يحكي أن هناك مجموعة من الأصدقاء وبينما هم مستمتعين بيوم مشمس جميل وسط الغابات , و بينما هم على هذا الحال من المرح و التوغل في أعماق الغابة , إذ بحفرة عميقة يقع فيها أثنين من الأصدقاء, و بعد محاولات كثيرة من طرفهم للخروج من الحفرة و مع مساعدة أصدقائهم إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل , و بعد فترة بدء الشك بالظهور و اليأس من النجاة من هذه المشكلة, حتى أن مجموعة الأصدقاء في الأعلى استسلموا بشكل أبكر , فمن يده ليست في النار لن يحس بحرارتها كما الحال مع الاثنين في الأسفل , بدئت المجموعة بالدعاء لهم بالجنة و بتلقينهم الشهادة و كأنهم على وشك الموت , و يذكروا لهم نعيم الآخرة و بأنهم كانوا صالحين في الدنيا وما إلى ذلك للتخفيف عليهم
في هذا الوقت و بعد سماع هذه الكلمات المحبطة, خاب أمل أحدهم في الأسفل و بدء في الاستغفار و استسلم بشكل كامل , أما الشخص الثاني استمر في المحاولة و استمر و استمر , و كل فترة يشفق عليه من في الأعلى و يثنونه عن فعلته و يطلبون منه أن يتوقف عن هذا العمل و طلبوا منه أن يستغفر و يصلي .
و لكن و بعد فترة نجح هذا الشخص في النجاح و وصل للأعلى , و وسط دهشة الجميع ممن في الأعلى بدء هذا الشخص في شكرهم لتشجيعه !!! عندها اكتشفوا انه قد فقد حاسة السمع بسبب السقوط و أنه كان معتقدا بأنهم يشجعوه و ليس ثنائه عن ذلك!!
فالفرق بين صاحبنا الأول و الثاني هو الاعتقاد الداخلي و الذي جعل أحدهم يستسلم و الثاني يحاول و يثابر , فبالنهاية إن ما يجعلنا نشعر بالسعادة أو الحماس أو القوة عبارة عن مجرد أفكار ايجابية تزرعها أنت في داخلك و تتصرف وفقا لها
بالعودة لعرض ما هي الأسباب وراء قلة أو انعدام الحافز النفسي لدينا و جدت أن أهمها ثلاث ألا و هي:
- فقدان التركيز
- فقدان الثقة بالنفس
- فقدان الاتجاه أو المسار الصحيح
و بعد معرفة السبب و تشخيص المرض يتم البحث عن العلاج و هنا يتم ذلك بالبحث عن طرق لزيادة التحفيز الذاتي فما هي الطرق التي تساعد على التحفيز النفسي:
الحالة المزاجية المناسبة
عندما تكون سعيد أو حزين أو حتى كنت تشعر بالإثارة فان جسمك يقوم بإفراز مواد كيميائية تجعلك تشعر بهذه الحالة,إذا الحالة النفسية منبعها من الداخل و ليس من الخارج , فعليك بحقن عقلك بالمواد الكيمائية المناسبة لتشعر بهذه الحالة, فلو كنت تشعر بالسعادة عند قراءتك لكتاب معين أو عند مشاهدتك لمحاضرة شخص ما فتابع عليها لتصل إلى هذه الحالة المزاجية المناسبة , و بعد التركيز المباشر على ما يشعرك بحالة جيدة لربما اخترت الخوض به و البقاء عليه و هنا نلغي السبب الأول من أسباب قلة التحفيز
حفز الآخرين
بتحفيزك للآخرين فانك تبرمج نفسك بشكل غير مباشر لتكون متحفزا , على الأقل سوف لن تقوم بتحفيز غيرك أو مساعدتهم دون أن تشعر بحالة نفسية أفضل , و بعكس المثل القائل فاقد الشيء لا يعطيه , لذا عليك أن تعطي شيء لتحصل عليه , و بهذا تكون ملئت نفسك بالثقة الكافية لتلغي السبب الثاني من أسباب قلة التحفيز
اصنع أهدافك
بدون معرفة هدفك المنشود لن يكون لديك خطة للوصول إليه فعليك في البداية تحديد أهدافك في الحياة و اكتبها – يمكنك الرجوع لموضوعي السابق حول صناعة الأهداف عبر الضغط هنا – و بعد ما تحدد الأهداف سوف يتضح لك الطريق و بناء عليه رسم مسار محدد للوصول وما أن تصل لمبتغاك سوف تحفز نفسك تلقائيا لتحقيق الهدف التالي و هكذا دواليك