرنا.

قراءة ممتعة للجميع مع العلم أنّ عدد النسخ الموجودة في المكتبات محدودة، فسارعوا باقتنائه فهو تحفة فنيّة لا بدّ للجميع أن يمتلكها وخصوصا إن كانت مثل كتابي والذي عليه توقيع شخصيّ من كاتبه.

وفي النهايّة، يمكنكم زيارة موقع الكتاب على الإنترنت بالضغط هنا (www.success.ae).