في نهاية عام (1982)، قامت شركة (ATARI) رائدة ألعاب الفيديو بإصدار لعبة (E.T.) والتي كانت مقتبسة من فيلم سينمائي حاز على إعجاب الناس تمَّ عرضه في نفس العام، تسرُّع الشركة كان بِحجّة استغلال موسم الأعياد وهو الموسم الذي تكثُر فيه مبيعات منتجاتهم- تخيّل! لقد قاموا بتطوير اللعبة خلال خمسة أسابيع فقط - هذا التسرّع جعل الشركة تقوم باتخاذ قرارين خاطئين؛ الأول هو أنّها أصدرت لعبة سيئة غير مفهومة – مُحدِّثكم لعب بها في طفولته ولم تعجبه أيضا – والثاني هو إنتاج قرابة (4) ملايين نسخة مرة واحدة.
لم يُبَعْ من اللعبة إلا أقل من (15%) ولم تعجب الكثير، بل إنّ هناك آخرين قاموا بإعادتها وتسبّب ذلك في ما يسمى (انهيار سوق ألعاب الفيديو) الذي كان في بداية (1983) أي بعد أيام من إصدار اللعبة، واستمر لأكثر من سنتين وذلك بسبب عزوف الناس عن اللّعِبِ بألعاب ذات جودة رديئة.
بعد عدّة أشهر، قامت شركة (ATARI) باتخاذ قرار غريب وهو (دفن) أشرطة (cartridges) لعبة (E.T.) في الصحراء، ولعلّ السبب الرئيسي هو صعوبة التخلّص من هذا النوع من النفايات عبر الطرق الرسمية؛ بل إنّ العملية تمّت ليلاً وسرّاً ووردت عدّة تقارير تفيد بظهور شاحنات تقوم بدفن شيء في الصحراء، ممّا دعا الشركة إلى نفيها في ذلك الوقت. لكن في العام (2014) جاء إذن من السلطات المختصة سمَحَ بالتنقيب عن ذلك في الصحراء، ووُجِدَت فعلاً أشرطة اللعبة مدفونة هناك.
ربما ظهر مصطلح (ادفن فشلك) في عام (1983) بسبب هذه الحادثة، وعلى نفس النّسق ظهرت مواقع إنترنت على غرار (مقبرة جوجل) التي تظهر فيها المنتجات التي تمّ قتلها أو دفنها من قبل شركة جوجل (killed by google) والتي تنتهج منهجا رائعا وهو (افشل بسرعة ثمّ حاول مرة أخرى).
الخلاصة
يرى النّاس النجاحات دائما ويعتقدون بأنّها وليدة الصّدفة أو أنّ الحياة ورديّة، ولم يسمعوا عن مصطلح (Iceberg) المُستخدَم في الصورة التعبيرية لهذا المقال، وهو عبارة عن رأس الجبل الجليدي الظاهر في البحار؛ فخلف هذه القمّة الصغيرة الظاهرة كنجاح هناك جبلٌ كبيرٌ مختفٍ عن الأنظار من الجدّ والتعب والفشل الذي تمّ دفنه حتى يصل الناجح لما هو عليه اليوم.