تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
812 كلمة 6 دقيقة

قصة النجاح هذه أنقلها لكم من كتاب (Outliers: The Story of Success) والذي أترجمه (المتميزون : وقصص نجاحهم) و هي قصة لشخص الكل تقريبا يعرفه بل و الجميع قد سمع قصة أو أكثر عنه و لربما بعضها مثير للجدل حول نجاحاته أو كيفية تحقيقه للثراء, بل و قد تربع على عرش أغنى أغنياء العالم لمدة طويلة و أخيرا تقاعد لكي يتبرع بمعظم ثروته للأعمال الخيرية.


صاحب مقولة (ليس خطأك أن تولد فقيرا ولكن خطؤك أن تموت فقيرا) نعم إنه بل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت عملاقة البرمجيات في العالم , سوف تسمعون كما أعتقد مثلي ولأول مرة لأسباب نجاحه الحقيقة أو التي جعلت منه شخصا مؤهلا للنجاح , فالنجاح لا يمكن تقييده فقط بالذكاء أو بالملكات الفطرية لدى الأشخاص , فهناك أشخاص وصوفوا بالغباء صريحا ولكنهم نجحوا لان البيئة المحيطة ساعدتهم أو لعلهم كانوا يتحلون بالصبر و حبهم للعمل


متى ولد بيل جيتس؟
و لد بيل جيتس في العام 1954 ميلادي وهذه أولى أسباب نجاحه, بالتأكيد ليس للسنة نفسها علاقة بتخاريف المنجمين و بحالة الأقمار أو الأبراج , بل (السبب الأول) هو الحقبة الزمنية التي عاشها بعد ميلاده , ولد بيل جيتس في مدينة سياتل الأمريكية في عائلة ميسورة الحال فالأم و الأب عاملين في مراكز مرموقة فالأم كانت رئيسة مجلس إدارة و أبوه كان رئيسا لأحد البنوك و هنا يأتي (السبب الثاني) ,عندما كان يبلغ من العمر 13 سنة وهو في الصف الثامن ألحق في مدرسة داخلية و قد اشترت له أمه جهاز كمبيوتر (محطة طرفية) من نوع (ASR) و هذا (السبب الثالث)


لم يكن أحدا في كل مدرسته أو في مثل سنه يملك الإمكانية لامتلاك مثل هذا الجهاز في ذلك الوقت , وبالكاد كانت الجامعات الكبيرة تحتوي على أجهزة كمبيوتر , وكان يقضي معظم وقته على هذا الجهاز الذي كان يستخدم أحد أجهزة الخادم للمشاركة في مصادره (السبب الرابع), و في ذلك الوقت كان شغفه بالبرمجة حتى أنه أقنع مدرسيه لكي لا يحضر بعض الحصص المهمة وذلك للعمل على أنظمة برمجية لإحدى الشركات الكبيرة
و بعدما انتهى من دراسته والذي نجاح بها بتقدير عالي جدا (السبب الخامس) التحق بيل جيتس للعمل في إحدى الشركات من أجل تطوير و تعديل إحدى تطبيقاتها و ذلك مقابل السماح له للعمل على أجهزة الحاسب الخاصة بالشركة بعد انتهاء الدوام , مما أتاح له المزيد من التدريب


عندما أكمل بيل جيتس دراسته العليا التحق بجامعة هارفارد العريقة و في سنته الأولى تعرف على شريكه الحالي ستيف بالمر و أساسا بعدها بسنة شركتهما للكمبيوتر و كان ذلك في العام 1974 (عمره حينها 20 سنة) و بعد ذلك بعام بدئت بوادر ثورة التكنولوجيا بالظهور (السبب السادس)


لن أكمل القصة بعد ذلك و يمكنكم الرجوع لموقع موسوعة ويكيبديا للحصول على باقي التفاصيل و المعلومات و لكن ما يهمنا الآن و كتابنا هو الأسباب الحقيقيه و راء هذا النجاح بهذا التحليل


عندما بدئت الثورة التكنولوجية في السبعينيات كان عمر بيل جيتس مناسبا للالتحاق في هذه الثورة فلم يكن مرتبطا بزواج أو عمل بعد و كذلك الحال كان قد أنهى دراسته , و بسبب الحالة الميسورة لوالديه تمكن من الحصول على جهاز كمبيوتر أتاح له وقتا كبيرا للتدريب هذا و بالإضافة إلى بنائه للخبرات العملية في البرمجة عندما عمل في عدة شركات بالمجان مقابل وقت أكثر يقضيه أمام الحاسب هذا بالإضافة إلى برمجته عدة تطبيقات لخدمة جامعته وبالنهاية فلقد كان طالبا ذكيا و تخرج بمجموع عالي و بدء شركته الخاصة في الوقت المناسب و قبل بلوغ الثورة التكنولوجيا أوجها


و بعد هذا التحليل نعود لكتابنا الذي يركز على أن النجاح مزيج من المكونات و العوامل لتصنع المتميزين


الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة
يتحدث الكتاب عن قاعدة جديدة سماها عشرة ألاف ساعة و التي يعني فيها أن أي شخص يقوم بالتركيز / التدريب / الممارسة على شيء ما فأنه سوف يكون مبدعا فيه و عندما حللها الكاتب ذكر بأن طلاب المدارس و الذين تميزوا مستقبلا في مجال الرياضة كانوا قد أتموا هذا الرقم بالتدريب ابتداء من بضع ساعات بالأسبوع إلى بضع ساعات في اليوم كلما تقدم السن و شغف الطلاب بهذه الرياضة و الذي قد يحتاج إلى عشرين سنة بالمتوسط للوصول إلى هذا التميز


فلو افترضنا أننا نقوم بالتدرب لمدة ساعتين يوميا على شيء ما و هذا يعني 730 ساعة سنويا أي أننا نحتاج إلى أكثر من 13 سنة لننهي هذه العشرة ألاف ساعة


وبعد عرض هذه القاعدة دعنا نعود لقصة بطلنا (بيل جيتس) , متى استطاع أن ينهي هذه العشرة ألاف ساعة؟
كما ذكرنا قصته سابقا فلقد كان يقضي معظم وقته جلوسا بقرب الكمبيوتر و إن كان اعتقادي صحيحا , فعندما امتلكت جهاز حاسب لأول فترة كنت لا أفارق الجهاز إلا للنوم بضع ساعات يوميا و بعدها بدئت تقل حتى وصل المتوسط الحالي بالنسبة لي يصل إلى 10 ساعات يوميا على الأقل
و إذا افترضنا أن بيل جيتس أنهى هذه العشرة ألاف ساعة خلال ثلاث سنوات و الممتدة منذ حصوله على جهاز الكمبيوتر وحتى دخوله الجامعة فأنا هذا يعني أنه كان يقضي أكثر من 9 ساعات يوميا بقرب الكمبيوتر


كيف أصبح متميزا ؟
من القصة السابقة و القصص الأخرى و الملاحظات في كتاب المتميزون خلص الكاتب إلى أن الفرصة المناسبة في الوقت أو البيئة المحيطة و التعليم هذا بالإضافة إلى الذكاء الطبيعي ما هي إلى مقومات مساعدة من أجل النجاح و التميز و لكن كل هذا لا يمكن أن يرى النور دون العمل الدءوب و الممارسة و التدريب المتواصل