صابر بتايا مسلم هندي الجنسية أنهى تعليمه و ترعرع في الهند و تخرج من مدينة بنغلور الهندية في العام 1985 و أنهى تعليمه في بأمريكا في العام 1989 و حصل فيها على الماجستير في الهندسة الالكترونية و قام بالعمل في شركة أبل لتصميم دوائر الكترونية لبعض الأجهزة الخاصة بالشركة , و في تلك الفترة كان صابر قد سمع بالنجاحات الكبيرة التي حققتها الانترنت فقام بالعمل على الانترنت و أثناء تجاربه خطرت في باله فكرة لعمل موقع يكون كقاعدة بيانات للمستخدمين يقوموا بتخزين بياناتهم فيها مثل دفتر الهاتف و العناوين و المفكرة و عندها قام بالعمل على بناء خطة عمل بمجرد ما خطرت في باله الفكرة , و قام بعرضها في اليوم التالي على صديقه (Jack Smith) و الذي أعجب بالفكرة و قرر العمل مع صابر عليها مباشرة , و بدئا بالعمل على هذا المشروع سويا, و بعد فترة بسيطة عرض صابر على صديقه (جاك) بأن يقوم بالاستقالة و أن يقوم (صابر) بدفع نصف راتبه لـ (جاك) بما أن راتبه أكثر و بهذا يتفرغ أحدهم للعمل و الأخر يبقى ليؤمن مبلغا ماليا للمعيشة
بعد فترة من العمل المستمر على المشروع قامت الشركة التي كان يعمل بها صابر بتركيب أحد الجدران النارية و الذي منعهم من إمكانية وصولهم للبريد الالكتروني الشخصي الخاص بهم و الذي كان صابر و جاك يتبادلانها من اجل إنهاء عملهم و لذا كانوا يقوموا بتبادل البيانات عبر الأقراص أو عبر الأوراق بينهما و من ثم خطرت لهم فكرة بما أن مواقع الانترنت غير محجوبة و يمكن للجميع الوصول لها فلما لا يكون موقعا لتقديم خدمة البريد الالكتروني! بدلا مما فكرا فيه بالبداية و بدئا بتحويل العمل على هذا الأساس و لكنهم لم يقوموا بتغيير خطة العمل حيث كانوا يقوموا بعرض الخطة الأولى على المستثمرين خوفا من أن يقوموا بتقليد الفكرة و كانوا ينوون في حال تقبل أي مستثمر فكرتهم الأولى فسيعرضون عليه الفكرة الجديدة مباشرة و هذا ما حدث بعد مفاوضات مع عشرات شركات الاستثمار
بعدما اجتمعوا مع الشركة المستثمرة سألتهم كم المبلغ الذي يريدونه فقام صابر بعمل حسبة سريعة و طلب فيها (3) ملايين دولار و لكن رئيس الشركة رفض و أعاد صياغة سؤاله لصابر كم تحتاج لتثبت لنا بأن ما تقول عنه سيعمل ؟ فقام صابر بطلب نصف مليون دولار و لكن الرئيس قال له لا سوف نعطيك فقط (300) ألف و نحصل بالمقابل على (30)% من قيمة الشركة و التي نقدرها بـ (1) مليون دولار و لكن صابر قام بالتفاوض معهم حتى عدل القيمة إلى (3) ملايين و أبقى لهم (15%) فقط مقابل ما دفعوه كدفعة أولى
خلال سنة واحدة فقط وصل عدد المسجلين بالموقع (7) ملايين و هو رقم كبير حصلوا عليه و عندها قامت مايكروسوفت بالتفاوض معهم للاستحواذ على شركتهم و ذلك لأنهم استطاعوا بعدد قليل جدا لا يتعدى (60) موظف استقطاب و تشغيل هذا العدد الكبير من المستخدمين و هو ما لم تستطع مايكروسوفت عمله بواسطة (1700) موظف مع موقعها المشابه (MSN.com) و بعد مفاوضات كبيرة وصلوا للرقم التي بيعت فيه الشركة إلى مايكروسوفت بمبلغ و قدره (400) مليون دولار و حصل فيها صابر على مبلغ كبير مقابل المبلغ الذي كان يملكه عند وصوله لأمريكا و الذي كان فقط (250) دولار
خلال المفاوضات مع مايكروسوفت عرضت عليهم بالبداية 60 مليون دولار و لكن صابر أراد أن لا يعطي قرارا فاعتذر منهم قائلا بأنه لابد أن يعود لشركائه لكي يتفاوض معهم و لكن كبير المفاوضين في مايكروسوفت قال لصابر نحن نعلم أن شركائك فوضوك بشكل كاملا لإتمام الصفقة فلما لا تجلس ونتفاوض معا للوصول لحل يرضي جميع الأطراف
كان صابر بالذكاء لاحتساب أن مايكروسوفت تريد أن تحصل على الحل السحري الذي طوروه و ذلك بعدما قاموا بعمل تعديلات على سيرفراتهم و تطبيقاتهم للتحمل هذا الرقم الكبير من المستخدمين و في نفس الوقت لا تحتاج إلى فريق كبير لإدارته و عندما حسبها صابر وضع في حسبانه أن عدد الموظفين الكبير لدى مايكروسوفت سيقل و بالتالي ستقل التكاليف على الشركة و هذا يعني توفير كبير و لذا فإن مايكروسوفت ستدفع أكثر من المبلغ الأول
عندما سئل صابر على ماذا كانت تحتوي خطة عمله الأولى و كيف استطاع أن يبنيها في يوم واحد مع أن لا علم له في إدارة الأعمال و لم يبني خطة عمل سابقة , فقال بان خطة العمل عبارة عن وسيلة تواصل تقوم بشرح كل شيء عن العمل للشريك المحتمل و لذا فإن مهاراتي في التخاطب هي التي ساعدتني في وضع خطة عمل تشرح بلغة سهلة ما أريده