تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
518 كلمة 4 دقيقة

العالم كلّه يتّجه ليكُون له مَوطِئ قدم في عالم الهواتف الذكيّة؛ لِمَ لا؟ فاليوم أصبح كلّ شخص متّصلا بالإنترنت بشكل دائم من خلال هاتفه المحمول الذي لا يفارق يده طوال اليوم بل وينام معه، وهو أوّل ما يشاهده صباحاً وآخر من يودّعه مساءً، بل إنّ شركة جوجل قبل فترة قامت بإصدار تنبيه بأنّها لن تأخذ المواقع التي لا تدعم واجهة الموبايل بنفس الأهميّة في نتائج البحث، فقد لا يظهر موقعك ضمن نتائج البحث في حال قام الباحث بالبحث عنك عن طريق هاتفه المحمول في حال لم يكن موقعك يدعم الهواتف الذكيّة.


تصلني عشرات الطلبات شهريا –بلا مبالغة– من الكثير ممّن لديه فكرة ويودّ أن يحوّلها إلى تطبيق للهواتف الذكية، ويمكن للجميع فعلا أن يجد فكرة رائعة ومطلوبة ولكن بالتأكيد الكثير لا يعرف كيفية تطبيقها، لأنّه ببساطة ليس مبرمجا أو لا يعرف من أين يبدأ.


عالم الموبايل يشهد منافسة شديدة بين الشركات وخصوصا بين العملاقين (شركة أبل وشركة جوجل) عبر أنظمتها المخصّصة للهواتف الذكية في أجهزة (أيفون مع نظام iOS) وأجهزة تعمل بنظام (أندرويد Android)، فتجد الشركات تطلق مؤتمراتها وتحدّث أنظمتها كلّ ثلاثة أشهر تقريبا، ومع كلّ تحديث في الأنظمة هناك المزيد من التعقيد الذي يأتي مع تنوّع التقنيات والمميّزات والخصائص التي تدعمها هذه الأجهزة، فلم يعد التطبيق مجرّد تطبيق عادي يعرض البيانات بل أصبح يتفاعل مع المستخدم ومع العالم المحيط من حوله وأصدقائه، بل قد تجده يرتبط مع أجهزته الأخرى ويتكامل ما بين عالمه الافتراضي مثل الشبكات الاجتماعية أو الأجهزة المحمولة وغيرها.


زيادة الخصائص والمميّزات تعني زيادة في خصائص التطبيق وبالتالي هذا ينعكس على تعقيد التطبيق من الناحية البرمجية، فإن لم تقم بمجاراة هذا التطوّر بل ومسابقته فإنّ غيرك من عشرات التطبيقات المنافِسة والشبيهة ستسبقك ويكون لها السبق في التصدّر.


يبحث المستخدم دائما عن الأفضل ومع تعدّد الخيارات البديلة من كلّ تطبيق أصبح من الصعب أن تبقى مكانك وتعتمد على شهرة وقوّة تطبيقك في مرحلة ما، فإن أصبح تطبيقك لا يدعم الخاصيّة الفلانية فإنّ المستخدم سرعان ما سيقوم باستبدال تطبيقك والانتقال إلى تطبيق آخر يوفّر له ذلك، لِمَ لا وغالبية هذه التطبيقات تكون مجانيّة أصلا؛ فلن يخسر المستخدم شيئا، والخاسر هو أنت كصاحب التطبيق، فإن لم يكن هناك مستخدمون؛ فإنّ استثمارك سيكون مآله الفشل في النهاية.


المشكلة تكمُن في أنّ دخولك لهذا العالم يتطلّب منك استثمارا مستمرًّا لتبقى في المقدّمة أو قريبا منها وتوقفّك عن التطوير يعني خروجك من السبق، لذا فإنّ أكبر مشكلة قد يقع فيها من يودّ دخول هذا العالم هو أن يبدأ بفكرة بسيطة غير كاملة من ناحية التكامل وبهذا قد يكسب بعض المستخدمين ولكن في الوقت نفسه تجدُ عشرات النّاس قاموا بتقليد الفكرة وبمميّزات وخصائص أفضل لأنّ الفكرة لا توجد عليها حقوق ملكية.


المشكلة الأخرى هي عدم تقدير تكاليف الاستثمار من الكثير وهذا ما استنتجته من الطلبات التي تصلني، فيعتقد البعض بأنّ بعضا من آلاف الدولارات كافية لبناء تطبيق، بل ويبني صاحب الفكرة الكثير من الآمال عليها بأن يحصل على الملايين من ورائها، كيف ذلك!


قالها الكثيرون "ما يأتي بالساهل يختفي بسرعة"، ولا يوجد ما هو سهل وبسيط مهما كانت الدعايات التي تقوم بعرض خدماتها، فإن أردت أن تقوم بالدخول في هذا العالم فاعلم جيّدا بأنّ أقل استثمار سيكون قريبا من (10-20) ألف دولار، مع وضع باعتبارك 10% شهريّا من المبلغ نفسه تقريبا على الأقل للبقاء في مكانك أو الاستثمار أكثر لتحلّق في الصدارة وتنافس التطبيقات الشبيهة الموجودة أو التي ستقلّد فكرتك.