في السابق علمونا أهلنا بأن فهم السؤال يعادل (ثلثي الإجابة) واليوم أصبح (صياغة السؤال) هو (99%) من الإجابة
اول دخول فعلي لي لعالم الإنترنت كان في نهاية التسعينات الميلادية (1997) عندما كنا نستخدم اتصال بخط دولي للدخول على الانترنت عن طريق دولة البحرين وكنا نقوم بأرشفة مواقع الصحف ومواقع الأدلة ليمكننا فصل الإنترنت وتصفحها لاحقا لتوفير تكاليف الاتصال.
من أوائل مواقع الإنترنت التي كنا نستخدمها للإبحار في ذلك الوقت لاستكشاف الإنترنت موقعي (Yahoo) وموقع (Craigslist) – مازال الموقع على شكله منذ ذلك الوقت - ومن ثم طل علينا موقع عربي اسمه (الردادي) وكانت تستخدم جميعها طرق التبويبات لعرض المواقع ضمن تصنيفات, , ومن ثم قمت أنا محدثكم بإصدار تطبيقين حاسوبيين (موسوعة الانترنت العربية) و (مستكشف الانترنت العربي) يوفران على المستخدم إمكانية للوصول للإنترنت عبر التبويبات بالإضافة للبحث دون اتصال بالإنترنت وإمكانية فتح أكثر من صفحة ضمن نفس النافذة – كانت فكرة ثورية في وقتها- مما يقلل من ضرورة الشبك الطويل على الانترنت وتجهيز قائمة المواقع المراد زيارتها عند الاتصال القادم بالإنترنت.
في تلك الإيام كان توفر الانترنت محدودا بعدد ساعات مقابل اشتراك محدد عن طريق الاتصال الهاتفي (Dialup) مع انترنت بطيء السرعة، يتطلب تعامل مختلف في فتح الاتصال ومن ثم اغلاقه في كل مرة عند القراءة والبحث.
ومع التطور السريع لتقنيات الاتصال بالإنترنت ومواقع البحث ودخول مختلف محركات البحث وأشهرها موقع (Google) والذي استمر مهيمنا على هذا العالم حتى اليوم
هيمنة Google
مع تطور الميديا وطرق البحث قامت شركة (Google) بشراء موقع (YouTube) والذي كان امتدادا طبيعيا للبحث فلقد كانت الناس تبحث عن المعلومة لمشاهدتها عبر منصة (YouTube) وزادت هيمنة شركة (Google) على مشهد محركات البحث عند نشرها لخدمة (Google Map) والتي قدمت قنوات إضافية للبحث بالإضافة للبحث في الفيديو والصور والطيران والفنادق وضمن البريد والكثير في عالم البحث
منذ سنة تقريبا تفاجئت بأن الجيل الجديد يستخدم منصة (TikTok) للبحث وبدئت في تجربة ذلك عدة مرات ولكني نفسيا لم اتأقلم مع هذه الطريقة حيث أني أعد نفسي مستخدم محترف لمحركات البحث واختيار الكلمات البحثية بشكل صحيح لأصل لنتائج البحث في أول (3) نتائج بحث بحد أقصى وكان بحثي في مجالات اهتمام مختلفة لا تغطيها منصة (TikTok) بل تحتاج لحاسوب وتمرس أكثر في كيفية البحث
الذكاء الاصطناعي كبديل
منذ بضعة أشهر قمت بتبني استراتيجية على مستوى عائلتي الصغيرة وعلى مستوى العمل كموظفين لضرورة تبنى خدمات (ذكاء اصطناعي AI) في كل شيء تقريبا فقناعتي بأن الفرق بين مخرجات الخبير – من قضى 10 ألاف ساعة في مهارة محددة - والذي بناها بخبرة على الأقل بـ (5) سنوات تشابه من يعرف يستخدم أداة (ذكاء اصطناعي AI) في نفس المجال وتعلم عليها خلال ساعات في يوم واحد فقط.
الفرق بين الخبير أبو (10 الاف ساعة) وبين من تعلم أداة (ذكاء اصطناعي AI) يمكن ردمه بتعلم نفس الأداة فيصبح بذلك خبير يستخدم (ذكاء اصطناعي AI) وهنا ترفع مستوى المنافسة من جديد بفارق الخبرة مع احتراف الأدوات.
ومن ضمن هذه الاستراتيجية لتوظيف الـ (ذكاء اصطناعي AI) بدئت اعتماد (AI) بديلا لمحركات البحث مثل (Google) ومواقع المجتمعات المتخصصة (Communities)، وفي ذلك توفير للوقت بشكل كبير فبدلا من البحث في الكلمات المفتاحية ومن ثم ظهور النتائج ومن ثم اختيار الموقع ومن ثم البحث عن الإجابة عبر قراءة الموقع، أصبحت تأتي الإجابة مباشرة وبهذا توفير كبير للوقت وعدد النقرات.
بالنهاية أحب أن أختم بنصيحة أوجهها للجميع بضرورة تعلم (المطالبات) – ترجمة اصح للعربية لكلمة (AI prompt) فما ساعدني في حياتي السابقة هو احتراف (الكلمات المفتاحية) وصياغة جملة البحث على منصة (Google) واليوم تعلم (المطالبات) مع منصات الـ (ذكاء اصطناعي AI) أصبح ضرورة.