تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
573 كلمة 4 دقيقة
الإنتاجية أو كما يعرفها البعض بالفاعلية هو الكم الذي تقوم بإنتاجه يوميا أو خلال وقت ما كل في مجاله مثلا لو توجهنا لشخص يعمل كسكرتير أو ناسخ على الآلة الكاتبة فسيخبرك أن سرعته هي 60 كلمة في الدقيقة على سبيل المثال و هذا يعني أنه يستطيع كتابة ما مجمله 60 كلمة في الدقيقة الواحدة و التي تعني تقريبا أنه يحتاج إلى 4 دقائق لكل صفحة أي لو طلبنا منه كتابة تقرير من 10 صفحات فإن ذلك قد يحتاج منه أكثر من 40 دقيقه لو افترضنا أن سرعته قد تقل في بعض الأحيان و ذلك بسبب بعض الأخطاء و صعوبة اللغة أو بسبب التشتيت الذي يحصل عليه و بالنهاية يحتاج إلى وقت للمراجعة و كذلك وقت إضافي للتنسيق أي ما يحتاجه هو (ساعة) لكل تقرير من عشر صفحات
بعد أن علمنا بأن إنتاجية السكرتير تعادل تقرير من 10 صفحات في كل ساعة فهل يصح أن نقول بأننا نستطيع إيكال مهمة إنهاء 8 تقارير يوميا أو كتابة 80 صفحة بما أن عدد ساعات دوامه هي 8 ساعات يوميا؟ بالتأكيد لا , لان هذا شخص و ليس آلة و إن كانت إنتاجيته عالية في بداية اليوم فستقل مع مرور الوقت كما أن له حاجات أساسية قد يقضيها كما أن هناك مشتتات كثيرة من الهواتف و الموظفين من زملائه و بالنهاية فهو يحتاج إلى بعض الوقت للراحة على الأقل لمدة (5) دقائق بعد كل ما مقداره (40) دقيقة من العمل المتواصل تقريبا
الآن ما هي إنتاجيتك أنت في مجال عملك فهل تستطيع أن تحدد ذلك؟ أي كان مجال تخصصك فتستطيع أن تحدد و بشكل تقريبي مدى فاعليتك مثلا أنا عن نفسي أستطيع أن أقول بأن فاعليتي في النهار لا تتعدى (4) ساعات من (8) في الأوقات العادية و قد تصل إلى (7) من (8) في حالات الطوارئ و الحالات الخاصة و لكن يتبعها ذلك باقي اليوم للراحة من فرق الـ (3) ساعات الإضافية لاني بذلك أكون استنفذت كامل قواي , السؤال الذي قد يتبادر في ذهنك هو كيف علمت ذلك أو بشكل أصح كيف استطعت أن أقيس ذلك؟ و هل تستطيع أنت أن تقيس ذلك أو على الأقل تتأكد من مدى صحة الرقم التقريبي الذي ذكرته في مدى فاعليتك اليومية؟
منذ بضعة أيام كنت في زيارة لدى أحد أصدقائي و كانت بحضور صديق مشترك ثالث و في نهاية اليوم اقترحنا بأن نتعشى سويا و كان الاقتراح هو طلب البيتزا و كان من الأفضل أن نذهب نحن لإحضارها و ذلك لتوفير وقت الانتظار و الضياع الذي قد يصب عامل توصيل البيتزا و لذا تبرع صاحبنا بالذهاب لإحضارها مع العلم بأن المحل قريب جدا و لكنه بحاجة إلى سيارة بنفس الوقت و بعد قرابة (25) دقيقة عاد صاحبنا و معه البيتزا فسألته هل كانت جاهزة عندما وصلت أم اضطررت لانتظار ؟ فقال لي بل كانت جاهزة و أخذتها مباشرة و أتبع بأن الوقت لم يستغرق منه سوى (5) دقائق ذهابا و عودة , فأخبرته بأن ينظر بساعته فلم يلاحظ ذلك فأخبرته أن يعاود سجل محادثاته و يقارب الوقت الذي احتاجه فوصلنا لنتيجة (25) دقيقة و بدا عليه متفاجئا من ذلك
الهدف من ذكر القصة السابقة أن صاحبي لا يملك مهارة الإحساس بالوقت بل و الكثير من الناس كذلك و هذه المهارة تحتاج إلى تنمية لدينا لتساعدنا في معرفة مدى إنتاجيتنا في كل شيء نقوم به باليوم و إن كان مقالي يتحدث عن الإنتاجية بالعمل و لكن من الممكن أن نطبق ذلك على كل شيء في حياتنا اليومية
السؤال الآن هو كيف تقوم بقياس مدى فاعليتك و الأهم كيف تنمي مهارة الإحساس بالوقت و عليه التقدير الصحيح للوقت في كل شؤون حياتك؟
الجواب في الجزء الثاني من هذه المقالة لكي لا أطيل عليكم في مقالة واحدة فانتظروني : )