بالتأكيد قد سبق لك تجربة أحد تطبيقات النقل التشاركي مثل تطبيق أوبر (Uber)، راجع في ذهنك رحلة العميل وتابع معي هذه التدوينة لتعرف لماذا أنت بحاجة إلى (قائد) مثل (كابتن) أوبر لتنجح شركتك الريادية.
رحلة (1)
وصلت المطار وبعد أن نجحت بالنجاة من (القراصنة) الذين يعرضون علي خدمات التوصيل، وإذ (بكابتن) اوبر ينتظرني عند نقطة اللقاء، صعدت معه دون ذكر أي تفاصيل وإذ به يتحرك بمركبته في طريق المطار دون أن يحتاج إلى تشغيل تطبيق الملاحة، فهو قد بدء الرحلة وعرف مسبقا أين هي (الوجهة) من التطبيق، قمت باستغلال الوقت خلال الرحلة بقراءة بعض الرسائل البريدية وراجعت قائمة مهامي ومواعيدي.
وخلال طريقنا صادفنا زحاما غير متوقع وإذ به يحاول أن يتلمس هاتفه لمعرفة أي طرق بديلة قد تنجيه من هذا الزحام، في تلك اللحظة صادفته (كاميرات) مراقبة السير وإذ به يحصل على مخالفة حمله للجوال، فما كان منه إلأ أنه عبر عن انزعاجه بجملة (الله المستعان سأضطر لمضاعفة عملي هذا الأسبوع حتى أستطيع أن أسدد قيمة المخالفة)، استمر في طريقه حتى وصلنا إلى وجهتنا فأنزلني فشكرته ودعوت له وكافئته بتقييم ممتاز.
رحلة (٢)
وصلت لمطار أخر في بلد أخر وبعد أن نجحت بالنجاة أيضا من (القراصنة) الذين يعرضون علي خدمات التوصيل، وإذ بسائق أوبر ينتظرني في مكان اللقاء، لكن هذه المرة بعد أن ظهر في التطبيق مكان وجهتي بدى التجهم على وجه السائق، هم بالقيادة مسرعا متخطيا السرعة القانونية، خلال الطريق لما يفارق هاتفه الجوال يديه وأعينه بين الطريق وبين هاتفه، وطوال الرحلة وأنا أتابع عن طريق هاتفي (تطبيق الملاحة) لأتأكد من كونه على الطريق الصحيح وبأنه لن يحتال علي بأخذي من طرق غير صحيحة أو طويلة.
وما أن وصلنا وجهتنا لم أنزل حتى أتأكد مما سيطلبه من رسوم للخدمة، إذ أن خدمة أوبر في هذه البلد تتيح للسائق أن يغير رسوم الخدمة بما يريده، وإن كانت غير صحيحة أو ظالمة يمكنك أن تبدأ في رحلة المطالبة عبر الدعم الفني مما يضيع المزيد من وقتك، أو لربما أنهيت الخدمة بشجار مع السائق لكي لا يقوم بذلك.
هممت بالنزول من السيارة وأنا أحمد الله على السلامة وقدماي تكادا لا تحملاني من التوتر.
تحليل الرحلة:
- في الرحلتين كانت لدي (الفكرة) أود الذهاب من النقطة (A) إلى النقطة (B).
- في الرحلتين لم أضطر لإخبار السائق بأي تفاصيل أو اتفاق ولكن في الرحلة الأولى كان هناك قانون منظم ورادع للسائق اضطر لاحترامه واتباعه، والثاني كان مستهترا ولم يبالي بالقانون.
- في الرحلة الأولى تصرف القائد عندما واجهته العقبة (الزحام) واستعان بالأدوات المساعدة (تطبيق الملاحة).
- في الرحلة الأولى عندما أخطأ السائق علم بأن عليه أن يضاعف مجهوده للتعويض عن خطأه.
- وصلت لوجهتي في الرحلتين، الرحلة الأولى كانت ممتعة، الرحلة الثانية كانت مزعجة.
الخلاصة:
في شركتك الريادية أنت بحاجة لقائد تخبره (بفكرتك \ وجهتك) ومن ثم يقوم بخبرته بـ (القيادة) بك ضمن القوانين والتشريعات التي تنظم عمله، والتصرف بحكمة عندما تواجهه العقبات، ويتحمل مسؤولية وتبعات قراراته لكي يصل بك إلى الوجهة النهائية دون الرجوع لك، وإضاعة وقتك في متابعته وتصحيحه، وبنهاية الرحلة يحصل منك على المقابل المادي للخدمة والتقدير المعنوي والدعاء له.
عليك أن تفتش عن (القائد) ولا يغرنك عروض (القراصنة) من مدعين الخبرة في المجال، وكن حريصا خلال رحلتك في حال كان (القائد) الذي اخترته مستهترا أو لا يحترم القوانين، ففي النهاية وإن نجح هذا (القائد) بإيصالك إلى وجهتك فلن تكون رحلة ممتعه بل ومحفوفة بالمخاطر ومضيعة لوقتك, فلربما كان من الأفضل في أن تستغني عنه والقيادة بنفسك.