منذ حوالي ثلاثة أشهر وصلتني دعوة للتحدث في مؤتمر (مدونات) و الذي سوف يقام في الدوحة و كانت لي حرية اختيار الموضوع بحيث يكون له علاقة بالتدوين ففكرت بأن أحسن موضوع سيكون عن تجربتي في تسويق و نشر مدونتي باستخدام الشبكات الاجتماعية و قد قمت ببناء العرض المبدئي الأول و قمت بتقديمه في (5) دقائق في مشروعي الثامن لنادي الخطابة (toastmasters) و كان مملا و فاشلا جدا بإجماع كل الحضور : ) , و بعدها قمت بتحسين العرض و تعديله و قمت بإلقائه في اللقاء الأول لهواة التقنية في القصيم و كان لمدة (25) دقيقة تقريبا و أحسست بأنه أعجب الجمهور و قلت ها هو العرض المناسب , و بعدها تفاجئت بأن الوقت المتاح لي في قطر فقط (10) دقائق , فقمت بإعادة تصميم العرض لكي لا يتعدى هذه المدة و في نفس الوقت يكون أن يكون مفيدا و غير مملا بالتأكيد
خلال هذه الفترة لم أكن متأكدا من إمكانية حضوري للقاء 100% بسبب موضوع الفيزا فنحن حملة الوثائق لدينا هذه المشكلة مع كل بلاد العالم تقريبا و لكن و لله الحمد وصلتني الفيزا قبل سفري بـ 10 ساعات فقط , أي في يوم الخميس مساءا , و كانت سفرتي في يوم الجمعة صباحا , وصلت ظهرا إلى الدوحة على متن الخطوط القطرية و التي هي بالمناسبة بتصنيف عالمي (5 نجوم) و قد اتضح لي ذلك من تجهيزات الطائرة و تعامل طاقم الطائرة و الخدمة المتميزة , و عند وصولي للمطار كان في استقبالي سائق الفندق بسيارة (BMW) أخر موديل وللحظة شككت بأن السائق مخطئ : ) و لكن كانت السيارة لي فعلا وهذه البداية السعيدة كافية لتدل على مدى الضيافة الكريمة و الحفاوة الرائعة التي استقبلونا فيها أهل قطر مشكورين
لقد كان الفندق عبارة عن منتجع رائع يقع على البحر و يحمل الطابع الأندلسي و كان كل من يعمل فيه يتميز بحسن التعامل و الابتسامة الدائمة و الرائعة و كان اليوم الأول لي عبارة عن قضاء بعض الوقت في الفندق و قراءة الكتب حيث كنت أنوي زيارة سوق واقف و المشهور في قطر و لكن قوة المطر جعلتني ألا أفعل ذلك و انتظرت الأخ رءوف شبايك حتى وصل متأخرا في تلك الليلة و جلسنا مع بعضنا البعض و قررنا أن لا تتعدى الجلسة ساعة لان ورائنا يوما حافلا في الغد و مع ذلك أخذنا الوقت و لم ننم إلا متأخرين : )
في صباح يوم المؤتمر السبت تفاجئت بالحضور فلقد قيل لي بأن الحضور لن يتعدى 40 شخص , و لكن و بتقديري كان الحضور بقرابة (200) شخص من مختلف الجنسيات و الأعمار , و لأول مرة أقابل هيئة التنظيم و الأخوة التي كنت أراسلها طوال فترة (3) أشهر تجهيزا لهذا الاجتماع و تم توزيع الأدوار و كيفية التقديم و ما إلى ذلك
بدئ الحفل أحد الباحثين في التدوين العالمي (Jeremiah Owyang) والذي أتحفنا بمحاضرة رائعة لم تكن للمبتدئين و ليست للخبراء كذلك و لكنها جمعت بين الاثنين لتعطي كل فئة شيئا جديدا
بعدها قام الأخ الرائع (رءوف شبايك) بإلقاء محاضرته (الكل قادر على التدوين) و التي كانت خفيفة و لطيفة تحمل الكثير من معاني التشجيع و التي أتت نتائجها بأن الكثير من الحضور تشجع لفتح مدونته في ذلك اليوم و اعتقد أنهم فعلوا و لمراجعة العرض و محتوى المحاضرة يمكن زيارة مدونة الأخ رءوف و متابعة الموضوع التي تحدث فيه عن تجربته
بعدها قمت أنا محدثكم بإلقاء محاضرتي عن الشبكات الاجتماعية و استخدامها كأداة للتسويق وقمت بعمل جهدي لكي تكون لطيفة ممتعة و مفيدة في نفس الوقت و أعتقد أن ردة فعل الجمهور كانت خير جائزة حصلت عليها و خصوصا عندما ارتسمت البسمة على وجوههم و صفقوا لي بحرارة تخيلت في البداية أني مبالغ في تقديري لها و لكن عند انتهاء المؤتمر و بدئت في الحديث معهم تأكدت بأن إعدادي و تجهيزي لم يذهب سدى و لي عودة عن ما حدث مع الجمهور لاحقا
بعدي قام الصديق و المدون الرائع (عمار) صاحب مدونة (عمار توك) بإلقاء كلمة عن التدوين و كان عرضه دسما مليئا بالمعلومات و لم أستطع أن أتابعه جيدا لاني كنت على المنصة و الشاشة بعيدة عني و لكن و لله الحمد فلقد قام برفعه على مدونته حتى يتاح لي مراجعته ربما بعد إنهاء هذه المقالة و لم أستطع أن أخذ صورة لانهم قاموا بنقلنا إلى المنصة
بعدها قامت المدونة (شابينا خاتري) و هي صحفية أمريكية و مسلمة ومدونة و تتحدث عن الفعاليات و الأحداث بقطر باللغة الانجليزية و ألقت كلمة جميلة جدا من وجهة نظرها كصحفية متخصصة و كيف زاد التدوين من احترافها
في النهاية قام الأخ (أحمد حمزاوي) (المدير الهندسي لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة جوجل) بالتعريف بمنتجات جوجل و أهمها (Blogger) و المنافس لـ (Wordpress) كما قام بعمل عرض سريع عن الأدوات الرائعة التي توفرها جوجل و تدعم المدونين مثل (Google Analytic) و (Google Trend) و (Google Absence) و (FeedBurner) و كيف تقوم بعمل تكامل مدونتك مع هذه الأدوات الموفرة من قبل جوجل
بنهاية اللقاء قمت بلقاء بعض الحضور و المهتمين بالتدوين من صحفيين محترفين ومنهم الأخ (سمير الحجاوي) من قناة الجزيرة و الأخ (محمد سيدي) و (محمد لشيب) و طلاب من كلية الإعلام و هواة للتقنية و أعجبني فعلا مدى الفهم العميق و الانفتاح الحاصل على تبني التكنولوجيا و التقنية في قطر في جميع مجالات الحياة و في ذلك الوقت عبر الجميع عن مدى إعجابهم بالعرض الذي قمت به مما زادني إيمانا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
تسجيل للملتقى و كلمتي بعد مرور (1:32) ساعة و اثنين و ثلاثين دقيقة
مقابلتي في قناة الجزيرة
أثناء لقائي بالحضور قابلني الأخ (أحمد عاشور) و القائم على موقع (الجزيرة توك) - قسم الإعلام الجديد و التابع لقناة الجزيرة - وعرفني بنفسه مشكورا حيث أني أعرفه عن طريق قراءاتي في الانترنت و لكني لم ألتقي به من قبل و عرض علي استضافتي في قناة الجزيرة مشكورا في المساء في برنامج (منبر الجزيرة) و الذي كان يتحدث بذلك اليوم عن المحتوى العربي و عن مؤتمر (مدونات) و بالتأكيد قبلت بهذه الفرصة الرائعة
الصديق أحمد عاشور في مكتبه
صورة بالقرب من ميثاق الشرف المهني
صورة في استوديوا الجزيرة الانجليزية
صورة لاستوديوا برنامج الاتجاه المعاكس
و قد طلب الأخ (أحمد عاشور) أن أكون في القناة في تمام الساعة (7) مساء و قبل بدء البرنامج و كنت هناك بالفعل و قد استقبلني الأخ (أحمد) بحفاوة بالغة و قام بأخذي بجولة داخل مبنى قناة الجزيرة الفضائية و قناة الجزيرة الانجليزية و من ثم قمت بزيارة متحف الجزيرة و بالنهاية التقيت بالفنان المبدع (شجاعات) و القائم على رسم الكركتير في القناة و قد عبرت له عن مدى إعجابي برسومه و ما كان منه إلا و قام بتصويري مشكورا و ذلك لكي يقوم بعمل رسم كراكتيري لي و بالطبع لم تسعني الفرحة بذلك و ما أنهيت لقائي بالبرنامج و خلال نصف ساعة تقريبا كان الأخ شجاعات قد أنهى كامل الرسم الرائع
الفنان المبدع شجاعات رسام الكاركتير في قناة الجزيرة
رسمت الكاركتير التي قام بها الفنان شجاعات
صورة من متحف الجزيرة
أول معدات استخدمت في بث الجزيرة
في اليوم التالي كنت أحسب بأن رحلتي في الساعة 7 مساء و عليه فقد عرض علي أحد الحضور الكريم و الذي يعمل في أحد المدارس الخاصة العالمية في قطر – لم أعد أذكر الاسم فسامحوني – أن أقوم بإلقاء محاضرة للطلاب و المدرسين عن التدوين و كيفية بناء مدونة جديدة, و لكني وللأسف كنت مخطئا و كانت طائرتي في الساعة 7 صباحا و الحمد لله بأن الفندق قد قام بإيقاظي و لحقت بالطائرة على أخر الوقت
تسجيل للقائي في برنامج منبر الجزيرة
تسجيل لمقابلتي عن اثراء المحتوى العربي على الانترنت في المجلس الاعلى للاتصالات
و أنا في الانتظار بقرب بوابة الطائرة و إذا بالشيخ (محمد العريفي) يطل بابتسامته الرائعة كعادته فذهبت و سلمت عليه وعرفته بنفسي و كنت في ذلك الوقت أتصفح كتاب (كتوب) و الذي كنت أضع عليه بعض الملاحظات و قمت بعرضه على الشيخ و أبدى إعجابه و بدئت في تجاذب أطراف الحديث معه حول موقع تبادل الكتب و أسباب فتحه و كيف أصبحت مدربا عالميا في القراءة السريعة و ما كان منه إلا و أن طلب مني الاستزادة من معلومات حول القراءة السريعة فعرضت عليه أن أعطيه الدورة في الطائرة و هذا ما كان فقد رتبت مضيفة الطائرة بحيث أن يكون بجانبي و قمت بإعطائه الدورة و بهذا أكون أحد أساتذة الشيخ – أمزح بالتأكيد فهو شيخي و أستاذي – و كانت فعلا الرحلة سريعة و لم ألحظ مرور الوقت لشدة مرح الشيخ و أسلوبه الرائع في الحديث
في نهاية مقالي هذا أحب أن أشكر القائمين على المؤتمر و المنظمين و على الأخوة المدونين الرائعين و الحضور الراقي و قناة الجزيرة و الأخ أحمد عاشور و الأخ عمار و الأخ رءوف و كل من ساهم في إنجاح هذه الرحلة