سوف أتحدّث في هذه المقالة من صميم خبرتي الشخصية التي قضيتها سابقا ولمدة طويلة أسيرا لمنتجات شركة مايكروسوفت (Microsoft)، ومن ثمّ تحرّرت لدخول عالم المصادر المفتوحة للتطوير لمنصة أندرويد (Android) والذي كان عالما جديدا كليا عليّ وجعلني أحقد على مايكروسوفت لفترة لأنّه جعل عقلي يتوقف عن العمل عند مرحلة مايكروسوفت والبعد عن العالم الآخر؛ ولكن بعد ذلك وقعت في الأسر الأشدّ وذلك في التطوير لمنصة (IOS) لأجهزة (iPhone / iPad) وعندها احترمت شركة مايكروسوفت وحمدت الله بأنّي كنت أسيرا سابقا لها وليس لشركة (أبل). ومع مروري على التطوير لمنصة (نوكيا) و(بلاك بيري) جعلني أحترم شركة نوكيا وندمت لأنّي لم أقم بالتطوير لها سابقا، ولكن فقد فات أوانها الآن وأيقنت عدم جدوى التطوير لمنصة بلاك بيري بسبب القيود الكثيرة وأهمها عدم توفر متجر التطبيقات لعالمنا العربي حتى الآن بسبب مكابرتها، إلا أنّه وبسبب المنافسة الشديدة -على ما يبدو- فإنّ شركة (رم) صاحبة بلاك بيري تحاول جاهدة التراجع عن تعنّتاتها وتقديم بعض الحلول التي ربما تُبقي على زبائنها الحاليين ولكن باعتقادي الشخصي فإنّ هذا لن يساعدها في استقطاب زبائن جدد.
لن أخوض في أيّ الشركات أفضل، فكلّ الشركات عملاقة وكان لها وقت من المجد وما تبقّى حاليا في الساحة هو كلّ من نظام (Apple i OS)) متمثلا في أجهزة (iPhone / iPad)، ونظام (Google) مفتوح المصدر (Android)، ومع أنّ هذا الأخير مفتوح المصدر لكنّه لم يجعلني أقوم بالانحياز له لهذا السبب بل دعنا نحكم وكما يقال في قانون السوق؛ قانون العرض والطلب.
Windows Mobile
في البداية سوف أتحدث عن نظام (Windows Mobile) الذي أمضيت بضع سنوات في التطوير له وذلك لأسباب بسيطة أهمها توفر الجهاز في السوق في ذلك الوقت، ولعلّ السبب هو دعمه للغة العربية أيضا وكذلك الحال بسبب خلفيتي للتطوير على منصة مايكروسوفت؛ فلقد وفّرت لي سهولة في التطوير لهذه المنصة دون الحاجة إلى تعلم أيّ أدوات جديدة فكان بإمكاني التطوير بواسطة (VB) ولاحقا بواسطة (VB.NET) مباشرة دون الحاجة إلى تعلم أيّ مهارات أو لغة برمجة جديدة.
ولكن بسبب قانون السوق فإنّ مجد نظام (Windows Mobile) قد مضى لأنّها تأخرت في تطوير نظامها كثيرا، أما حاليا بصدور النسخة الجديدة (Windows7) لأجهزة الموبايل والتي تتطلّب مفهوما جديدا في التطوير وهو بالاعتماد على تقنية (Silver Light) التي تعتمد مفهوما جديدا في التطوير؛ والذي يعني تعلم تقنيات جديدة في وقت بدأ فيه النظام بالتلاشي وبالتالي لا أحبّذ فكرة التمسّك في التطوير له.
iPhone / iPad
لا يمكن لأحد أن يجادل بأنّ أجهزة شركة (Apple) تتربع في قمة مجدها حاليا ومنذ قرابة السنتين، لذا فإنّ التطوير لها حاليا هو المجدي ماديا بلغة السوق، لكن إن كنت ستدخل هذا العالم حاليا فلا أنصحك بذلك فالتطوير لهذه المنصة مرهق ماليا وتحفّه الكثير من الصعوبات؛ فمن جهة لا يمكنك التطوير لهذه المنصة إلا بوجود جهاز (Mac) وكذلك الحال أنت بحاجة لرخصة سنوية تدفعها كمطور لتتمكن من التطوير لهذه المنصة والكثير من القيود الأخرى في كل خطوة. ومن جهة أخرى مفهوم التطوير المستخدم بلغة (Objective C) تحت بيئة (XCode) والذي هو أساسا من لغة (Next) التي طورها (Steve) مغاير تماما ومختلف جدا عن مفهوم التطوير في اللغات الأخرى ويحتاج منك إلى الكثير من الوقت للتّعوّد عليه وتعلّمه، فإن لم تكن مطورا سابقا ومحترفا في هذا المجال فأعتقد بأنّ الوقت قد ولّى لإضاعة الوقت في تعلّم هذه البيئة، كما أنّ هناك معضلة أخرى ألا وهي التصميم الفني (واجهة المستخدم) لهذا النظام؛ فالمشكلة أنّ هذه الأجهزة تتميّز بسحرك بمؤثراتها وحركاتها الفنية وكل تطبيق يتفنّن في إظهار تلك المؤثرات ممّا يجعل الناس لا تقبل أقلّ من تلك التصاميم في التطبيقات الجديدة ممّا يؤثر على تطبيقك حتى لو كان أفضل من ناحية الوظائف. باختصار إن بدأت الآن وحتى تحترف التطوير على هذه البيئة فأعتقد بأنّ السوق وقانون العرض والطلب سيثبتان أنّ الوقت قد ولّى للتخصص لهذه الأجهزة، فحتى تتمكّن من التطوير لهذه المنصة باحتراف وبشكل مناسب سيكون النظام قد ولّى زمنه باعتقادي الشخصي.
Android
عشقت نظام (أندرويد) منذ اليوم الأول لاستخدامي له وهو ما شدّني للدخول في عالم المصادر المفتوحة والذي أعتقد بأنّه قمة الإبداع والاحترافية في هذا العالم، عالم المصادر المفتوحة. ومع أنّ انتشار هذا النظام ما زال قليلا في عالمنا العربي إلا أنّه قد اكتسح العالم بأسره وبدأ يتربّع على القمة مزيحا نظام (Apple) في الكثير من الأسواق العالمية مع أنّ عمر النظام الصغير والذي بدأ بالظهور مع بدايات العام (2009) إلا أنّ هناك تسارعا وتطورا كبيرين في هذا النظام مما جعل الكثير من الشركات تقوم بتبنّيه والعشرات من الأجهزة المختلفة في الأحجام والأشكال والوظائف بدأت تعتمد عليه، كما أنّ الوقت الآن ما زال مناسبا للدخول في هذا العالم وتعلّمه لأنّه بدأ حاليا دورة حياة التربّع على القمة والتي تتطلّب بضع سنين ربما حتى يتغيّر ذلك حسب قانون العرض والطلب وبهذا ربما تستطيع لحاق هذا المجد والاستفادة منه عندما تبدأ في تعلّم التطوير لهذه المنصة في الوقت الحالي؛ كما لا أنسى الإشارة لكتابي لتعليم التطوير لمنصة أندرويد وهو كتاب عربي إلكتروني مجاني (أندرويد ببساطة).
عن نفسي وبشكل شخصي حاليا لا أقوم بإعطاء أولوية للتطوير لأنظمة أندرويد لعدم توفّر طريقة لتوفير تطبيقات مدفوعة من منطقتنا، وكل ما نستطيع توفيره هو تطبيقات مجانية، لذا فأنا أستغل الطلب الحالي على منصة (iOS) وأجهّز نفسي للوقت الذي تتاح فيه خدمة البيع في منطقتنا لأطلق باقي التطبيقات على منصة أندرويد.
في النهاية، هذا رأيي الشخصي والنابع من تجربتي الشخصية ولا أمليه على أحد، ولكنني أحببت أن أشارككم به لعلّه يساعدكم في تنوير فكركم؛ وبالتأكيد لدى كل شخص عقل ناقد يفكر به ليأخذ ويترك ما يشاء.
دمتم بود