تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
791 كلمة 5 دقيقة
عد معي عزيزي القارئ قرابة الستة أشهر إلى الوراء حيث تم عرض موقع تبادل الكتب (www.books-exchange.com) في مؤتمر (ديموا كامب) و في ذلك اليوم تقدم الأخ العزيز (نايف الزريق) و بعد تعريفي بنفسه قام باقتراح فكرة رائعة مفادها أن يكون هناك مبادرة منبعها موقع تبادل الكتب لتحث دور النشر و أصحاب الكتب للإشارة عن موقع تبادل الكتب و حث القارئ على مبادلة الكتاب بعد الانتهاء منه , و أذكر عندها أني قلت له شيئا فيما معناه أنها فكرة رائعة و لكن ألا ترى معي أنه من الصعب أن أقنع الناس بها و خصوصا أن دور النشر لربما تعتبرني عدوا حيث أني بهذه الفكرة قد أقلل من فرصة شراء كتاب أخر منه!
ولكنه لم يتركني فقط مع هذه الفكرة الجميلة و أخبرني بأنه بصدد تأليف كتاب و بأنه سيكون أول الكتب المبادرة و كذلك الحال تفاعل من كان حولي مع الفكرة و لربما قرر شخص أو اثنان القيام بالمثل عندما تنتهي كتبهم التي بصدد التأليف , عدت للمنزل و الفرحة تغمرني فلقد أعجب الموقع الجمهور و تفاعل معه و لربما لم أستطع النوم حتى قمت بمراسلة عدد من الكتاب و دور النشر حول هذه الفكرة و بالفعل لم ينقضي الأسبوع إلا و أتتني بعض الردود من بعض الكتاب باستحسان الفكرة و بأنهم سوف يتبنوها , ومضى أسبوع أخر أو اثنين و بدئت حماستي تفتر و عندها و صلتني رسالة على بريدي من الأخ (نايف الزريق) يسألني فيها عن شعار الموقع و إن كان لي تصور عن كيفية عرض الفكرة و قمت عندها بوضع بضعة التصورات و تركت الخيار له بوضع ما يشاء فتكفي هذه المبادرة المشكورة من طرفه
مرت أسابيع و بعدها بضعة أشهر ولا جديد و تسللت إلى نفسي فكرة مفادها أن الأخ نايف و غيره ممن تحمس بالفكرة لربما كانوا مثلي ممن بداء الكتابة و لكنه لم ينهي كتابه و لربما انتقل لعمل أخر و نسي الموضوع أو لعل الناشر لم يرضى بتبني الفكرة و لعل المانع خير
في الأسبوع الماضي و خلال اللقاء الرابع لهواة التقنية و في فترة الاستراحة تقدم مني أحد الأشخاص و بعد السلام و تعريفي بنفسه قلت في نفسي (هذا الشخص ليس بغريب علي) و لكني فعلا لم أتذكره وكانت قمة الذوق من قبله أن عرفني بنفسه مرة أخرى و تذكيري بالموضوع بعد أن أحس أني أشعر ببعض الخجل بسبب النسيان : )
هل أنهيت الكتاب؟أين الكتاب؟ , هذه كانت أولى كلماتي له و لعلها بسبب الحماسة و عودة الشعور الرائع الذي كان يعتريني عند بدايات طرح الفكرة
نعم لقد أهداني الأخ نايف أولى كتبه و الذي كان بعنوان (الأسلوب الأقوى و الألطف في التغيير) و بإهداء شخصي و خاص من نوعه جعلني أشعر بأني جزء من هذا الكتاب و لو أني كنت مشاركا في كتابته , لم أستطع تمالك نفسي من الفرح و جعلني ذلك أفشي سر مفاجئة كنت أقوم بإعدادها و هي شخصية (كتوب) و الخاصة بموقع تبادل الكتب و التي كنت أنوي تدشينها مع الموقع الجديد الذي يتم إنشائه و عندها قمت بالتنويه عن الكتاب و فكرة المبادرة في اللقاء الرابع لهواة التقنية و تدشين شخصية (كتوب) و الذي سوف يكون موضوعي التالي عنها بإذن الله
صورتي مع الأخ نايف و مبادرة تبادل الكتب
في ذلك اليوم لم أستطع مطالعة الكتاب و لكنه كان بقرب فراشي على أمل أن أتصفحه قبل النوم و لكن شدة التعب جعلتني أن أرجئ ذلك لليوم التالي و أخذته معي لدوامي لعلي أجد وقت فراغ لمطالعته وهكذا هو معي من مكان إلى مكان حتى عدت إلى المنزل حوالي العاشرة مساء و أنا مشتاق لقراءة الكتاب و أذكر أني لم أقم بتغيير ملابسي و بدئت في تصفح الكتاب ولم أستطع أن أتركه حتى انتهيت بشكل كامل
الكتاب عبارة عن 66 قصة + 1 , نعم, قصة المؤلف و سبب و ضعه الكتاب بالإضافة إلى 66 قصة من أجمل القصص المتداولة و التي طالما يستعين يبعضها كل من يقوم بالتدريب أو الإلقاء , و لعل من أجمل ما قام به (نايف) هو إضافة لمسته الشخصية على هذه القصص باستخلاص العبرة تارة و بالإشارة لقصة متممة أو مكملة تارة أخرى , نعم لقد سمعت الكثير من هذه القصص و لكنها لم تتعدى (40%) من هذه القصص فهناك على الأقل (60%) من القصص الجميلة الخفيفة التي يمكن الاستعانة بها في كل موقف, لا أخفيكم سرا إن قلت لكم , كم هي عدد المرات التي خطرت في بالي أن أقوم بتجميع القصص التي أسمعها أو أقرئها لكي تكون كمرجع لي و أستطيع الاستعانة بها في محاضراتي أو أثناء الحديث مع الأهل و الأصدقاء و ها قد تحقق الحلم فلقد قام الأخ (نايف ) بذلك عني و عن جميع المحاضرين و من هنا أنصح كل من يلقي أو يحاضر أو يود أن يضيف أسلوب القصة اللطيفة في حديثه أن يقتني هذا الكتاب فهناك العشرات من القصص الجديدة
في بعض المرات أتضايق عندما أسمع نفس القصة من محاضرين مختلفين و لعلي أقول في نفسي لقد استهلكت فهل لنا بقصص جديدة؟ و الآن لم يعد هناك عذر فكل القصص موجودة في كتاب واحد
بارك الله في صاحب الكتاب و وفقه فلقد كان أول المبادرين في دعم هذا المشروع و أتمنى أن لا يكون الأخير