تاريخ المقال طول المقال تتطلب قرائته
464 كلمة 3 دقيقة

الأسبوع الماضي، جمعتني ومجموعة من الأصدقاء واحدة من أجمل كشتاتنا الشتوية (رحلة تخييم سنوية)، والتي كانت هذه المرة مختلفة عن سابقاتها من حيث المكان، والتنسيق، والأجواء، وزادها جمالا الصحبة الصالحة المرحة.

من بين المواضيع التي أثيرت خلال إحدى ليالي السمر حول نار الحطب، دراسة قرأتها عن جيل (Z)، وهم من مواليد منتصف التسعينيات (1995) وحتى عام (2010)، المعروفين أيضًا بـ "الجيل الرقمي". تشير الدراسة إلى أن اهتمام هذا الجيل ببناء أسرة والزواج المبكر بدأ في التراجع. وأذكر جيدًا أن الجيل الذي سبقهم، وهو جيل الألفية (Y) أو Millennials، الذي ولد في الثمانينيات، قد بدئت هذه الظاهرة لديهم ولكن بشكل أقل، حيث أن عددا من أصدقائي الذين لم يتزوجوا بعد هم من جيل (Y)، وما زال هذا السلوك مستهجنًا لدى أبناء جيلي. فكنا وما زلنا ندعو لهم بالصلاح والهداية أحيانا ونقوم بالتنمر عليهم أحيانا أخرى 😎.

أما الجيل الأسبق، المعروف بـ (Generation X)، وهم مواليد ما بين (1965) و (1980)، فلا أذكر أحدًا منهم لم يتزوج. وكذلك الحال بالنسبة لجيل آبائنا، فقد كانت ثقافة الزواج المبكر شائعة جدًا لدرجة أن التأخر في الزواج كان يثير الامتعاض الاجتماعي ويواجه عادة بالتنمر، وكانوا يشجعوا المتأخرين على الزواج بشتى الطرق إلى درجة الإجبار.

ما لفت انتباهي في الدراسة أيضًا هو أن اهتمامات الجيل (Z) بدأت تتغير في أمور أخرى، مثل قلة الإقبال على شرب الكحول بسبب انخفاض الضغوط النفسية وزيادة المشتتات الحديثة كوسائل التواصل الاجتماعي. كما تراجع اهتمامهم بامتلاك السيارات الرياضية. وقد كتبت ملخصًا لهذه الدراسة في مدونتي عام 2016 (الرابط: https://badwi.com/contents/blog/thwrt-al-jyl-z-alzyzywn).

خلال نقاشنا لهذه الظاهرة المتعلقة بعزوف الجيل (Z) عن بناء أسرة والزواج المبكر، قام أحد الحضور بسرد تجربة قام بها أحد معارفه، حيث كان هذا الشخص يتكفل بتكاليف زواج أبنائه الذين يتزوجون قبل دخولهم المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى تقديم راتب شهري يعينهم حتى يحصلوا على وظيفة ويعتمدوا على أنفسهم. وقد استحسنا هذه التجربة وقررنا تطبيقها مع بعض التعديلات التي تتناسب مع ظروفنا وجيل أبنائنا.




اطلاق صندوق للتحفيز على الزواج المبكر

اتفقنا على إنشاء صندوق افتراضي يساهم فيه الأعضاء بدفع مبلغ سنوي قدره (10) آلاف ريال. يتم استخدام هذه الأموال لتقديم دعم مالي يتراوح بين (100) ألف و (150) ألف ريال لأي من أبناء الأعضاء الذين يقدمون على الزواج قبل انتهاء المرحلة الجامعية. كما يتكفل والد العريس براتب شهري يساعده على تدبير أمور حياته حتى يجد وظيفة ويعتمد على نفسه بالطريقة التي تتناسب مع كل أب مثلا قد تكون هذه الرواتب الشهرية دين مسترد لاحقا على الإبن مثلا.

وأبشركم بأننا قد بدأنا بتنفيذ هذه الفكرة هذا الأسبوع مباشرة،

أما عن سبب مشاركتي لهذه الفكرة معكم هو أن للصندوق فوائد أخرى غير الدعم المادي المباشر والتشجيع. فهو يشكل فرصة لنا كآباء لفتح نقاش حول الزواج المبكر مع أبنائنا مع امكانية تكراره دون قيود، مما يزيد من تقبلهم للفكرة. كما يشجع الأبناء على الاستفادة من هذه "الجائزة"، التي سيكون جزء منها من أموال آبائهم والتي قد تذهب لغيرهم 🤑.

ولعل هناك من يتبناها بين مجموعاتكم، مما يساهم في دعم شبابنا وتحفيزهم على الزواج المبكر وبناء أسر مستقرة.