لقد حان الوقت للكمبيوتر أن يتعرّف على ما نشعر به من انفعالات!
اليوم سأتحدث عن رائدة أعمال مصرية الأصل انتقلت للدراسة في (MIT) وخلال فترة دراستها عانت الكثير بسبب انقطاعها عن أهلها في مصر وكانت في كثير من الأحيان تشعر بالاكتئاب والحزن حتّى البكاء بسبب عزلتها، وخلال دراستها لاحظت بأنّها تقضي وقتا أطول مع الكمبيوتر أكثر ممّا تقضيه مع النّاس من حولها، لذا فكّرت في كيفية جعل الكمبيوتر يتعرّف على ما تشعر به لكي يكون هناك من يشاركها لحظاتها! فكرة غير طبيعية، وبالتالي فكّرت في أن تقوم بتطوير تقنية للتعرّف على ما يشعر به المستخدم عبر كاميرا الجهاز (لابتوب، هواتف ذكية، ...إلخ) وقد نجحت في ذلك مع فريقها الخاص عبر فهرسة ملايين الوجوه والتعابير وتعليم الكمبيوتر طرق التفريق بين الابتسامة الحقيقية والابتسامة المصطنعة وغيرها من الانفعالات التي تظهر على الوجه، وبعد ذلك حوّلت هذا العمل إلى شركة خاصة خارج أسوار الجامعة (http://www.affectiva.com).
هذه التقنية متوفرة الآن كمحرّك ومكتبة (SDK) للمطوّرين ويمكن حتّى دمجها وتشغيلها على الهواتف الذكيّة أو ضمن أي تطبيقات، ولذا قريبا ستستخدم هذه التقنية في الكثير من التطبيقات ولعلّي أفكّر في أحدها مثلا في أن تكون ضمن يوتيوب بحيث يتعرّف صاحب الفيديو المرفوع على يوتيوب عن شعور المشاهدين لمقطع ما (هل أصيبوا بالدهشة؟ هل ضحكوا؟ هل استاؤوا مما شاهدوه؟ أم أصيبوا بالقرف من هذا المشهد؟) وغيرها من التعبيرات التي بالطبع ستساعدك في التعرف على مدى تأثير ما قمت بتقديمه وبالطبع تحسينه.
التطبيقات والاستخدامات لا نهائية، وبالطبع ستكون جُزءًا من ضمن الكثير من حياة الروبوت الجديد، والكثير من التطبيقات والألعاب وبرامج خاصّة للتواصل والتعرّف على مزاج المستخدم وإرسال التوصيات له، وبوجود هذه التقنية مع التكامل مع ما يسمى (التقنية الملبوسة-wearables) وبهذا يمكن التعرّف مثلا على مزاجك في حال الغضب وزيادة درجة البرودة أو فتح مقطع فيديو مضحك أو الاتصال بصديق في حال تعرّف الكمبيوتر على أنّك حزين.
رنا القيلوبي (Rana el Kaliouby)–تعرف عليها أكثر في ويكيبديا من هنا-، أو عبر حسابها على تويتر (kaliouby) هي رائدة الأعمال المصرية صاحبة هذا العمل، والتي تفتخر بكونها زوجة ومسلمة وقد قامت بهذا العمل، وأدعوكم من هنا للاطلاع على فيديو قصير يتحدث عن ما قدمته مع تجربة حيّة لتطبيقها عبر مؤتمر (تيديكس)–اضغط هنا لفتح الفيديو على تيد.