تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
539 كلمة 4 دقيقة

هناك كلمة شعبية ظريفة مشهورة عند الشعب المصري الشقيق و هي ( سكنهم في مساكنهم) وتقال عند الهلع من الجن ويقصد بها دعوة الله بأن يبقي الجان في مساكنها لكي تبتعد عنهم ولا تضرهم , و لذا اخترت مسمى تسكين الأفكار كعنوان لموضوعي هذا , فالفكرة قد تأتي مسرعة وبدون سابق إنذار وتختفي بسرعة وقد تؤثر عليك سلبا أو إيجابا على الأقل وقت التفكير بها .


عل سبيل المثال لو خطرت لك فكرة القيام برحلة ما هذا الصيف ما إلى بلد تود أن تقوم بزيارته فانك سوف تشعر بالتأكيد بشعور جيد و على العكس قد تتذكر أحد مدرسيك و تشعر ببعض المغص في بطنك و خصوصا إذا كان مدرسا من النوع الشديد كما أشعر عندما أتذكر مدرس الانجليزي في المرحلة المتوسطة وفقه الله أينما كان ( نعمة الله) فقد كان حاسما شديدا و لولا الله ثم هو لما كنت أعرف حتى أن أكتب أسمي بالانجليزي لربما إلى يومنا هذا.


المثال السابق قد لا يكون خير مثال لتوضيح هدف موضوعي هذا ولكن ارتأيت أن اذكر أن الفكرة قد تكون ذكرى و ليس هذا هو ما أقصده بل ما اقصده هو فكرة أن تقوم بشيء ما أو فكرة لحل لمشكلة ما قد واجهتك أو تواجهك الآن و لان الأفكار ليس لها وقت محدد لتنبع فقد تحصل لك في أي وقت أو مكان فلذا وجب عليك أن تسارع في تسجيلها (تسكينها) لكي لا تهرب منك.


عرف عن الممثل الكوميدي شارلي شابلن بأنه قد كان يحصل على أفكار و حركات كوميدية جديدة لكي يؤديها في عروضه في وقت نومه لذا فلقد كان يحتفظ بورقة بقرب فراش نومه وما أن تأتيه هذه الخاطرة أو الفكرة فيبادر إلى تسجيلها مباشرة لكي لا ينساها.
ضغوطات الحياة كثيرة و نحن الآن بعصر سريع جدا يمر عليك به آلاف المداخلات في نفس الوقت و الكثير من التشتيت الذي يحصل لك فلن تستطيع التركيز أو حتى حفظ ما تفكر به لذا وجب الاستعداد للأفكار الجيدة لنمسكها أينما أتت.


الطرق كثيرة بداية من ترديد الفكرة و إعطائها الوقت الكافي للتفكير في أبعادها لزيادة الروابط الخاصة بها بذاكرتك و جميع جوانبها أو مشاركتها مع أحد ما أو الطريقة التقليدية في كتابتها و بوجود التكنولوجيا الآن فجميعنا تقريبا يملك مسجل صوتي في جيبه متضمنا داخل جهاز الهاتف المحمول الخاص به فيستطيع تسجيل الفكرة صوتيا و الرجوع لها لاحقا.


أنا عن نفسي استخدم كل الطرق السابقة , فعلى سبيل المثال فأفكار مواضيع مدونتي هذه تنبع لي في أوقات متعددة و أبادر في تسجيلها في مكان مؤقت و من ثم أقوم بكتابة اقتباس و مخطط ذهني بسيط عنها في مكان مخصص على جهازي و أعود لها بين الحين و الأخر لأثريها حتى تصبح موضوع جيد للطرح.
يفضل دائما كتابة الأفكار و لزيادة فعالية هذه الطريقة قم بتنظيمها و تصنيفها فمثلا لو لم تملك مفكرة مخصصة لمثل هذه الأمور أو أحد تطبيقات الحاسوب المساعدة فيمكنك وضعها في مجلدات مصنفة مثلا ( أفكار للعمل - أفكار للبيت - أفكار مستقبلية ... الخ) و قم بكتابتها في ملفات نصية بعنوان الفكرة و كتابة بعض التفصيل ومن ثم اتركها للرجوع إليها لاحقا.


من فوائد هذه الطريقة هي تفريغ العقل فلو كنت تملك الكثير من الأفكار أو تحاول حفظها في دماغك فسوف تتزاحم هذه الأفكار مما لا يترك المجال لغيرها من الأفكار الجديدة من القدوم و يسبب شتات و ضياع لها , أما بتسكين الأفكار فأنك و بشكل غير أرادي سوف تحس بنوع من الراحة النفسية لان كل ما فكرت به محفوظ في مكان و يمكن الرجوع له في أي وقت.