قمتُ بحضور تسجيل حلقة للدكتور طارق السويدان حول إدارة الخلاف وأردتُ تلخيص ما ألقاهُ ومشاركتكم به لتعمّ الفائدة. هناك علم اسمه علم إدارة الخلاف (conflict management) وهو غير منتشر في عالمنا العربي، وقد صُنِّف الناس عند الخلاف إلى أقسام خمسة، فلنتعرف مع بعضنا البعض على هذه الأصناف:
الصنف الأول: سمك القرش
وهو قائم على أنا أربح وأنت تخسر، ورأيي دائما هو الصواب ولا ينبغي
التشكيك فيه ويجب أن يمضي، وربما قد يعتقد البعض بأنّه أسوء الأنماط إلا
أنّ له دواعي تستدعي استخدام هذا النمط ولعلّ من أهمها عندما يكون التفاوض
أو الخلاف من أجل المبادئ، وخير مثال عندما فاوض الكفار النبي عليه أفضل
الصلاة والسلام على أن يعبد آلهتهم فترة ويعبدون هم الله لفترة وهنا لا
مجال للتراجع أبدا.
الصنف الثاني: السلحفاة
وهو قائم على الخسارة للجميع أو الانسحاب أو كما يقول البعض (عليّ وعلى أعدائي)، وهو من المبادئ التي لا ينبغي القيام بها إلا إذا كانت ذات بعد استراتيجي أو من أجل التخطيط لأهداف بعيدة المدى أو في حال كان وجه الخلاف غير مهمّ أو في حال لم تكن تملك أيّ قوة في التفاوض.
الصنف الثالث: الثعلب
وهو قائم على أن يكون نصف خسارة ونصف ربح لكلا الطرفين، وتستخدم عندما تكون الخلافات معقّدة وحساسة، وخير مثال على ذلك هو صلح الحديبية ودائما ما يحاول أحد الطرفين بالانسحاب منه وهو جيّد على المدى القصير فقط.
الصنف الرابع: الدب الوديع
وهو قائم على أنا أخسر وأنت تربح، ويستخدم في حال كانت العلاقات أهمّ من الخلاف، ومن أسوء استخداماتها عندما يقوم الطرف الثاني باستغلال هذا الصنف ويتمادى، وربما قد يحقّق السعادة اللحظية لدى الطرفين.
الصنف الخامس والأخير: البومة
حيث إنّ البومة هي رمز الحكمة، ويعدّ من أفضل طرق إدارة الخلاف والذي يُعنى بالفوز والربح للجميع، ولكن ربما يحتاج إلى وقت طويل لدراسة الحالة، وعليه يحتاج إلى وقت طويل لوضع حلول إبداعية ترضي الطرفين، وأهم مميزات هذا الصنف هو استمرار العلاقة ودوامها للجميع.
هذا ما استفدت وأرجو أن تستفيدوا منه جزى الله خيرا الدكتور طارق على طرحه